شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أسوشيتد برس: عُملاء سريون يستهدفون باحثين كشفوا ملابسات اغتيال خاشقجي

أسوشيتد برس: عُملاء سريون يستهدفون باحثين كشفوا ملابسات اغتيال خاشقجي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 27 يناير 201902:25 م

أعلنت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن باحثي مؤسسة Citizen Lab الذين كشفوا استخدام السعودية أدواتِ تنصت إسرائيلية للتجسس على الصحافي السعودي المُغتال جمال خاشقجي والمقربين منه مستهدفون الآن كذلك من قبل "عُملاء سريين دوليين".

ولفتت الوكالة في تقريرها الذي نُشر السبت إلى أن العُملاء انتحلوا صفة باحثين اجتماعيين لجذب موظفي Citizen Lab وقاموا خلال الشهرين الماضيين باستجواب البعض منهم في فنادق فخمة محاولين الحصول على معلوماتٍ بشأن حياتهم الخاصة و كيفية كشفهم عملية التجسس على خاشقجي باستخدام أدوات تنصت إسرائيلية. ويعتقد الباحثون أن المُحادثاتِ سُجلت سراً.

وكان جهاز هاتف أيفون المُعارض السعودي عمر عبدالعزيز قد تعرّض للاختراق من قبل برنامج NSO الإسرائيلي قبل أشهر قليلة من اغتيال خاشقجي الذي لا تزال قضيته تشغل العالم رغم مرور أربعة أشهر على رحيله، إذ طلبت مقررة الأمم المتحدة السبت 26 يناير معاينة َمسرح جريمة قتله وزيارة الرياض ولم تتلقَ رداً من السعودية حتى الآن.

وقال عبدالعزيز إن اختراقَ هاتفه تسبب بشكل مباشر باغتيال خاشقجي ما دفعه إلى رفع دعوى قضائية في ديسمبر الماضي ضد الشركة الإسرائيلية التي اتُّهمت ببيع برامج تجسس إلى بعض الحكومات من بينها حكومات عربية.

وكانت Citizen Lab قد أخبرت عبدالعزيز بأن هاتفه تمّ اختراقه، وكشفت لاحقاً أن الحكومة السعودية كانت وراء عملية الاختراق تلك.

ونفت NSO من جهتها أي صلة لها "مباشرة أو غير مباشرة" بعمليات سرية موجهة ضد المؤسسة البحثية، مشددة على أنها لم تستأجر أي وكلاء لإجراء تحقيق خاص مع موظفي المؤسسة، ونفت كذلك استخدام أدواتها للتجسس على خاشقجي، لكنها في الوقت ذاته رفضت الإجابة عن سؤال ما إذا كانت تبيع أدواتها التجسسية للحكومة السعودية.

واعتبر مدير المؤسسة، رون ديبرت، أن ما يقوم به هؤلاء الذين لم يُكشف بعد من يقف خلفهم "هو شكل دنيء جديد" لمُحاربة حُرية المؤسسات الأكاديمية. وأدان عمليات التجسس ووصفها بـ "التحركات الخبيثة".

هل تُصلِي؟ هل تُحب إسرائيل؟

في السادس من ديسمبر الماضي، تلقى اللاجئ السوري العامل في Citizen Lab، بحر عبدالرزاق، رسالة عبر موقع LinkedIn من رجلٍ قدّم نفسه باسم غاري بومان على أنه مسؤول جنوب إفريقي في شركة مختصة بالتكنولوجيا المالية ويقيم في مدريد اسمها FlameTech، واقترح على عبد الرزاق الانضمام إلى "مبادرة جديدة" لمُساعدة اللاجئين.

يقول عبدالرازق إن رسالته كانت "غريبة نوعاً ما" لكنه قبِل دعوة لقاء بومان في فندق "شانغريلا" في تورونتو، وبدلاً عن الحديث عن مشاكل اللاجئين، سُرعان ما تطرق محدثه إلى تحقيق Citizen Lab في استخدام أجهزة شركة NSO الإسرائيلية في التجسس على خاشقجي والمقربين منه، بحسب عبدالرازق، مؤكداً أنها كانت "مُحادثة غريبة".

وقال إن المحادثة تضمّنت مواضيع مثل: الحرب في سوريا ومشاعره تجاه إسرائيل وأسئلة بشأن ممارساته الدينية، وما إن كان يتلقى "راتباً جيداً" من المؤسسة. ومن بين الأسئلة التي ألقيت على عبدالرازق وفقاً للوكالة: هل تصلي؟، لماذا تكتب عن NSO فقط؟، هل تكتب عنها لأنها شركة إسرائيلية؟ هل تكره إسرائيل؟

وقال عبدالرازق إنه كان "يرتجف" عقب انتهاء اللقاء جراء الصدمة، وعندما أخبر زملاءه عمّا دار في الحوار، تبيّن أنها شركة وهمية لا وجود لها من الأساس.

قال سكوت-رايلتون إنه لاحظ وجود شخص يلتقط صوراً لهما أثناء الحديث ومن ثمّ خرج من المطعم دون أن يطلب شيئاً، كما لاحظ وجود عدسة كاميرا في قلم المسؤول الفرنسي.. عُملاء سريون يستهدفون باحثين كشفوا ملابسات اغتيال خاشقجي
تكررت في ذلك اللقاء الأسئلة الغربية نفسها، إذ وجّه لامبيرت أسئلة تعلقت بمشاعر موظفي Citizen Lab تجاه إسرائيل ودراساتها المتعلقة بـNSO وقال: "هل هُناك دراما في المؤسسة؟ قل لي.. أحب الدراما".. عُملاء سريون يستهدفون باحثين كشفوا ملابسات اغتيال خاشقجي
أعلنت أسوشيتد برس أن باحثي Citizen Lab الذين كشفوا استخدام السعودية أدواتِ تنصت إسرائيلية للتجسس على الصحافي المُغتال جمال خاشقجي والمقربين منه مستهدفون الآن كذلك من قبل "عُملاء سريين دوليين".

ليس بومان هذه المرة

وبعد الموقف الذي تعرّض له عبدالرازق ، تلقى موظف آخر في المؤسسة ذاتها يُدعى جون سكوت-رايلتون، رسالةً مشابهة من رجلٍ قدّم نفسه باسم ميشال لامبيرت مدعياً أنه "رئيس شركة مختصة بالتكنولوجيات الزراعية" في باريس (تبيّن أنها وهمية هي كذلك).

وقال لامبيرت في رسالته إنه "مُعجب للغاية" ببرنامج عمل عليه سكوت-رايلتون سابقاً، ما يعني أنه قام ببحث مُعمق بشأنه قبل لقائه.

واتفقا على اللقاء في مطعم بفندق Peninsula في نيويورك، اختاره لامبيرت، ولكن سكوت-رايلتون كان يُشكك في حسن نية "المسؤول الفرنسي" المزعوم بعد حادثة زميله. فقرر مواجهته مُجهزاً نفسه بأدواتِ تنصت، بما في ذلك الاستعانة بكاميرا صغيرة ثبّتها على ربطة العنق، وجلس إلى طاولةٍ مُجاورة لصحفيين من "أسوشيتد برس". فكان أشبه بلقاء "جاسوس بجاسوس"، بحسب الوكالة.

وقال سكوت-رايلتون إنه لاحظ وجود شخص يلتقط صوراً لهما أثناء الحديث ومن ثمّ خرج من المطعم دون أن يطلب شيئاً ليشربه أو يأكله، كما لاحظ وجود عدسة كاميرا في قلم المسؤول الفرنسي.

وتكررت في ذلك اللقاء الأسئلة الغربية نفسها، إذ وجّه لامبيرت أسئلة تعلقت بمشاعر موظفي Citizen Lab تجاه إسرائيل ودراساتها المتعلقة بـNSO وقال: "هل هُناك دراما في المؤسسة؟ قل لي.. أحب الدراما".. ومن ثم سأله: هل هُناك منافسة عالية بين موظفي المؤسسة؟

وفي نهاية اللقاء وبعد أن قُدمت لهما الحلويات، اقترب صحافيو "أسوشيتد برس" من طاولتهما وسألوا ميشال لامبيرت عن سبب "عدم وجود" أي أثر للشركة التي يدعي أنه رئيسها. فأجابهم: "أعرف ما أفعله"، بعد أن "تجمّد" في مكانه بحسب الوكالة.

ونقلت الوكالة أنه وضع "قلمه وأوراقه" في حقيبته قائلاً "Ciao" أي إلى اللقاء بالإيطالية، واتجه نحو المخرج، مُصطدماً بكرسيٍّ، ثم تذكر أنه لم يدفع الحساب.

وأثناء انتظاره الحساب عند الباب، توجه إليه أحد الصحافيين وسأله مرةً أخرى عن الجهة التي أرسلته ولكنه أجاب: لست مُجبراً على تقديم أي استفسار.

ولا تعلم أسوشيتد برس ولا المؤسسة البحثية من أرسل غاري بومان وميشال لامبيرت ولكن سكوت-رايلتون يقول إن هدفهم "مريض" يُريدون من خلاله أن نقول "أموراً سيئة" عن الزملاء في العمل، وصاحب العمل..

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard