شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
لحياة أكثر سعادة، تخلوا عن فيسبوك

لحياة أكثر سعادة، تخلوا عن فيسبوك

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

الأربعاء 19 أكتوبر 201601:59 م

منذ 5 أعوام فقط، لم تشغل مواقع التواصل الاجتماعي المساحة نفسها التي تشغلها اليوم في حياة العرب. لكن انخراط صفحات التواصل الاجتماعي في العمل السياسي بشكل أو بآخر، وتقديمها مساحة مفتوحة لكل الشباب في ثورات البلدان العربية في الأعوام الأخيرة، لنقل أخبار مناطقهم على طريقتهم، ونشر تعليقاتهم وتحليلاتهم الخاصة عليها، كل هذا جعل هذه المواقع جزءاً رئيسياً من الحياة اليومية لعدد هائل من الناس في العالم العربي.

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الـ"سوشال ميديا" جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثير من الشباب الشخصية، فهل يزيد Facebook وأشقاؤه سعادتنا أم العكس؟

قام مجموعة من الباحثين الدانماركيين بتجربة اجتماعية جديدة، على عينة محددة من مستخدمي Facebook المياومين، ليعرفوا آثار استخدام هذا الموقع النفسية والجسدية على الناس. وقسموا تلك العينة المكونة من 1095 مشارك دانماركي إلى مجموعتين بشكل عشوائي، فكان على المجموعة الأولى أن تتابع استخدام الموقع كما تفعل بشكل يومي، بينما مهمة المجموعة الأخرى أن تتوقف عن استخدامه مدة أسبوع. وكانت النتيجة أن شيئاً لم يتغير في معدلات السعادة الوسطية لدى المجموعة الأولى، بينما تغيرت الأمور بنسبة واضحة لدى المجموعة الثانية، التي هجرت الموقع لأسبوع.

وطلب القائمون على البحث، وهم فريق من معهد أبحاث السعادة Happiness research institute، أن يقيّم كل من المشاركين رضاه عن حياته ونفسيته على مقياس 10 درجات، فكان التغير في حياة المجموعة الأولى من 7.67 إلى 7.75 أي لا شيء يذكر، بينما التغير في حياة المجموعة الثانية كان من 7.56 إلى 8.12. بالإضافة إلى الملاحظات التي سجلها الباحثون عن تقلص مشاعر التوتر والقلق والوحدة والغضب والاكتئاب، عند المجموعة الثانية.

مقالات أخرى

مخاطر قانون الإعلام الإلكتروني الكويتي الجديد

فيديو بدل الصورة الشخصية على Facebook

في الأيام الماضية، نشرت عارضة الأزياء Essena O’neil فيديو على موقع Instagram، قالت فيه إنه الأخير لها، لأن عليها أن تستيقظ من غفوتها التي عاشتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي ليست حقيقية، وتحيطها بعالم زائف، وتجعل الآخرين يقارنون أنفسهم بها معتقدين أنها تملك كل شيء، وحققت كل شيء في الحياة. لكن الفتاة ذات الـ19 عاماً، تقول إن كل هذا زيف اجتماعي يبعد الناس عن الحقيقة، ويشعرهم بالفشل، وقد بدأ يشعرها بالاكتئاب. وقد تم تداول الفيديو بكثافة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وزاد من شهرة العارضة التي كشفت في الفيديو عن كل صورة تم تزييفها لتظهر أجمل وأسعد.

قد يكون الأمر صحيحاً، فهناك داراسات كثيرة تجمع على أن مواقع التواصل الاجتماعي، لا تؤدي فقط إلى تراجع في الحياة الاجتماعية الحقيقية، إنما كذلك تضعف ثقة الإنسان بنفسه، لأنه سيرتاح أكثر في التعبير إلى الآخرين عبر شاشة الكومبيوتر بدل أن ينظر في عيونهم ويقول لهم ما يريد. وبالتالي تزيد من ميل الإنسان إلى وحدته وانعزاله، كما تتسبب بقلة التركيز، لأن المستخدم سيعود كل فترة زمنية قصيرة ليفتح صفحاته على هذه المواقع، وهذا ما يجعله مشتتاً وغير منتج في العمل الذي يقوم به. وفي النهاية يقود الأمر إلى الاضطراب المتواصل، الذي لا يدرك المرء سبباً له.

وبالعودة إلى حديث Essena O’neil فإن مواقع التواصل تثير الحسد بين الناس، فإذا شعر المستخدم ببعض الإحباط وهو يتصفح Facebook مثلاً، فسيشعر بالحسد من الأوقات السعيدة التي يشاركها الأصدقاء. فمعظم مستخدمي هذه المواقع يشاركون فقط لحظاتهم السعيدة، وهذا ما يعطي الآخرين انطباعاً بأن حياتهم مثالية. ستدفعهم السوشال ميديا باختصار إلى النظر إلى ما يملكه الآخرون أكثر منهم، بدل الاكتفاء بما لديهم، وهو ما يزيد الشعور بالقلق والاكتئاب.

بالعودة إلى العالم العربي، نظّمت الإمارات العربية المتحدة في مارس الماضي، "قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب"، ودعت إليه المؤثرين على هذه المواقع في العالم العربي. ووفقاً للتقرير الذي خرج به اللقاء، تصدر موقع Facebook وتطبيق Whatsapp، قائمة وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها العرب. وبيّن التقرير أن رواد المواقع يستخدمونها بنسبة 55% للتواصل مع الناس، و12% لمشاهدة الأخبار والفيديوهات والصور وقراءة المعلومات، و50% من وقت نشاطهم على هذه المواقع مخصصة للمحادثات، و18% لقراءة منشوارت الآخرين. كما أظهر التقرير أن ثلث المستخدمين العرب يقضي في الجلسة الواحدة على مواقع التواصل بين 16 و30 دقيقة، و5% يقضي أكثر من أربع ساعات في الجلسة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard