شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
دعوة إسرائيلية لبن سلمان لحضور مؤتمر طيران في تل أبيب..ماذا وراءها؟

دعوة إسرائيلية لبن سلمان لحضور مؤتمر طيران في تل أبيب..ماذا وراءها؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 22 يناير 201903:50 م

وجه رئيس رابطة الطيارين الإسرائيليين دعوةً إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والطيارين السعوديين للمشاركة في مؤتمر الطيران الأهم في إسرائيل، الذي ينعقد في مدينة تل أبيب خلال شهر مايو/ آيار المقبل، مشيراً إلى أن هذه قد تصبح خطوة أولى في سبيل "تبادل الرحلات الجوية بين البلدين" بل والعلاقات الدبلوماسية أيضاً.

ووفق ما نشرت صحيفة جورزاليم بوست، فإن الكابتن ميدان بار، رئيس رابطة الطيارين الإسرائيليين، استهل دعوته للأمير السعودي بالإشارة إلى تقاربهما في العمر وأن عمرهما هو "متوسط سن الطيارين العاملين بشركات الطيران التجارية الإسرائيلية النموذجية".

وأضاف بار في رسالته لولي العهد الشاب: " قد تتفق معي على أنه يمكن للطيارين العاملين بشركات الطيران الإسرائيلية الاستفادة من التطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة حالياً" مردفاً "ربما الفرصة سانحة للطيارين الإسرائيليين الآن للتحليق فوق المملكة العربية السعودية بعد عبورهم المجال الجوي الأردني في طريقهم إلى قطر ثم الهند".

ولفت أيضاً إلى أن "التغيرات التي يشهدها العالم العربي والشرق الأوسط في الوقت الراهن تخلق مجالاً مناسباً للطموح وتحقيق النجاحات، ويمكن استغلالها في التعاون لتحقيق الرؤى المشتركة والمنفعة المتبادلة" مستطرداً "في المستقبل القريب، سوف تمر الطائرات السعودية فوق القدس في طريقها إلى لندن، وستدخل الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي السعودي في طريقها إلى الشرق الأقصى".

وأشار الطيار الإسرائيلي في رسالته لبن سلمان إلى وجود قواسم مشتركة بين بلديهما (السعودية وإسرائيل) مثل المواقع الإسلامية المقدسة والتحدث باللغة العربية، والاعتماد على الطائرات أمريكية الصنع حسب قوله.

وتابع قائلاً: "كثيراً ما يلتقي الطيارون السعوديون والإسرائيليون وجهاً لوجه في المؤتمرات المهنية أو خلال المناورات العسكرية المشتركة، ونكتشف كيف يشبه بعضنا الآخر.. نبتسم ونصافح ولا نخشى مشاركة آرائنا السياسية وآمالنا بمستقبل أفضل".

واستفز بار حماسة ولي العهد الشاب بقوله: "صاحب السمو الملكي، ربما حان الوقت لإحداث تغيير. الأمر متروك لنا لقيادة التحول وليس مجرد اتباع الريح. الطيارون السعوديون يتحدثون اللغة الدولية للطيران المدني تماماً كنظرائهم الإسرائيليين، ويستخدمون المصطلحات المهنية ذاتها ويواجهون تحديات مشتركة، كما أن قُمرة القيادة هي مساحة خالية نسبياً من الضوضاء السياسية".

وأضاف: "في شهر مايو المقبل، تعقد رابطة طياري الخطوط الجوية الإسرائيلية مؤتمر الطيران في إسرائيل، وهو أهم مؤتمر للطيران في الشرق الأوسط.. ندعو طياري المملكة العربية السعودية للانضمام إلينا كضيوف شرف، لنناقش سوياً التحديات المشتركة التي نواجهها معاً والبحث عن حلول لها معاً".

كما قال: "كلانا يعي أن المشاكل العالمية التي نواجهها حالياً تتطلب التفكير من منظور جماعي قبل اتخاذ القرارات، كلانا يدرك كذلك أن مثل هذا اللقاء قد يكون خطوةً لبناء الثقة، وإجراء ضروري لتنفيذ أي تحركات سياسية مستقبلية".

وألح بتكرار عرضه بصيغة أخرى قائلاً: "نمد يدنا مرحبةً بك ونعرض على السعودية خطة طيران مع المجال الجوي الإسرائيلي..نقترح هذا بكل تفاهم وأمانة بقلوب وعقول مفتوحة".

وأمعن رئيس رابطة الطيارين الإسرائيليين في محاولة إقناع بن سلمان بعرضه، فقال في ختام رسالته: "الطيران جسر وجواز سفر للشراكة بين بلدين.. لذا ندعوكم لزيارتنا. فشجاعتك والرؤية أقوى من الحواجز بين بلدينا، ويقف مراقبو الجو في أبراج تل أبيب على أهبة الاستعداد بانتظار منحك تصريحاً بالهبوط، وسنكون هناك على المدرج للترحيب بكم فور هبوطكم".

جهود إسرائيلية لعبور مجال السعودية

لا تعترف السعودية بدولة إسرائيل ولا تقيم معها أي علاقات دبلوماسية رسمية أو علنية، لكن تقارير إعلامية وتحليلات سياسية عديدة أشارت في الآونة الأخيرة إلى تقارب بين القيادتين في الرياض وتل أبيب نظراً للمخاوف المشتركة من توسع النفوذ الإيراني بالمنطقة كما يجمعهما التحالف مع الولايات المتحدة.

وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة إلى نية المملكة رفع حظر استخدام المجال الجوي السعودي  من قبل إسرائيل منذ 70 عاماً أي منذ احتلال فلسطين، ما من شأنه أن يكون مؤشراً على إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية.

"ربما الفرصة سانحة للطيارين الإسرائيليين الآن للتحليق فوق المملكة العربية السعودية بعد عبورهم المجال الجوي الأردني في طريقهم إلى قطر ثم الهند". فحوى رسالة مسؤول طيران إسرائيلي لولي العهد السعودي.
"نمد يدنا مرحبةً بك ونعرض على السعودية خطة طيران مع المجال الجوي الإسرائيلي..نقترح هذا بكل تفاهم وأمانة بقلوب وعقول مفتوحة". ماذا تريد تلي أبيب من ولي العهد السعودي؟ كيف سيرد على هذا الخطاب؟
أكد بيان صادر باللغة العربية عن مكتب نتنياهو، أن مئير بن شبات مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية للأمن القومي، زار الهند عبر رحلة جوية على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الهندية Air India "حلقت فوق الأراضي السعودية".

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أشارت قناة حداشوت الإسرائيلية إلى أن نتنياهو "يسعى لجعل العلاقات مع السعودية رسمية وعلنية قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة المقبلة (في إبريل/نيسان)".

كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، قوله إن "السلطان قابوس بن سعيد، حاكم سلطنة عمان، أبلغه موافقته على عبور الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي لبلاده فوراً خلال زيارة نتنياهو لعمان أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأضاف نتنياهو آنذاك "لهذا، يبقى لدينا أمر صغير علينا القيام به”، مشيراً إلى موقع السعودية على الخريطة، مستطرداً: "يمكننا الحصول على موافقة عبور طائراتنا فوق هذا، ويصبح لدينا مسار جديد" إذ لا يمكن للطيران الإسرائيلي العبور إلى عمان دون المرور عبر المجال الجوي السعودي.

وعززت إسرائيل جهودها للحصول على الموافقة السعودية لعبور مجالها الجوي من خلال موافقتها على منح السعودية صفقة برمجيات مراقبة وتجسس من شركة NSO الإسرائيلية، في مقابل دعم الرياض الرصين للنضال الإسرائيلي ضد إيران وتوطيد العلاقة بين البلدين.

والخميس الماضي 17 يناير، أكد بيان صادر باللغة العربية عن مكتب نتنياهو، أن مئير بن شبات مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية للأمن القومي، زار الهند عبر رحلة جوية على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الهندية Air India "حلقت فوق الأراضي السعودية".

البيان أشار أيضاً إلى أن بن شبات توجه إلى الهند على متن رحلة مباشرة لطيران الهند عبر المجال الجوي للمملكة العربية السعودية وعمان، باتفاق رؤساء وزراء الهند وإسرائيل.

ويتكهن بعض المحللين باحتمال موافقة ولي عهد السعودية "الجريء" في قراراته على عبور طائرات إسرائيلية لبلاده لاسيما بعد تردد أنباء عن علاقات "سرية" مع منظمات إسرائيلية كشراء صفقة برمجيات وأجهزة تجسس من شركة NSO  الإسرائيلية.

 والأحد 20 يناير، منح الرئيس السوداني عمر البشير رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الضوءَ الأخضر للتحليق فوق جنوب السودان أثناء رحلة عودته من تشاد، وهي الرحلة التي أعلنت رسمياً تطبيع العلاقات مع تشاد البلد ذي الأغلبية الإسلامية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard