شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
بعد الموت الغامض للصحافي الروسي... حقائق جديدة حول

بعد الموت الغامض للصحافي الروسي... حقائق جديدة حول "المرتزقة" في سوريا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 25 أبريل 201802:04 م
قد لا يمكن الفصل بين المعلومات المهمة التي نشرتها اليوم وكالة "رويترز" للأنباء، حول سماح موسكو لمرتزقة روس يحاربون في سوريا باستخدام قاعدة عسكرية تقع في روسيا، وبين خبر موت الصحافي الروسي ماكسيم بورودين، قبل حوالي العشرة أيام في ظروف غامضة. وكان بورودين سقط من شرفة منزله بعد فترة قليلة من نشره تحقيقاً صحافياً يؤكد وجود مرتزقة روس يحاربون لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا في سوريا، ولم يعرف حتى الآن أسباب وفاته بين يحمّل مقربون منه النظام الروسي المسؤولية.

ما قصة القاعدة العسكرية في مولكينو؟

رغم نفي الكرملين في مناسبات عدة علاقة موسكو بالمرتزقة الروس في سوريا، أكد مراسلو رويترز أنهم شاهدوا في ثلاث مناسبات مختلفة في الفترة الأخيرة مجموعات من الرجال القادمين من دمشق وهم يتوجهون مباشرة إلى ما قالت الوكالة إنه قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في مولكينو. وتُعدّ مولكينو، التي تقع جنوبي غربي روسيا، موقعاً تتمركز فيه الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية، وهو ما يُظهر وجود علاقة قوية تربط ما بين المرتزقة الروس في سوريا وبين النظام الروسي، وهو ما يُعدّ أيضاً دليلاً مهماً على وجود مهمة روسية سرية بعيداً عن الضربات الجوية وتدريب القوات السورية والعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو. ويقول موقع وزارة الدفاع الروسية على الإنترنت إن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص. وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد، يوم 14 فبراير الماضي، وجود روس في سوريا، لكنه أضاف أنهم ليسوا جزءاً من القوات المسلحة لروسيا الاتحادية، على حدّ تعبيره.
قد لا يمكن الفصل بين المعلومات المهمة التي نشرتها "رويترز" عن المرتزقة الروس في سوريا وبين خبر موت الصحافي الروسي ماكسيم بورودين قبل أيام في ظروف غامضة
معلومات جديدة كشفتها "رويترز" عن مجموعات من الرجال القادمين من دمشق يتوجهون مباشرة إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في مولكينو الروسية
ورفضت وزارة الدفاع الروسية الرد، حتى الآن، على سؤال رويترز عن سبب عودة "مدنيين" روس يحاربون في سوريا إلى قاعدة عسكرية في روسيا، إذا لم يكن لموسكو علاقة بهم. مع ذلك، تقول رويترز إنها نجحت في التواصل مع ضابط من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة الروسية، في محاولة للحصول على إجابة منه، لكنه نفى أن يكون هناك مدنيين روس يدخلون القاعدة العسكرية، قائلاً "على حدّ علمي لا أحد يدخلها".

ماذا يفعل مرتزقة روس في سوريا؟

بحسب الكثير من المصادر، هناك أكثر من 2000 متعاقد روسي منضمين لما يطلق عليه "مجموعة فاغنر" يحاربون لمساعدة القوات السورية على استعادة أراض من معارضيها. وتقول "بي بي سي" إن "مجموعة فاغنر" تضم حوالي 2500 رجل روسي، يصل راتب الواحد منهم إلى 5300 دولار شهرياً، موضحة أن هذه المجموعة تعمل لصالح شركة أمنية خاصة. ويعود سبب تسمية المجموعة باسم "فاغنر" إلى أن قائدهم هو العميد السابق ديمتري أوتكين، وهو أحد المقاتلين السابقين في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، ويعرف باسم حركي هو "فاغنر". وكان التحقيق الذي أعدّه الصحافي الروسي بورودين كشف وجود هؤلاء المرتزقة الروس في سوريا، وإنهم شاركوا في هجوم مع القوات السورية على مقر "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة أمريكياً. أيضاً كان بورودين أول من كشف تفاصيل كاملة عن تعرض وحدات من المرتزقة الروس إلى قصف أمريكي مركز، مؤكداً في تحقيقه أن هؤلاء المرتزقة قتلوا في سوريا يوم 7 فبراير الماضي بعد معارك مع القوات الأمريكية. وفي ما بعد أكدت مصادر أمريكية صحة تحقيق بورودين، حيث قال مدير الاستخبارات الأمريكية السابق مايك بومبيو إن هناك حوالي مئتين من المرتزقة الروس لقوا حتفهم في معارك تمت في دير الزور. كما اعترفت روسيا مؤخراً أن العشرات من المواطنين الروس قتلوا أو أصيبوا في سوريا، لكنها قالت إنهم مواطنين لكنهم ليسوا جنوداً نظاميين في الجيش الروسي.

على متن "أجنحة الشام"...

بالعودة إلى ما نشرته رويترز، نجد أن أحد هؤلاء الذي تصفهم روسيا بالمواطنين العاديين، قد أكد للوكالة أن المتعاقدين يسافرون من وإلى سوريا على متن طائرات شركة "أجنحة الشام" السورية. ويقول مراسلو الوكالة إنهم شاهدوا طائرة مستأجرة تتبع للشركة السورية وهي تهبط في مطار روستوف أون دون قادمة من دمشق يوم 17 أبريل الجاري، ويضيفون في شهادتهم إنهم رأوا مجموعات من الرجال يغادرون المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون. يكمل مراسلو الوكالة كاشفين أن هؤلاء الرجال ركبوا ثلاث حافلات نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي، وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى. "وغادرت الحافلات المطار بعد ذلك في قافلة متجهة صوب الجنوب. وتوقفت حافلتان قرب مقاه على طول الطريق بينما توقفت الثالثة على جانب الطريق. ووصلت الحافلات الثلاث قرية مولكينو على بعد 350 كيلومتراً جنوباً قبل منتصف الليل"، حسب رويترز. يكمل مراسلو الوكالة إن كل حافلة توقفت في القرية لمدة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها. وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة، عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية، وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علناً أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية. تؤكد الوكالة أن أحد مراسليها شاهد الحافلات وهي تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو يومي 25 مارس وأيضاً يوم 6 أبريل. يؤكد ما نشرته رويترز أن هناك العديد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين قد أبلغوا مراسلي الوكالة أن متعاقدين خصوصيين روس لديهم معسكر تدريب في مولكينو منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا. وفي محاولة للبحث عن معلومات أكثر تواصلت رويترز مع مالكي بعض الحافلات، التي تنقل المتعاقدين من المطار، لكنهم اكتفوا بالقول إنهم إنهم "يؤجرون بالفعل هذه الحافلات" ورفضوا تحديد هوية المستأجرين.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard