شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
واشنطن تعلن أنها ستحارب

واشنطن تعلن أنها ستحارب "مافيا" إيران بوسائل إعلامية باللغة الفارسية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 23 يوليو 201805:57 م
بعد ساعات قليلة من تحذير الرئيس الإيراني حسن روحاني للولايات المتحدة من "اللعب بالنار"، وقوله إن الحرب مع إيران ستكون "أم المعارك"، أعلنت واشنطن أنها بصدد إطلاق وسيلة إعلامية باللغة الفارسية لمخاطبة الشعب الإيراني. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في كلمة أمام أمريكيين من أصول إيرانية في ولاية كاليفورنيا، في 22 يوليو، إن الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف مجرد "واجهة برّاقة لبراعة آيات الله في الاحتيال الدولي". وبحسب بومبيو، فإن ثروات قادة إيران تكشف أن مَن يديرونها هم مجموعة "أشبه بالمافيا منها بحكومة"، مهاجماً ما وصفه بأنه "ثراء فاحش وفساد بين زعماء إيران"، ومتعهداً بدعم بلاده للإيرانيين غير الراضين عن حكومتهم. وكانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تقوم بأي عمل عسكري لإسقاط النظام الإيراني، لكنها في الوقت ذاته ستساند أية تحركات سلمية ديمقراطية تهدف إلى التغيير في إيران. ولا يتمثل الدعم الذي يقصده بومبيو هذه المرة فقط في دعم الاحتجاجات التي تشهدها إيران في الشهور الأخيرة، بل يتمثل كذلك في إطلاق وسائل إعلام تتحدث باللغة الفارسية. وتحدث وزير الخارجية الأمريكي عن قرب إطلاق شبكة إعلامية موجهة للإيرانيين، تبث على مدار الساعة. وبحسب ما قاله، فإن مجلس أمناء البث الإذاعي الأمريكي بدأ في اتخاذ خطوات جديدة تهدف إلى مساعدة الشعب الإيراني على الالتفاف على الرقابة على الإنترنت في بلاده. وأكد أن المجلس سيطلق قناة تلفزيونية جديدة تبث على مدار الساعة باللغة الفارسية، إضافة إلى راديو رقمي، ومنصات على وسائل التواصل الاجتماعي. ووصف هذه الخطوة بأنها ستجعل المواطنين الإيرانيين داخل إيران وفي جميع أنحاء العالم، يعلمون أن "أمريكا تقف معهم". ومجلس أمناء البث الإذاعي الأميركي المعروف اختصاراً بـ (BBG) هو مؤسسة تابعة للحكومة الأمريكية، وتعمل على إدارة وسائل إعلام موجهة أبرزها "صوت أمريكا" وقناة الحرة وراديو سوا. ويأتي حديث بومبيو مع اقتراب الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في إيران.
واشنطن لن تدعم المحتجين الإيرانيين بتصريحات من مسؤوليها فقط بل ستطلق وسائل إعلام تتحدث باللغة الفارسية، منها تلفزيون يبث على مدار الساعة
وتهدف الشبكة الإعلامية الجديدة التي ستخاطب الإيرانيين إلى دعم الاحتجاجات المعارضة لنظام طهران. وبحسب بومبيو فإن الإيرانيين سمعوا كثيراً من قادتهم، على مدى 40 عاماً، أن الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر، مضيفاً: "نحن لا نعتقد أن الإيرانيين لا يزالون مستعدين للاستماع إلى الأخبار الكاذبة".

أم المعارك...

ووجه روحاني في 22 يوليو رسالة تهديد جديدة إلى الولايات المتحدة قال فيها: "الأمريكيون يجب أن يفهموا جيداً أن السلام مع إيران هو أم السلام والحرب مع إيران هي أم المعارك". وقال مخاطباً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "أنت تعلن الحرب وبعد ذلك تتحدث عن رغبتك في دعم الشعب الإيراني" مضيفاً بغضب: "لستم في موقع يسمح لكم بتحريض الشعب الإيراني ضد أمن ومصالح إيران". وأشار روحاني إلى أن بلاده يمكن أن تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعتبر ممراً حيوياً لامدادات النفط العالمية، وحذّر ترامب: "لقد ضمنا دائماً أمن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم". وسبق لروحاني أن قال، في الثالث من يوليو، إن الولايات المتحدة لن تستطيع خفض إيرادات بلاده من النفط إلى "الصفر"، وهو ما هددت به الإدارة الأمريكية، ملوحاً بتعطيل مرور بواخر النفط عبر مضيق هرمز. واستفزّ حديث روحاني ترامب فدخل على الخط، من خلال منصته المفضلة دائماً تويتر، وغرد مهدداً الرئيس الإيراني: "إياك وتهديد الولايات المتحدة مرة أخرى، وإلا ستواجه تداعيات لم يسبق إلا لقلة قليلة عبر التاريخ أن عانوا منها". وأضاف أن بلاده "لم تعد دولة تقبل تعبيرات الجنون الإيرانية التي تدعو إلى العنف والموت"، خاتماً تغريدته برسالة مباشرة إلى روحاني: ""كن حذراً". وظهر واضحاً الدعم الأمريكي الكبير للتظاهرات الغاضبة التي شهدتها طهران مؤخراً، بسبب أزمات اقتصادية عدة أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وانهيار في سعر صرف الريال الإيراني، وفوضى في أسواق صرف العملات في جميع أنحاء البلاد. ولا يمكن فصل الحراك الذي شهدته طهران مؤخراً عن الحرب الاقتصادية التي بدأها ترامب ضد طهران.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard