جمَدت السعودية علاقاتها مع كندا وطردت سفيرها وأوقفت رحلاتها من تورنتو وإليها واستدعت الطلاب والمرضى من هناك، ضمن حزمة إجراءات ضربت بها جسرًا كبيرًا من القطيعة مع تورنتو.
مواقف المملكة المفاجئة جاءت بسبب تغريدة من 36 كلمة كتبها حساب السفارة الكندية بالمملكة عبرت فيه عن قلقها إزاء اعتقالات بحق ناشطين شملت مدافعين عن حقوق المرأة، بينهم سمر بدوي ولُوجين الهذلول، وطالبت بـ"إفراج فوري" عنهم.
تشعر كندا بقلق بالغ إزاء الاعتقالات الإضافية لنشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في #السعودية ، بما في ذلك #سمر_بدوي . نحث السلطات السعودية على الإفراج عنهم فوراً وعن جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال #حقوق_الانسان.
— Canada in KSA (@CanEmbSA) August 5, 2018
يأتي هذا في وقت لاحت تساؤلات في الأفق عمَا إذا كانت الرياض ستتخذ مواقف "انتقامية" تجاه تعليقات صريحة للولايات المتحدة في الشأن نفسه، بعد ساعات من قطع السعودية علاقاتها السياسية والتجارية مع كندا.
تاريخ من "الابتزاز" الأمريكي لـ"البقرة الحلوب"
في المقابل، تمسكت كندا بموقفها رافضةً التراجع عنه. وتعقيبًا على تحركات السعودية، قالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند: "لأكن واضحة جدًا... كندا ستدافع دومًا عن حقوق الإنسان في كندا وأنحاء العالم، وحقوق النساء هي من حقوق الإنسان".
Canada deeply concerned by Saudi Arabia’s expulsion of Canadian ambassador. More information: https://t.co/FCOFR65VbO
— Chrystia Freeland (@cafreeland) August 6, 2018
الرياض استخدمت مخالبها بقوة هده المرة ضد ما اعتبرته تدخلًا "مستهجنًا وغير مقبول" من كندا في شؤونها الداخلية يخل بـ"سيادة" المملكة، لكنها لم تصدر تعليقات حتى اللحظة عن مطالبة واشنطن، مساء أمس الاثنين، للسلطات السعودية بتوفير مزيد من المعلومات عن النشطاء الحقوقيين المعتقلين، واحترام الإجراءات القانونية.
السعودية ابتلعت مواقف أمريكية أكثر حدة مما ورد في "التغريدة الكندية"، بسبب ملف حقوق الإنسان في المملكة وما وصفته بانتهاكات ترتكبها الرياض في اليمن، وذلك خلال قيادتها "التحالف العربي" الذي يقاتل الحوثيين منذ سنوات.
وفي أبريل الماضي، اتهم تقرير سنوي للخارجية الأمريكية المملكة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، مثل القتل غير الشرعي والتعذيب والاعتقالات التعسفية لمعارضين والتسبب بمقتل المدنيين في اليمن.
شارك غردعدم التطابق بين إستراتيجيات الولايات المتحدة وجارتها الشمالية يوحي أن واشنطن أعطت السعوديين "الضوء الأخضر" لمواصلة النزاع مع كندا
شارك غردالرياض استخدمت مخالبها هذه المرة ضد ما اعتبرته تدخلًا "مستهجنًا وغير مقبول" من كندا في شؤونها الداخلية يخل بـ"سيادة" المملكة، لكنها لم تصدر تعليقات حتى اللحظة عن مطالبة واشنطن، مساء أمس الاثنين، للسلطات السعودية بتوفير مزيد من المعلومات عن النشطاء الحقوقيين المعتقلين، واحترام الإجراءات القانونية.
شارك غردتساءل البعض عن مغزى ما فعلته السعودية تجاه كندا وعمَا إذا كانت ستصبح الأخيرة "كبش فداء" تريد من خلاله إيصال رسالة للدول الكبرى بألا تحاول التدخل في شؤونها، بينما رأى آخرون أن تحركات المملكة جاءت بموجب ضوء أخضر "أمريكي".
وإبان حملته الرئاسية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "السعودية بقرة حلوب تدر ذهبًا ودولارات بحسب الطلب الأمريكي، متى جف ضرعها ولم تعد تعطي الدولارات والذهب، إذ ذاك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا ذبحها".
وقبل ذلك، قال في سبتمبر 2014: "السعودية لا تملك سوى الألسنة والتخويف، إنهم جبناء يملكون المال، ولا يملكون الشجاعة".
If Saudi Arabia, which has been making one billion dollars a day from oil, wants our help and protection, they must pay dearly! NO FREEBIES.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) March 26, 2015
Saudi Arabia should fight their own wars, which they won't, or pay us an absolute fortune to protect them and their great wealth-$ trillion!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) August 31, 2014
"@Silverfoxgranny: #SaudiArabia Saudi Arabia are nothing but mouth pieces, bullies, cowards. They have the money, but no guts"
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 11, 2014
واعتاد ترامب "ابتزاز" الرياض بحديثه عن ضرورة جعلها تدفع "ثمنًا باهظًا" مقابل حماية واشنطن لها سياسيًا وأمنيًا، وأنها بدون أمريكا لا شيء.
آنذاك، علق وزير الخارجية السعودية عادل الجبير: "على الأقل هو يحبنا، أعتقد أنه عندما تنتهي الحملات الانتخابية وتصل للناس الحقائق ستنعكس وجهة نظرهم. هو يقدم منتجات يحبها الناس ويستمتعون بها".
وبعد خروج الولايات المتحدة من اتفاق الدول العظمى مع إيران بشأن برنامجها النووي، وعودة العقوبات الأمريكية على طهران، اشترط ترامب على السعودية مضاعفة إنتاجها من النفط تفاديًا لزيادة الأسعار المحتمل.
Just spoke to King Salman of Saudi Arabia and explained to him that, because of the turmoil & disfunction in Iran and Venezuela, I am asking that Saudi Arabia increase oil production, maybe up to 2,000,000 barrels, to make up the difference...Prices to high! He has agreed!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) June 30, 2018
ما وراء التحركات السعودية ضوء أخضر أمريكي أم كندا "كبش فداء"؟
وفي وقت تساءل البعض عن مغزى ما فعلته السعودية تجاه كندا، وعمَا إذا كانت ستصبح الأخيرة "كبش فداء" تريد من خلاله إيصال رسالة للدول الكبرى بألا تحاول التدخل في شؤونها، رأى آخرون أن تحركات المملكة جاءت بموجب ضوء أخضر "أمريكي". فقد نقلت صحيفة "هافنجتون بوست" عن رولاند باريس، الأستاذ بجامعة أوتاوا ومستشار سابق لرئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، قوله إن "عدم التطابق بين إستراتيجيات الولايات المتحدة وجارتها الشمالية يوحي أن واشنطن أعطت السعوديين "الضوء الأخضر" لمواصلة النزاع (مع كندا)".
وأضاف باريس في حسابه على تويتر: "لا تهتم إدارة ترامب بحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية أو بكندا... السعوديون يعرفون ما يعنيه هذا. لديهم فرصة للرد على الانتقادات (حتى الانتقادات المعتدلة) لسجلهم في مجال حقوق الإنسان".
As I mentioned earlier, the Trump Administration does not care about human rights in Saudi Arabia or about Canada. Hence this non-answer. The Saudis know what this means. They have an opportunity to strike back at critics (even mild critics) of their human rights record. https://t.co/38TFfIcx5t
— Roland Paris (@rolandparis) August 6, 2018
كندا كتبت كلمتين على الإنترنت سفيرها انطرد والعلاقات انقطعت، دلوقتي أميركا بتسأل بشكل رسمي.
أتمنى العالم كله يشوف رد أكتر صرامة من الولايات المتحدة السعودية على الوقاحة الأميركية، مش أقل من الدعوة لفرض عقوبات دولية على أميركا! https://t.co/Fj1dUXgLJ7— Zayed (@_ZayedM_) August 7, 2018
صحفي سعودي: من هي #كندا و #أمريكا أمام #السعودية !
سؤال: لماذا لم تطرد المملكة سفير واشنطن لديها إزاء عشرات التقارير والبيانات الحقوقية التي صدرت عن الولايات المتحدة بشأن الأوضاع الحقوقية المرزية بالسعودية؟ pic.twitter.com/IAcIKmUQWm
— تلسكوب نيوز (@telenewsn) August 7, 2018
وجهت واشنطن ٣ أسئلة الى #السعودية :-
١- من هم المعتقلين؟
٢- ماهي التهم الموجهه أليهم؟
٣- متى يتم محاكمتهم ؟السؤال هل ستقوم الرياض بسلسلة إجراءات ديبلوماسية وإقتصادية ضد الولايات المتحدة مثلما فعلت ضد #كندا بعد أنتقادها لملف حقوق الانسان في المملكة
أم العم ابوأيفانكا يمون !
— ناصر الراقع العجمي (@Top_Secret7) August 7, 2018
في السياق نفسه، قالت وكالة رويترز إن آثار حظر المملكة تعاملاتها التجارية الجديدة مع كندا لم تتضح بعد، إذ تقدر التجارة السنوية بين البلدين بنحو 4 مليارات دولار، إضافة إلى عقد أسلحة دفاعية قيمته 13 مليار دولار، اُعتبر وقتذاك أكبر عقد تصدير تفوز به كندا في مجال التصنيع المُتطور.
إلا أن تقديرات تذهب إلى أن قوة الاقتصاد الكندي وانخفاض قيمة التعاملات التجارية الرئيسة بين البلدين لن يدفعا أوتاوا للتراجع عن موقفها من الرياض.
التعليقات