شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
على خلفية اغتيال خاشقجي: السيسي رفض دعوة بن سلمان خوفاً من الغرب (صحيفة)

على خلفية اغتيال خاشقجي: السيسي رفض دعوة بن سلمان خوفاً من الغرب (صحيفة)

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 30 أكتوبر 201803:39 م
قالت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض دعوة ولي العهد محمد بن سلمان لحضور مؤتمر دافوس الصحراء في الرياض الأسبوع الماضي، خوفاً من ردة فعل الغرب بعد اغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي. ونقلت الصحيفة عن شخصين مطلعين أن السيسي لم يحضر المؤتمر رغم توجيه الدعوة له، في حين لم يرد مُتحدث باسم السيسي على هذا الأمر. وكشفت أن حلفاء خليجيين ودولاً عربية أخرى (تحدثوا للصحيفة دون كشف هويتهم) أعربوا عن قلقهم من أن مقتل خاشقجي قد يضر بعلاقاتهم مع الغرب. وقال مسؤولون أمريكيون وعرب لوول ستريت جورنال إن الضجة المصاحبة لمقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، جعلت قدرة السعودية على الحشد ضد إيران، موضع خطورة، مما يمثل تحديًا لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط. وسلط وزير الدفاع، جيمس ماتيس، الضوء على هذه المخاوف نهاية الأسبوع، بانتقادات علنية نادرة للسعودية، إذ قال في مؤتمر أمني في البحرين، إن تصرفات المملكة تُزعزع استقرار المنطقة برمتها "في وقت هي بحاجة أكثر إليه". ولم يتوقف ماتيس عن لوم القيادة السعودية عن مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر الماضي، لكن تعليقاته لفتت الانتباه إلى طريقة قتله الفظيعة، وهو ما أسهم في توتر العلاقات الوثيقة بين السعودية وترامب، لا سيما مع وضع إدارة الأخير للمملكة في مركز سياسات الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بجهود احتواء النفوذ الإيراني.
وول ستريت جورنال: السيسي لم يحضر مؤتمر دافوس الصحراء رغم توجيه الدعوة له في حين لم يرد المُتحدث باسمه على هذا الأمر، وحلفاء خليجيين ودولاً عربية أخرى أعربوا عن قلقهم من أن مقتل خاشقجي قد يضر بعلاقاتهم مع الغرب
وول ستريت جورنال: الرياض يمكن أن ترد بغضب على أي خطوة أمريكية من شأنها خفض العلاقات مع السعودية التي قد تقنع حلفاء خليجيين آخرين بمراجعة علاقاتها هي الأخرى مع الولايات المتحدة، وربما قطع التدريبات العسكرية المشتركة مع واشنطن، على سبيل المثال

تكلفة سياسية

وتحاول الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى في الوقت الراهن الموازنة بين التكلفة السياسية لدعم السعودية وبين الحاجة للحفاظ على دور المملكة أهم حليف عربي لها. ويشعر الحلفاء العرب والغربيون بالقلق من أن الرياض ستواجه مشكلة أخلاقية حول ضرورة قيادتها لجهود مواجهة إيران، وفق ما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين حكوميين وخبراء. وقال مسؤول غربي رفيع للصحيفة: "إنهم قلقون لأن السعودية ترسخ العلاقة مع الولايات المتحدة... وبسبب الاستقرار الإقليمي"، مشيراً إلى أن حلفاء الرياض العرب "يعتقدون أن ذلك يضعف المملكة". وفي مؤتمر البحرين، وصف وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بلاده بأنها "منارة مُضيئة" تقاوم "رؤية إيران الظلامية". وانتقد التغطية الإعلامية الدولية لاغتيال خاشقجي، واعتبرها "هستيرية". والأسبوع الماضي، وصف ولي العهد محمد بن سلمان، قتل خاشقجي بأنه "حادث بشع" وتعهد بالعدالة. وتقول السعودية إنها اعتقلت حتى الآن 18 شخصًا قالت إنهم على صلة باغتيال الكاتب الصحافي. ورغم قول السلطات إن الحادث وقع "مع سبق الإصرار"، فإنها نفت لعب ولي العهد أي دور في الواقعة، وهو ما قابله بعض قادة العالم بنوع من الشك، بما في ذلك ترامب. كذلك فرضت وزارة الخارجية الأمريكية قيودًا على سفر 21 شخصًا في الحكومة السعودية يشتبه في تورطهم في القتل. ويمكن أن تزيد هذه العقوبات، بما في ذلك العقوبات المالية التي تستهدف مُنتهكي حقوق الإنسان، وهو احتمال أثاره المشترعون الأمريكيون، بحسب "وول ستريت جورنال". يأتي هذا في وقت احتشد بعض الحلفاء الإقليميين وراء السعودية. وحضر مؤتمر الاستثمار الأول في الرياض "دافوس الصحراء"، الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، والرئيس الباكستاني عمران خان - وكلاهما من مُتلقي المساعدات المالية السعودية - بعد انسحاب الأمريكيين الأوروبيين. محلل سياسي سعودي: ما فعلته الرياض "شائن".. هذا يحدث في سوريا وإيران محمد اليحيى، مُحلل سياسي مستقل في السعودية، قال: "هذا أمر شائن لأن هذا السلوك لم نعتد رؤيته من السعودية... هذا الشيء تفعله إيران وسوريا." وأشار اليحيى، في حديثه إلى وول ستريت جورنال، إلى أنه في الوقت الذي لا تزال فيه الأهداف الإقليمية للسعودية دون تغيير، فإن أولويتها الآن محلية، ألا وهي إصلاح جهاز الأمن لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث. وتحسنت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة بعد وصول ترامب للرئاسة، مدعومة بمخاوف مشتركة بشأن إيران والرغبة في إلغاء الصفقة التي قادتها إدارة أوباما لرفع العقوبات عن طهران، وهو ما فعله ترامب في مايو الماضي بانسحابه من الاتفاق النووي.

اغتيال يذّكر بالحرب

وقالت "وول ستريت جورنال" إن دور الرياض ضد طهران هو الأبرز داخل اليمن، حيث تقود تحالفاً عسكرياً ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران، في وقت أصبحت الحرب في اليمن "كارثة إنسانية"، بعد قُتل الآلاف من المدنيين . ولفتت الصحيفة إلى أن مقتل خاشقجي أدى إلى اهتمام أكبر من قبل المشترعين الأمريكيين للتدقيق في سلوك السعودية في حرب اليمن والدعم العسكري الأمريكي لها، بما في ذلك تزويد الطائرات بالوقود واستعانتها بمساعدة الاستخبارات الأمريكية. وما زال البيت الأبيض يؤيد علانية صفقة أسلحة سعودية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، لكن المشترعين من الحزبين اقترحوا دراسة حجب جوانب من الصفقة، تشمل الذخائر المُوجهة بدقة والأسلحة الأخرى. وقال كوري شاكي، نائب المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، إن مقتل خاشقجي "سيتطلب من السعودية الدفع بأسباب قوية تقول إن نفوذ إيران خبيث ومُزعزع للاستقرار". ورأت "وول ستريت جورنال" أن حسابات واشنطن مُعقدة، وأصبح قتل خاشقجي خطيرًا على العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، فهناك تداعيات مهمة على أي تحركات تقوم بها الولايات المتحدة ويمكن أن تعتبرها الرياض رد فعل مبالغاً فيه، وتفتح الباب لمصلحة المنافسين الدوليين لأمريكا. وذهبت الصحيفة إلى أن الرياض يمكن أن ترد بغضب على أي خطوة أمريكية من شأنها خفض العلاقات مع السعودية، التي قد تقنع حلفاء خليجيين آخرين بمراجعة علاقاتها هي الأخرى مع الولايات المتحدة، وربما قطع التدريبات العسكرية المشتركة مع واشنطن، على سبيل المثال.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard