للمرة الأولى منذ اقتحامها في ديسمبر 2011، تحتفل السفارة الإسرائيلية في القاهرة بالذكرى السبعين لتأسيس الدولة العبرية، اليوم الثلاثاء، فيما توالت تعليقات غاضبة على الشبكات الاجتماعية ضد حدث دُعي إليه مسؤولو الحكومة المصرية ورجال أعمال والسفراء.
اختارت السفارة فندق "نيل ريتز كارلتون"، الذي يطل على نهر النيل وميدان التحرير (رمز ثورة يناير)، ليكون مكانًا للاحتفال، الذي تواكبه استعدادات في القدس لنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة في 14 مايو الجاري، أي في يوم ذكرى "نكبة فلسطين".
السفارة الإسرائيلية بالقاهرة تقيم غدا الثلاثاء ٨ مايو إحتفالا ضخما وفخما بقاعة ألف ليلة وليلة بفندق ريتز كارلتون على ضفاف النيل إحتفاء بالذكرى ٧٠ لاقامة الدولة. pic.twitter.com/MqLlfr7w3j
— ايدي كوهين אדי כהן (@EdyCohen) May 7, 2018
تم اليوم وضع لافتة السفارة الأمريكية في القدس المحتلة بانتظار تدشين مقرها يوم 14 مايو #فلسطين #ترامب pic.twitter.com/3Ryup8CaBp
— Wajd Bouabdallah (@tounsiahourra) May 7, 2018
ويأتي الحفل في وقت تتسم العلاقات بين مصر وإسرائيل بحالة من "الدفء"، بحسب توصيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعدما اتفق مسؤولو البلدين على ملفات عديدة، من بينها مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، وتعزيز الروابط الاقتصادية مثلما حدث في صفقات الغاز، وما أثير حول "حل" القضية الفلسطينية بموجب ما سُمي بـ"صفقة القرن" تحت مظلة أمريكية.
شارك غردإسرائيل تحتفل بذكرى تأسيسها للمرة الأولى منذ 2011 على ضفاف النيل، وسط تحذيرات وردود فعل غاضبة
ماذا حدث في 2011؟
"المحاصرون في القاهرة"، اسم لفيلم وثائقي عرضته القناة "12" العبرية في نهاية أبريل الماضي، ويروي جوانب من اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في 9 و10 سبتمبر 2011.
القناة الثانية الاسرائلية عاملين فلم وثائقي عن اقتحام السفارة الاسرائلية في القاهرة وقت الثورة. pic.twitter.com/eKm5ZQKXuo
— ام الناطور (@hiba_natour) April 26, 2018
آنذاك، حاصر آلاف المتظاهرين مبنى السفارة بالجيزة، المُطل على النيل وجامعة القاهرة، احتجاجاً على مقتل 5 جنود مصريين على الحدود بنيران إسرائيلية في أغسطس 2011، وسط مطالبة الحكومة بتحرك فوري نتيجة هذا الحادث.
وهدم المحتجون سوراً إسمنتياً كان قد وُضع احترازًا أمام السفارة، وصعدت مجموعة منهم إلى الطوابق التي تشغلها السفارة وأنزلت العلم الإسرائيلي، ثم دلفت لداخلها، وألقت المستندات من النوافذ.
بعد قرابة 7 سنوات من هذه الواقعة، كشف الفيلم الإسرائيلي تفاصيلها، وقد تحدث فيه نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) يورام كوهين، والسفير الإسرائيلي السابق في مصر إسحاق ليفانون، ووزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليون بانيتا.
وفي الفيلم، قال رئيس الشاباك إنه لم تكن هناك اتصالات بين مصر وإسرائيل، سوى بين الموساد ورئيس المخابرات المصرية. وقال ليفانون: تلقيت مكالمة يصرخ بها مسؤول الأمن بالسفارة "لقد اقتحموا السفارة، اِفعل كل ما بوسعك".
حينذاك ظهر خيار التدخل بالقوة، إذ طلبت تل أبيب من واشنطن إرسال قوات أمريكية لتهريب موظفي السفارة المحاصرين، لكن الأخيرة رفضت.
وفي تصريحات سابقة، قال نتنياهو إنه كان على وشك إرسال الجيش الإسرائيلي للتدخل، وهو ما يتطابق مع ما أثير حول تهديدات تل أبيب للمجلس العسكري الحاكم وقتذاك، بالتحرك.
وحسب ما ورد في الوثائقي، أرسلت السلطات المصرية وحدة من القوات الخاصة ترتدي ملابس مدنية، وطلبت القوات المصرية من إسرائيل الاتفاق على طريقة معينة للطرق على الباب، كي يعلم موظفو السفارة متى يفتحون الباب.
وأعطت الوحدة موظفي السفارة الإسرائيلية ملابس ذات مظهر مصري، ثم صعدوا لأعلى السفارة لبحث إمكانية الهرب". وطلب موظف الأمن تأجيل خروجهم لأنه "لا يمكن التحرك مطلقاً، إذ لن تستطيع أي قوة مصرية أو غيرها حمايتناً، إن خرجنا فإننا بالتأكيد سيتم قتلنا"، لكن القرار كان قد اتُخذ في إسرائيل.
لاحقاً، نزلوا إلى أسفل المبنى ودخلوا في سيارات عسكرية مصرية، بعد توزيعهم إلى مجموعتين في كل واحدة 3 أشخاص. وطلب من السائق إكمال السير مهما كلف ذلك من ثمن، ومضى إلى أن وصل لشوارع جانبية في القاهرة، ثم نُقل الموظفون بسيارات "لاند روفر"، وتولت قوات خاصة أخرى نقلهم إلى مطار القاهرة، ومنه إلى إسرائيل.
تحذيرات وردود فعل غاضبة ضد احتفال السفارة
منذ تلك الواقعة، ظل السفير الإسرائيلي في تل أبيب إلى أن قدّم خلفه ديفيد جوفرين أوراق اعتماده بقصر الاتحادية في 31 أغسطس 2016، وبعد نحو شهرين سافر إلى إسرائيل لمدة 9 أشهر.
ومع عودته مجددًا للقاهرة في أغسطس 2017، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية لموقع "مدى مصر"، عن التوصل لاتفاق نهائي بشأن بناء سفارة جديدة في حي المعادي الراقي (جنوب القاهرة)، قرب بيت السفير، وهو ما أثار غضب سكان الحي، وطالبوا "بوقف حالٍ يهددهم في مسكنهم وأكل عيشهم".
افتراضيًا، أعرب مصريون وفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من دعوة السفارة للاحتفال بالعيد السبعين لتأسيس دولة إسرائيل بالقاهرة.
علاقة الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني مش جديدة ، بس كانت فيها شوية احراج " مش خجل " ، الآن كل شيء واضح و فوق الطاولة وبدون أي احراج أو خجل https://t.co/9S3mu33erN
— Nasser (@NasserZB) May 8, 2018
ووجهت السفارة الإسرائيلية في القاهرة الدعوات لمئات الشخصيات الرسمية في مصر بمن فيهم وزراء وبرلمانيون وسفراء ورجال أعمال وشخصيات ثقافية وصحافيون، لحضور الحفل الذي سيقام في فندق "ريتز كارلتون" الفخم في قلب العاصمة المصرية القاهرة https://t.co/TwrlxE3cnj
— khaledelbalshy (@khaledelbalshy) May 8, 2018
السفارة الإسرائيلية في القاهرة، تستعد للاحتفال بعد غد الثلاثاء، بمناسبة العيد الـ70 عاما لما يُسمى استقلال إسرائيل (ذكرى نكبة الأمة)، تحت حراسة أمنية مشددة. ماذا يحدث لهذا العالم العربي؟! إنه التيه يحاصرنا، وخلل الأولويات يدمّرنا.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) May 6, 2018
يديعوت أحرونوت : بعد أكثر من عقد من الزمان بدون احتفال أو حدث إسرائيلي رسمي في مصر، ستنظم السفارة الإسرائيلية في القاهرة الثلاثاء حفل استقبال بمناسبة ذكرى "الاستقلال" السبعين لإسرائيل، ويأتي هذا الاحتفال قبل أسبوع من إحياء الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني.
— laila odeh الاعلامية ليلى عودة (@lailaodeh4) May 6, 2018
الصهاينة لما يحكموا البلد 🙂
Publiée par Jasmine Aladdin sur mardi 8 mai 2018
وسياسيًا، قال رئيس مجلس النواب المصري علي عبدالعال إن النواب لن يلبوا دعوة السفارة الإسرائيلية للمشاركة في احتفال تنظمه بمناسبة نقل السفارة الأمريكية للقدس في إطار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مضيفًا: "أنا مطمئن تمامًا لموقف النواب".
وأضاف، خلال الجلسة العامة للبرلمان، اليوم: "المواطنون أيضًا مدركون للبعد الوطني ولا يتخذون خطوة إلا ويفكروا فيها مئة مرة"، وحذر النواب من تلبية أية دعوة من دون نيل إذن المجلس.
وجاء ذلك ردًا على قول النائب مصطفى بكري "في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وسلب للأرض، فكيف يحدث الاحتفال في قاهرة المعز، هذا التطبيع مرفوض".
كل مصري سيذهب الي حفل السفاره الاسرائيليه الذي سيقام اليوم في القاهره في ذكري احتلال اسرائيل لفلسطين ، عليه ان يعرف انه بذلك يوجه طعنه لاهلنا الذين يواجهون العدو الصهيوني بصدورهم العاريه ، وكانه ينسي او يتجاهل دماء الشهداء والاسري المصريين الذين استشهدوا علي يد القتله الصهاينه
— مصطفى بكري (@BakryMP) May 8, 2018
التعليقات