شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
تظاهرات الإيرانيين مستمرة... والأمريكيون:

تظاهرات الإيرانيين مستمرة... والأمريكيون: "العالم يسمع صوتكم"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 27 يونيو 201806:53 م
لليوم الرابع على التوالي، تتواصل الاحتجاجات في إيران، في وقت زادت رقعة الغضب الشعبي لتنتقل من العاصمة طهران إلى مدن إيرانية أخرى منها تبريز وجزيرة قشم. يحدث ذلك وسط استمرار ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وانهيار في سعر صرف الريال الإيراني، وفوضى في أسواق صرف العملات في جميع أنحاء البلاد. ويرى مراقبون أن ما يحدث في إيران حالياً لا يمكن فصله عن الحرب الاقتصادية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد طهران مؤخراً. ويوم 24 أبريل الماضي، توعّد ترامب إيران بـ"مشاكل كبيرة" إذا استأنفت برنامجها النووي الذي وافقت على الحد منه بموجب اتفاق دولي في عام 2015. وبعد ذلك بأيام قليلة انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، واستهدفت إيران بحزمة عقوبات اقتصادية كبيرة، دون انتظار رؤية كيفية تعاطيها مع مسألة استئناف برنامجها النووي. وبدأت الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة في سوق لبيع الهواتف المحمولة في طهران، قبل أن تنتقل إلى البازار الكبير في اليوم التالي. ونشر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تغريدات عبّر فيها عن دعم بلاده للاحتجاجات. وغرد في 27 يونيو قائلاً إن نظام طهران الذي وصفه بـ"الفاسد"، يهدر موارد البلاد على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية والحوثيين في اليمن، بينما يعاني الشعب الإيراني في الداخل. وكتب بومبيو: "يجب ألا يتفاجأ أحد إذا استمرت التظاهرات، فالإيرانيون تعبوا من الفساد والظلم وعدم كفاءة قادتهم، والعالم يسمع صوتهم".​

تغريدات داعمة للمحتجين

لم تكن تغريدة بومبيو المذكورة الوحيدة بشأن الأوضاع الداخلية في إيران، فقد غرّد أيضاً في 22 يونيو واصفاً النظام الإيراني بـ"المجرم"، وبأنه نظام لا يحترم حقوق شعبه، كما انتقد في عدة تغريدات دعم طهران "للإرهاب" بالأموال، بينما يعيش الإيرانيون حياة الفقر والعوز، على حد تعبيره. وفي تغريدة حملت بعض الأرقام، قال بومبيو إن هناك نحو 5000 إيراني معتقلين منذ احتجاجات يناير الماضي، كما تم سجن 30 امرأة إيرانية بسبب احتجاجهن على فرض الحجاب، ويقبع خلف القضبان المئات من أتباع الصوفية وأنصار حماية البيئة و400 شخص من الأهواز و30 من مزارعي أصفهان، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يستحق أن تُحترم حقوقه الإنسانية. وفي تغريدة أخرى، نشر وزير الخارجية الأمريكي صورة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وكتب فوقها: "النظام الإيراني الفاسد ينفق الأموال على الحرس الثوري وحزب الله وحماس، ونهب ثروات البلاد لإنفاقها في حروب بالوكالة في الخارج بينما تعاني الأسر الإيرانية".
يرى مراقبون أن ما يحدث في إيران حالياً لا يمكن فصله عن الحرب الاقتصادية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد طهران مؤخراً
إيرانيون يتظاهرون... واشنطن تدعم... وخامنئي يستخدم خطاب الوعد والوعيد...
كما نشر بومبيو في تغريدة منفصلة صورة تظهر محتجين شباباً في طهران وعلّق عليها بقوله إن "ما يقارب الـ30% من الشباب في إيران عاطلون عن العمل". ولم يكتف بومبيو بتويتر للتعليق على ما يحدث في إيران، إذ قال في 27 يونيو لقناة CNN إن أهداف بلاده تتمثل في إقناع إيران بأن تكون "دولة طبيعية"، وبألا تمارس "الإرهاب"، أو تكون أكبر راعية له في العالم. وعن الخطوات الجديدة المتوقع أن تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران قال بومبيو إن "هناك مجموعة من الخطوات التي ستأتي، وستكون فعالة جداً في اعتقادنا لتحقيق الهدف النهائي". وربط مراقبون بين حديث بومبيو هذا، والذي يتزامن مع استمرار الاحتجاجات الإيرانية لليوم الرابع على التوالي، وبين رغبة الولايات المتحدة في تغيير النظام في طهران.

أسباب الاحتجاجات الأخيرة

يمكن القول إن أسباب الاحتجاجات الأخيرة في إيران اقتصادية بامتياز، بعد أن بلغ سعر الدولار الواحد 9000 تومان (90 ألف ريال)، في سوق الصرافة، في حين أنه كان يعادل 3600 تومان فقط قبل نحو تسعة أشهر. واندلعت موجة الاحتجاجات الجديدة يوم 24 يونيو الجاري، في سوق لبيع الهواتف المحمولة في طهران، لكنها سرعان ما انتقلت إلى البازار الكبير في اليوم التالي، حيث امتلئت الشوارع المحيطة به بمحتجين راحوا يهتفون ضد التضخم في سوق صرف العملات، ولم تخلُ هتافاتهم من شعارات سياسية مناهضة للحكومة. بعد ذلك، نظم أصحاب محال تجارية مسيرة نحو البرلمان قبل أن تفرقهم السلطات. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وقوع مواجهات بين المتظاهرين والشرطة خارج البرلمان، صاحبها إطلاق الغاز المسيل للدموع على المحتجين. وظهر 25 يونيو، زادت رقعة الاحتجاجات في طهران، وصاحبتها مواجهات بين بعض الشباب الغاضبين من الأوضاع الاقتصادية في بلادهم، وبين قوات الأمن في وسط العاصمة طهران. وأظهرت بعض المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي مواجهات بين محتجين ورجال شرطة في طهران. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع، في بعض المناطق الإيرانية ومنها وسط طهران. وأضافت الوكالة أن عشرات الشباب الغاضبين كانوا يلقون الحجارة تجاه عناصر الشرطة. ويوم 25 يونيو، قال رئيس المجلس المركزي لإدارة البازار عبد الله إسفندياري لوكالة "إسنا" الإيرانية إن مطالب تجار السوق شرعية، مضيفاً أنهم يريدون توضيح وضع سوق الصرف بشكل نهائي، ومطالباً السلطات الإيرانية بالالتفات إلى مشاكلهم. واختصر إسفندياري أسباب الاحتجاجات قائلاً إن التجار يحتجون على سعر الصرف المرتفع، وتقلب أسعار العملات الأجنبية، بالإضافة إلى ما قال إنه عرقلة دخول البضائع في الجمارك، وعدم وضع معايير واضحة تخص عملية التخليص الجمركي، مؤكداً أن التجار أصبحوا غير قادرين على اتخاذ قرارات أو بيع بضائعهم.

خامنئي يعلق على "المؤامرة"

وتعليقاً على موجة الاحتجاجات المستمرة، طالب المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بمقاومة الفساد في الحكومة، وشدد على ضرورة محاكمة الفاسدين، مضيفاً: "عندما نحاكم المفسدين هذا يقوي من عزيمة الشعب، حوّلوا التهديدات إلى فرص". ولكن خامنئي وجّه حكومة بلاده بضرورة التعامل مع الأعداء بقوة وبحزم "لإفشال مؤامراتهم"، على حد تعبيره، إلا أنه أضاف: "لكن مع الشعب يجب أن نتعامل بتواضع وبمحبة وبتفاهم".
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard