كشف استطلاع واسع نفذه موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بالتعاون مع مؤسسة البارومتر العربي البحثية، ونشر يوم 11 يوليو، أن عدد الرجال الذين اعترفوا أنهم تعرضوا لتحرشات جنسية لفظية أو جسدية في الأماكن العامة داخل العراق يزيد على عدد النساء اللواتي تحدثن عن الأمر نفسه.
وبحسب نتائج الاستطلاع الذي شمل عشر دول عربية والأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن نسبة الرجال الذي تعرضوا لتحرشات جنسية وصلت إلى 20% في حين وصلت النسبة إلى 17% لدى النساء.
وتظهر نتائج الاستطلاع كذلك أن عدد الرجال العراقيين الذين يقولون إنهم تعرضوا للعنف الأسري يزيد قليلاً على عدد النساء اللواتي تحدثن عن تعرضهن للأمر نفسه.
وقال الموقع البريطاني في تقرير بعنوان "هل الرجال هم الهدف الرئيسي للتحرش الجنسي في العراق؟" إن نتيجة الاستطلاع لم تكن متوقعة بهذا الشكل في بلد عربي، بسبب أن التحرش بالنساء هو المنتشر أكثر، بالإضافة إلى أن العراق يتهم من قبل البعض بأنه مجتمع ذكوري.
قصة سامي مع التحرش
تناول الموقع البريطاني قصة شاب عراقي في العشرين من عمره اسمه سامي يقول إنه تعرض لعدة وقائع تحرش، بدأت حين كان عمره 13 عاماً عندما دخل دورة المياه في مدرسته ووجد ثلاثة تلاميذ أكبر منه سناً يقتربون منه ويتحسسون جسده، وهو لم يكن يعرف ما هو الجنس في هذه الفترة.
يكمل سامي أنه أخذ يصرخ حتى سمعه زملاؤه، ثم جاء مدير المدرسة وأمر بفصل التلاميذ الثلاثة من دون إخبار أولياء أمورهم عن سبب فصلهم من المدرسة، ويتابع الشاب أن المدرسين والتلاميذ كانوا ينظرون له باعتباره شريكاً في ما حدث وليس ضحية تحرش جنسي.
ووفق سامي، ترك الحادث ندوباً نفسية لديه لكنه حاول أن يتغلب عليها، ثم تعرض لحادث تحرش آخر بعد عامين إذ كان يعمل في أحد المتاجر بالعاصمة بغداد. يقول إن صاحب المتجر حاول الاعتداء عليه جنسياً، لكنه قاومه.
يتابع سامي أنه بعد هذا الحادث بنحو عام تعرض لحادث ثالث، في أحد المتاجر القريبة من مقر سكنه، ويضيف أن صاحب المتجر الخمسيني حاول تقبيله لكن سامي طلب منه أن يتوقف عن ذلك ويتركه وشأنه.
عدد الرجال الذين اعترفوا أنهم تعرضوا لتحرشات جنسية لفظية أو جسدية في الأماكن العامة في العراق يزيد على عدد النساء اللواتي تحدثن عن الأمر نفسه حسب استطلاع لبي بي سي بالتعاون مع مؤسسة البارومتر العربي البحثية
بعد ذلك بنحو أربعة أشهر تعرض أيضاً لحادث اغتصاب من قبل قريب له كان يكبره بثمانية أعوام، ويحكي أن قريبه هذا حضر لمنزلهم ولم يكن والد سامي في المنزل، وجلس إلى جواره وأقنعه بأن يشاهدا معاً أفلاماً جنسية على هاتفه المحمول، ثم أمسكه من يده وأخذ يضربه على رأسه، واغتصبه، بحسب شهادة سامي.
بعد التجارب السابقة التي يصفها سامي بالمؤلمة، أقنع أسرته بترك منزلهم إلى سكن جديد، ويقول إنه حاول أن يتغلب على ما تعرض له عن طريق النسيان لكنه لم يستطع.
واليوم، يقول سامي إن حياته باتت أفضل بعدما أصبحت لديه مهنة في شركة دولية كبيرة ومجموعة من الأصدقاء الداعمين الذين يعرفون ماضيه، ويضيف أنه قرر سرد قصته لبي بي سي حتى يشجع الرجال الآخرين على التحدث عن تجاربهم.
وتعتبر بي بي سي استطلاعها حول طبيعة الحياة اليوم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هو الأكبر من نوعه، إذ تم استجواب أكثر من 25 ألف شخص في 10 دول، هي الجزائر ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان والمغرب والسودان وتونس واليمن والأراضي الفلسطينية.
وكشف الاستطلاع عن وجود تباين واسع في الآراء بشأن قضايا شتى من الدين إلى حقوق المرأة ومن الهجرة إلى تقبل المثليين جنسياً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
7sab -
منذ يومينمقال جميل اثر فيني كثيرا.. كنت ابحث على قوقل وادخلتني الصدفة الجميلة على هذا المقال وكان سبب في...
ايدار الداغستاني -
منذ يوميناعتقدت يومها ان الخوف الذي يسري في دماؤنا سيزول بعد الثورة .
اليوم و بعد اكثر من عشر سنوات من...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوميناتفق معك يا محمد ويا سنابل أيضاً. تخصيص الكلمة الصحيحة للفعل هو أفضل بكثير من استخدام الألفاظ...
Mohamed Lamine Benslama -
منذ يومينأول من وظف كلمة تنمر بالمعنى الفضفاض الذي هي عليه اليوم، هم مترجمو الأفلام والسلسلات الأحنبية...
Tayma Shrit -
منذ 5 أيامالحمدلله ع السلامة، وتوصل بالسلامة، وترجع بالسلامة وتكتبلنا أشياء حلوة عن البلاد الي رح تروح عليهم
Humam Fd -
منذ 5 أيامجميل