شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
إسرائيل بصدد

إسرائيل بصدد "التطبيع" مع السودان (مصادر إسرائيلية)

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 27 نوفمبر 201809:08 ص
كشف التلفزيون الإسرائيلي، الأحد، عن اعتزام الحكومة الإسرائيلية إعادة العلاقات الدبلوماسية مع السودان، بعد عقود من اعتبارها "دولة عدو" لإسرائيل. الأنباء ذاتها أكدتها مصادر إسرائيلية رفيعة لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، موضحةً أن "إسرائيل اتخذت عدة خطوات رئيسية نحو إعادة العلاقات مع أفريقيا بشكل عام، بدأتها باستقبال الرئيس التشادي، إدريس ديبي، و تسعى بعدها لتسوية علاقتها مع السودان". كما أشارت تلك المصادر إلى وجود طواقم إسرائيلية تعمل على بناء علاقات مع السودان، زاعمةً أن الخرطوم ستكون  "الوجهة المقبلة" لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد أن صرح أثناء استقباله الرئيس التشادي، بتل أبيب، أنه بصدد القيام بزيارات مشابهة لدول عربية لم يسمها. واعتبر التلفزيون الإسرائيلي عودة العلاقات بين البلدين أمراً مهماً من شأنه اختصار مدة الرحلة من إسرائيل إلى البرازيل، باستخدام المجال الجوي السوداني والتشادي.

عداء تاريخي وتحول لافت

تاريخ العلاقات بين السودان وإسرائيل اتسم بفترات طويلة من العداء المتأصل بين البلدين، إذ اتهمت تل أبيب السودان بالوقوف وراء "هجمات إرهابية تستهدفها”. ويؤكد خبراء، أن إسرائيل كانت السبب المباشر  لقرار إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بإدراج السودان على اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب الذي صدر في 12 أغسطس/آب 1993؛ وبررت الإدارة الأمريكية القرار آنذاك بأن حكومة السودان "تقدم الدعم لمنظمات إرهابية دولية” وذكرت 4 منظمات بينها 3 منظمات فلسطينية. وخلال الفترة الممتدة من  2008 حتى 2014، مثل السودان "هاجساً أمنياً مقلقاً لإسرائيل" بعد أن اتهمته بأنه " قاعدة لعبور وتهريب الأسلحة الإيرانية إلى غزة"، مدعيةً أن مصدر هذا السلاح هو مصنع اليرموك للتصنيع العسكري، الواقع جنوب العاصمة الخرطوم، وأن خبراء إيرانيين ينتجون هناك الصواريخ قبل تهريبها لحماس. وعلى إثر تلك الاتهامات، قام سلاح الجو الإسرائيلي بعدة هجمات صاروخية استهدفت المصنع نفسه والعديد من القوافل، وحتى المواطنين السودانيين المشتبه بضلوعهم في "تسهيل عمليات تهريب أسلحة من إيران لغزة". أما التحول في الموقف الإسرائيلي تجاه السودان، فليس وليد الأنباء المتداولة اليوم، بل يأتي عقب أسابيع قليلة من قطع الخرطوم علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في 4 يناير/كانون الثاني 2016، في ظل "تغير محوري" في سياسات السودان الخارجية بدأ في سبتمبر/أيلول 2014 عندما قرر إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية - بعد أكثر من عشرين عاماً على وجودها- بدعوى نشرها المذهب الشيعي، تلاه إعلان الرئيس السوداني، عمر البشير، انخراطَ الجيش السوداني في تحالف عاصمة الحزم في مارس/آذار 2015، الذي أنشأته السعودية والإمارات. في السياق ذاته، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية -في تقرير نشرته بتاريخ 26 يناير/كانون الثاني 2016- أن مسؤولين كبار في الخارجية الإسرائيلية طالبوا الولايات المتحدة بتحسين علاقاتها مع السودان، وضرورة "مكافأة الخرطوم" على قطعها علاقاتها مع طهران، وبالفعل أصدر الرئيس باراك أوباما قراراً برفع العقوبات جزئيا ومؤقتاً، قبل أن يقرر دونالد ترامب، إلغاءها تماماً قبل أشهر.
"إسرائيل اتخذت عدة خطوات رئيسية نحو إعادة العلاقات مع أفريقيا بشكل عام، بدأتها باستقبال الرئيس التشادي، إدريس ديبي، و تسعى بعدها لتسوية علاقتها مع السودان"
تأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الأنباء عن تبادل الزيارات والتعاون – السري والمعلن- بين الدول العربية وحكومة الاحتلال، من بينها مشروع "قطار السلام"، الذي أعلنت عنه تل أبيب

سباق عربي على التطبيع

الحديث عن تطبيع سوداني إسرائيلي يأتي في ظل الأنباء عن تبادل الزيارات والتعاون – السري والمعلن- بين الدول العربية وتل أبيب من بينها مشروع "قطار السلام"، الذي أعلنت عنه إسرائيل، بهدف مد خطوط سكك حديدية بينها وبين عدد من الدول العربية، تبدأ من حيفا إلى حدود الأردن. دعت البحرين أيضاً وزير الاقتصاد الإسرائيلي، إيلي كوهين، لزيارتها، في إبريل/ نيسان المقبل، لحضور مؤتمر عالمي حول التكنولوجيا والابتكار ينظمه البنك الدولي. وبحسب موقع "المكان" الإسرائيلي، فإن المؤتمر الوزاري الدولي الذي يفترض أن يحضره الوزير الإسرائيلي يستمر على مدار ثلاثة أيام، ويهدف إلى بحث أساليب تحفيز أماكن العمل وتعزيز النمو الاقتصادي بمشاركة صناع القرار، والمبادرين، والمستثمرين من 170 دولة. ويأتي الدعوة عقب إشادة وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد أكتوبر الماضي، بنتنياهو حيث كتب على حسابه الرسمي على تويتر: "رغم الخلاف القائم، إلا أن لدى السيد بنيامين نتنياهو موقفاً واضحاً لأهمية "استقرار المنطقة...ودور المملكة العربية السعودية في تثبيت ذلك الاستقرار". وزار نتنياهو في 26 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، سلطنة عُمان والتقى السلطان قابوس بن سعيد في أول زيارة له إلى بلد عربي لا تربطه علاقات بتل أبيب، وتزامنت تلك الزيارة “المفاجئة" مع ظهور إسرائيلي رسمي لافت في الإمارات وقطر على هامش مسابقات رياضية في بعض الدول الخليجية، الشهر الماضي.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard