شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
الرئيس التونسي: أتمنّى ألّا يقضي علينا الإرهاب

الرئيس التونسي: أتمنّى ألّا يقضي علينا الإرهاب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 30 أكتوبر 201802:47 م

"أتمنى ألا يقضي علينا الإرهاب “ جملة  قالها الرئيس الباجي قائد السبسي بعد التفجير الانتحاري الذي نفذته فتاة، أمس الاثنين 29 أكتوبر، في شارع رئيسي وسط العاصمة التونسية، هذه الجملة اعتبرها شق كبير من التونسيين غير موفقة ومثيرة للقلق.

ففي أول تعليق له بعد الحادث، قال السبسي: "كنا نعتقد أنه تم القضاء على الإرهاب لكن نحن نأمل ألا يقضي الإرهاب على تونس خصوصاً أن المناخ السياسي سيىء جداً".

وأسفر التفجير الانتحاري الذي وقع في شارع الحبيب بورقيبة، الشريان الرئيسي لتونس العاصمة، المكتظ بالمترجلين والسياح، عن جرح 15 شخصاً بينهم 10 من عناصر الشرطة و5 مدنيين من بينهم طفلان.

ودافعت الناطقة باسم رئاسة الجمهورية عن تصريح السبسي قائلةً إن تصريحه اقتطع منه وكان يقصد أن تونس بذلت جهوداً لدحر الإرهاب، ورغم تحقيق إنجازات فإن التوتر السياسي سيجعل من البلاد عرضة للخطر الإرهابي.

ولم تتبنَ أية جهة التفجير الانتحاري، لكن شكوكاً حول انتماء منفذّة التفجير لداعش تتردد على ألسنة المراقبين.

وتسبب التفجير الذي استهدف سيارة أمن بالقرب من وزارة الداخلية في حالة هلع وفوضى في الشارع المكتظ، لا سيما أن يوم الاثنين كان أول أيام العطلة المدرسية لموسم الخريف. وأغلقت المحالّ التجارية والمقاهي أبوابها في الشارع فور وقوع التفجير. وتعطلت حركة النقل لبعض الوقت للسماح للشرطة الجنائية بمسح المكان.

من هي الانتحارية؟

 قالت الداخلية إن المرأة التي فجرت نفسها تدعى منى جبلة، في الثلاثين من العمر وهي راعية غنم من منطقة سيدي علوان التابعة لولاية المهدية.

وأفادت وكالة "تونس إفريقيا للأنباء" الرسمية أن الانتحارية لم تكن معروفة لدى الأجهزة الأمنية، لكن  إذاعة " شمس إف إم " قالت إن بعض جيران الانتحارية ذكروا أنهم يشكون في انتمائها لداعش خصوصاً بعدما أصبحت تدافع منذ عام 2017 عن أفكار متطرفة شبيهة بتلك التي يدافع عنها التنظيم الإرهابي.

"أتمنى ألا يقضي علينا الإرهاب" جملة قالها الرئيس التونسي بعد التفجير الانتحاري الذي نفذته فتاة، أمس الاثنين هذه الجملة اعتبرها شق كبير من التونسيين غير موفقة ومثيرة للقلق.

ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر بوزارة الداخلية لم تسمِه قوله إن الانتحارية ليس لها تاريخ معروف من التشدد. كما ذكر العقيد وليد حكمية المتحدث باسم الأمن الوطني أن الفتاة حاصلة على شهادة جامعية في اللغة الانجليزية لإدارة الأعمال، مضيفاً "لقد غادرت بيتها قبل ثلاثة أيام وأبلغت عائلتها أنها ذاهبة للعاصمة للبحث عن عمل".

هجمات سابقة أدت إلى حالة طوارىء

 هذا التفجير الانتحاري ليس الأول في تونس، لكنه أول تفجير انتحاري تنفذه امرأة. أول تفجير انتحاري وقع في نوفمبر 2015 واستهدف حافلة تنقل الأمن الرئاسي أسفر عن مقتل 12 من حرس القصر الجمهوري، وتبنته داعش.

وفي العام نفسه، هاجم مسلح تونسي سياحاً على شاطئ سوسة (شرق البلاد) وأودى بحياة 38 شخصاً معظمهم من البريطانيين، وهو هجوم تبنته داعش كذلك.

وفي عام 2015 وقع هجوم آخر في شهر مارس استهدف سياحاً في متحف باردو بتونس العاصمة وخلف 22 قتيلاً.

كانت سنة 2015 دموية، وهذا ما جعل البلاد في حالة طوارئ مستمر منذ نوفمبر عام 2015، ومطلع هذا الشهر مددت حالة الطوارئ حتى 6 نوفمبر وسط مناخ سياسي متوتر قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة العام المقبل.

وتونس من الديمقراطيات القليلة في العالم العربي، وهي الدولة الوحيدة التي أطاحت حاكماً مستبداً قضى 25 عاماً في السلطة. وانطلقت انتفاضات الربيع العربي عام 2011 من تونس دون أن يتسبب ذلك باضطرابات واسعة النطاق أو حرب أهلية.

وشهدت تونس منذ ذلك الحين انتقالاً ديمقراطياً للسلطة وأجرت انتخابات حرة وضمنت الحقوق الأساسية في دستور جديد، لكن الاضطرابات وهجمات المتشددين أبعدت السياح والمستثمرين مما زاد حدة أزمة اقتصادية ناجمة عن عجز مزمن في الموازنة.

وبحسب رويترز، فقد انضم نحو ثلاثة آلاف تونسي إلى داعش وغيرها من الجماعات المتشددة في العراق وسوريا وليبيا بينما زاد الغضب والاستياء من البطالة في السنوات الماضية في جنوب البلاد ووسطها.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت رسائل التضامن مع تونس، وكتب نشطاء عن حبهم للبلد الذي كان سبباً في انطلاق شرارة التغيير في العالم العربي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard