شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
لماذا لم أرفع شكوى على من اغتصبني؟ ردود مئات النساء على ترامب

لماذا لم أرفع شكوى على من اغتصبني؟ ردود مئات النساء على ترامب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 22 سبتمبر 201809:01 م
كان يكفي للرئيس ترامب أن يشكك برواية أستاذة جامعية اتهمت القاضي بريت كافانو مرشح الرئيس لعضوية المحكمة العليا، بمحاولة اغتصابها حين كانت مراهقة، حتى تتعالى أصوات نساء في مختلف أنحاء أمريكا ثم العالم للبوح بوقائع اغتصابهن أو التحرش بهن. كيف صنع التشكيك بصدق ضحية اعتداء جنسي تيارَ تضامن هائل مع ضحايا الاغتصاب والتحرش، بعد تخلص الضحايا من شبح الصمت الذي كان يكتم قدرتهن على البوح بحقيقة ما تعرضن له؟

تغريدة الرئيس ترامب

?s=21 المتهم بدوره بالتحرش، لم تلق فقط الاستهجان بل كانت سببًا مباشرًا في نفض الغبار عن قصص اغتصاب أو تحرش قديمة، باحت بها الضحايا لأول مرة. الممثلة والمنتجة الأمريكية أليسا ميلانو كانت أول من ردّ على ترامب لتقول إنها تعرضت للاعتداء الجنسي مرتين، وهي مراهقة، لكنها أبقت الأمر طَي الكتمان ثلاثين عامًا قبل أن تخبر والديها، داعيةً النساء إلى تقديم شهاداتهن بشأن حوادث الاغتصاب أو التحرش التي بقيت طَي الكتمان.
?s=20 صحافية واشنطن بوست أبيغاي هوسلونر كانت كذلك من بين أولى الكاشفات عن وقائع اغتصابهن القديمة، وردت على تغريدة ترامب
?s=21 كاشفة عن تعرضها للاغتصاب حين كانت في السابعة عشرة من قبل صديق لها، وقالت إنها لم تشتكِ لأنها كانت مشوشة ولأن المغتصب كان طالبًا لامعًا ومحبوبًا وكان والداه أكثر غنى ونفوذاً من والديها، ولأنها حين أخبرت صديقها المقرب بما حدث لها لم يصدقها وقال حرفيًا "مستحيل أن يفعل ذلك". انتشر وسم #WhyIDidntReport في تويتر حاملًا معه مئات الحكايا القديمة التي بقيت طَي الكتمان في صدور الضحايا لعقود أو سنوات. ومثل كرة ثلج، قصة تأتي بقصة، وبوح يستدرج بوحًا، مئات النساء تحدثن عما حدث لهن وشرحن لماذا خيّرن الصمت على مقاضاة الفاعل.
كيف صنع تشكيك ترامب بصدق ضحية اعتداء جنسي تيارَ تضامن هائل مع ضحايا الاغتصاب والتحرش، بعد تخلص الضحايا من شبح الصمت الذي كان يكتم قدرتهن على البوح بحقيقة ما تعرضن له؟
انتشر وسم #WhyIDidntReport حاملًا معه مئات الحكايا القديمة التي بقيت طَي الكتمان في صدور الضحايا لعقود أو سنوات ومئات النساء تحدثن عما حدث لهن وشرحن لماذا خيّرن الصمت على مقاضاة الفاعل
بعد مرور عام على حملة #metoo التي انتشرت على مواقع التواصل للكشف عن تعرض نساء كثيرات حول العالم للتحرش، عقب فضيحة اتهام منتج هوليوود الشهير هارفي وينستاين بالتحرش الجنسي بعدد كبير من النجمات، ها هي حملةٌ أخرى لم يخطط لها أحد، ترى النور لتكشف هول تفشي جريمة الاغتصاب ونجاة المغتصب من العقاب لأن الضحية اختارت الصمت. خيار الصمت الذي شكك به ترامب، ويشكك به آخرون، صار سلاحاً يُشهر بوجه الضحية، هي التي لم تجد سندًا لها بعد تعرضها للعنف الجنسي، ولم تجرؤ على التقدم بشكوى لأنها كانت تعرف الفاعل أو لأنها كانت ثملة أو لأن أهلها أمروها بالصمت، أسباب كثيرة ذكرتها الضحايا على الوسم WhyIDidntReport# الفاجعة أن نساء كثيرات في تويتر قلن إنهن اخترن الصمت ولم يشتكين الفاعل لأن المغتصب كان الأب. الفاعل ليس بالضرورة سجينًا سابقًا أو صعلوكًا، فبحسب الشهادات التي تتوالى تباعًا وبالآلاف في تويتر منذ تغريدة ترامب يوم الجمعة، فإن المغتصب في حالات كثيرة هو الشاب الناجح أو الطالب المتفوق أو ابن الأسرة المعروفة، وهو ما يجعل المغتصب في موقع قوة من حيث المصداقية مقارنة بالضحية التي تعتقد بفعل الخوف وانعدام الثقة بالنفس والشعور بالذنب والوحدة بأنها لن تقدر على مواجهة المغتصب أمام المجتمع أولاً وأمام القضاء كذلك. الحملات على مواقع التواصل ليست فقط بوحًا جماعيًا، بل أثبتت نجاعتها في تغيير القوانين كذلك. فبعد عام على حملة #metoo التي انتشرت من الولايات المتحدة إلى بقية العالم مثل بقعة زيت، بادرت بضع دول إلى تغيير القوانين مثل السويد، التي أصدرت في يوليو 2018 قانونًا يعيد توصيف جريمة الاغتصاب، فكل علاقة جنسية لم تتم باتفاق مسبق بين الطرفين هي اغتصاب حتى لو لم يُستخدم العنف. هذا القانون يقطع الطريق أمام الالتباس الذي يقع فيه المشترع وينزع كل شعور بالذنب قد تشعر به الضحية حين تتطور القبلة إلى محاولة اغتصاب. لكن بانتظار ما ستنتجه حملة WhyIDidntReport# من تغيير في العقليات أو التشريعات، الثابت أن هناك تكاتفًا إنسانيًا تصنعه نواة في تويتر لتكبر خارجه، كنوع من محاولة صنع وعي جماعي لمد ضحايا العنف الجنسي بالقوة والشجاعة والتخلص من الشعور بالذنب أو احتقار الذات والسعي إلى الكشف عن المجرم ولو بعد حين.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard