شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
مأساة الموت في الغوطة الشرقية تنتهي... والحل: مأساة تهجير

مأساة الموت في الغوطة الشرقية تنتهي... والحل: مأساة تهجير

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 1 أبريل 201801:16 م
وفي الأول من أبريل، انتهت مأساة الموت في الغوطة الشرقية لتعمّ مأساة التهجير على المنطقة التي تشهد منذ 45 يوماً عملية عسكرية شرسة أسفرت عن مقتل نحو 1650 شخصاً وإصابة نحو 5500 آخرين. فبحسب معلومات نشرتها وكالة سانا الرسمية السورية، تم التوصل إلى اتفاق بين الروس وبين جيش الإسلام الذي يسيطر على دوما، آخر مدن الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، يقضي بخروج مقاتلي الأخير إلى جرابلس وتسوية أوضاع المتبقين، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان التوصل إلى اتفاق نهائي حول دوما ينص على توجه الخارجين من المدينة إلى ريف حلب الشمالي الشرقي. وكان جيش الإسلام قد رفض اقتراح نقل مقاتليه وأسرهم والمدنيين الرافضين للاتفاق إلى القلمون الشرقي باعتبارها منطقة محاصرة. وقال المرصد إن "جهة غربية" رفضت نقل المقاتلين إلى شمال شرق حلب، وطالبت بضمانات للسماح بنقلهم إلى جرابلس والباب، مع التأكيد على عدم إشراكهم في عمليات عسكرية قد تقوم بها تركيا لاحقاً في الشمال السوري.

مفاوضات صعبة

ودارت في الأيام الماضية مفاوضات بين الروس وبين جيش الإسلام الذي يسيطر على مدينة دوما. ولم يضع الروس أمام ممثلي هذا الفصيل المسلح سوى خيار إلقاء السلاح وتسليم المنطقة للجيش السوري. ومن التفاصيل التي كانت تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي، الوجهة التي سيُنقل إليها أكثر من 60 ألفاً من المقاتلين وأسرهم ومن المدنيين الراغبين في الخروج منها. ودارت المفاوضات على إيقاع استقدام الجيش السوري لتعزيزات عسكرية يلوّح باستخدامها في معركة نهائية بحال عدم التوصل إلى اتفاق. ونسب المرصد السوري لحقوق الإنسان التأخر في التوصل إلى اتفاق إلى "تشدد" جناح المسؤول الشرعي العام في جيش الإسلام أبو عبد الرحمن الكعكة ورفضه للحلول المطروحة من قبل الروس.
وفي الأول من أبريل، انتهت مأساة الموت في الغوطة الشرقية لتعمّ مأساة التهجير على المنطقة التي تشهد منذ 45 يوماً عملية عسكرية شرسة
تفرّقت سبل المدنيين الذين تأثروا بحملة الجيش السوري للسيطرة على الغوطة الشرقية التي كان يقدّر عدد سكانها بـ400 ألف شخص...
وكان تأخر التوصل إلى اتفاق في دوما قد أثار غضب شريحة واسعة من سكانها الذين عانوا من ويلات المعارك الدائرة منذ 45 يوماً، فخرجوا في تظاهرة في 28 فبراير للمطالبة بتجنيب المدينة المزيد من الدمار، وبالإفراج عن أبنائهم المعتقلين في سجون جيش الإسلام.

اتفاقات سابقة

وبعد معركة شرسة بدأت في 18 فبراير، فرض الجيش السوري سيطرته على نحو 94% من مساحة غوطة دمشق الشرقية، وحاصر دوما، آخر مناطق سيطرة المعارضة في المنطقة. وتحقق له ذلك بعد السيطرة العسكرية على مناطق غير مأهولة خلال المعارك التي بدأت في 25 فبراير، ومناطق قليلة مأهولة، وبعد عقد اتفاقات مع فصائل مسلحة على خروجها من المدن والقرى التي تسيطر عليها. وأفضى اتفاق حول الجيب الذي كان خاضعاً لسيطرة فيلق الرحمن، في زملكا وعربين وجوبر وعين ترما، إلى تهجير 41400 ألف شخص من المقاتلين والمدنيين الذين خرجوا من نحو الشمال السوري في ثماني دفعات، آخرها في 31 مارس. وسبق ذلك اتفاق أفضى إلى خروج خمسة آلاف شخص من مدينة حرستا التي كانت تسيطر عليها حركة أحرار الشام الإسلامية نحو الشمال السوري.

تشتت السبل

وتفرّقت سبل المدنيين الذين تأثروا بحملة الجيش السوري للسيطرة على الغوطة الشرقية التي كان يقدّر عدد سكانها بـ400 ألف شخص، قبل بداية الفصل الأخير من المعارك. وفي الاتفاقات المعقودة، يخرج المقاتلون وأسرهم والمدنيون الرافضون للبقاء في مناطق سيطرة النظام نحو مناطق في الشمال السوري، بينما يبقى الجزء الآخر من المدنيين في مناطقهم أو ينزحون نحو مناطق خاضعة لسيطرة النظام. وقبل اتفاق دوما، خرج باتجاه المناطق التي يسيطر عليها النظام أكثر من 108 آلاف مدني (بينهم نحو 22 ألفاً خرجوا من دوما)، بينما بقي نحو 40 ألف مدني في بلدات كفربطنا وعين ترما وسقبا وحرستا التي سيطرت عليها قوات النظام. في المقابل خرج نحو الشمال السوري نحو 41400 ألف شخص من زملكا وعربين وجوبر التي كان يسيطر عليها فيلق الرحمن وخمسة آلاف شخص من مدينة حرستا التي كانت خاضعة لسيطرة حركة أحرار الشام. ومن بين العدد الكلي للخارجين نحو الشمال السوري، قبل اتفاق دوما، هناك نحو 12 ألف مقاتل من الفصائل الإسلامية. وعلى صعيد القتلى العسكريين، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ بدء المعارك في 25 فبراير سقوط أكثر من 520 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 63 على الأقل من جنسيات غير سورية. كما وثّق سقوط 405 قتلى من مقاتلي فيلق الرحمن وجيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية وهيئة تحرير الشام، القسم الأكبر منهم من مقاتلي فيلق الرحمن.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard