شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
ترامب وكيم وجهاً لوجه

ترامب وكيم وجهاً لوجه "لأول مرة" قريباً… محطات على هامش اللقاء المرتقب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 9 مارس 201806:51 م

في محطة قطارات سيول في كوريا الجنوبية، طالع المسافرون في نشرة الأخبار خبرٌ استحوذ على اهتمام الجميع، فيه صورتين متجاورتين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

ماذا الذي حدث؟ كان الجواب: ترامب يفاجىء العالم بقبوله دعوة كيم للقائه في مايو المقبل، في مكان وموعد لم يتحدّد حتى الآن، وذلك بعد سلسلة من التصريحات والاشتباكات الكلامية المتبادلة على مدار عام مضى.

وأعلن النبأ مستشار الأمن القومى الكوري الجنوبي تشونغ يوي- يونغ عقب لقائه ترامب، موضحاً في مؤتمر صحافي أمام البيت الأبيض أن كيم وافق أيضاً على وقف التجارب النووية والصاروخية، وأنه "ملتزم بنزع السلاح النووي".

وكان وفد من كوريا الجنوبية زار بيونغ يانغ والتقى كيم في الأيام الأخيرة، وهي المرة الأولى التي يقابل فيها زعيم كوريا الشمالية مسؤولون من سيول منذ توليه الحكم في 2011.

وقتها، سمع الوفد تطمنيات من كيم تؤكد انفتاحه على بدء محادثات مع ترامب، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة لنقل رسالته وترتيب اللقاء الذي يُعتبر حدثاً تاريخياً كونه الأول لرئيس أمريكي مع زعيم كوري شمالي في تاريخ العلاقات بين البلدين.

كيم وترامب والتصريحات "الناريّة"

اتسمت العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ بالتوتر على مدار عقود مضت منذ اندلاع الحرب الكورية (1950 - 1953)، التي سقط فيها 54 ألف شخص، منهم 34 ألف جندي أمريكي، بحسب "سي أن أن".

وتصاعدت حدّة الأزمة مع تولي ترامب الحكم في يناير الماضي، بعدما اعتاد تبادل التصريحات، المثيرة والساخرة في بعض الأحيان، مع كيم، على وقع تجارب كوريا الشمالية ومساعيها المستمرة لإنتاج رؤوس نووية قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية كما تقول.

وفي سبتمبر الماضي، قال زعيم كوريا الشمالية إن الرئيس الأمريكي "المختلّ عقلياً أقنعني بأنني كنت على حق في تطوير أسلحة لصالح بيونغ يانغ"، متوعداً بأنه "سيدفع ثمنا غاليًا" بسبب خطاب ألقاه في الأمم المتحدة كانت وصفته خارجية كوريا الشمالية كذلك بأنه "نباح كلاب".

وقال ترامب، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن واشنطن إذا ما أُرغمت على الدفاع عن نفسها، فإنها "ستدمر كليّاً" كوريا الشمالية، ورأى أن كيم في "مهمة انتحارية".

وبعد مدة قصيرة، وصف بيان للحكومة الكورية الشمالية ترامب بـ"العجوز" وبأنه "مدمّر يتسوّل الحرب النووية". ورد ترامب على "تويتر" متسائلاً "لماذا يشتمني كيم جونج-أون ويفني بالعجوز لم أكن أبداً لأقول عليه قصيرًا وبديناً.. أحاول جاهداً جداً أن أكون صديقه - وربما يحدث ذلك في أحد الأيام".

وأكمل ترامب معركته مع كيم، في خطاب ألقاه أمام البرلمان الكوري الجنوبي، قائلاً إن "الأسلحة التي تجمعها لن توفر لك سلامة أكثر، وتجعل نظامك في خطر كبير...كوريا الشمالية ليست الجنة التي تصوّرها جدّك. إنها سجن ليس جديرًا بأن يعيش فيه أحد"، في إشارة إلى كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية وجدّ الزعيم الحالي.

وفي مطلع العام الحالي، وجّه كيم، في رسالته لمناسبة العام الجديد، تحذيرًا إلى واشنطن من أن الزرّ النووي موجود دوما ًعلى مكتبه، فأتى ردّ ترامب قائلاً "لديّ زرّ نووي، ولكنه أكبر وأقوى من زره، وعلى الأقل زري يعمل".

كلمة السر: ضغوط ترامب و"إيفانكا كوريا الشمالية"

منذ وصوله، مارس ترامب ضغوطاً دوليّة عديدة وعمل على حشد المجتمع الدولي لتعزيز العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، وذلك عبر سلسلة من الجولات الدولية للعمل على تقويض واحتواء مخاطر كوريا الشمالية.

وهو ما أكده رئيس مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية حين قال إن الفضل في الوصول لهذه النقطة في المفاوضات يعود إلى قوة ترامب في فرض سياسات الضغوط.

اللقاء سيكون حدثاً تاريخياً كونه الأول لرئيس أمريكي مع زعيم كوري شمالي في تاريخ العلاقات بين البلدين
وصفت الصحافة شقيقة كيم بـ"إيفانكا ترامب كوريا الشمالية" ورأت أنها أسهمت في ترطيب العلاقات مع كوريا الجنوبيّة وأمريكا
تاريخ من الشتائم والتصريحات المهينة التي تبادلها ترامب وكيم، فكيف سيكون لقاء مايو المقبل بينهما؟

وفي الشهور الأولى لولايته، حذّر ترامب من أنه لن يتساهل بعد الآن مع إطلاق كوريا الشمالية صواريخ وإجراء تجارب نووية.

لكن يرى مراقبون أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي أُقيمت في كوريا الجنوبية، ساهمت في إتاحة الفرصة للتقارب بين الجارتين، ومعهما الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي فبراير الماضي، شاركت كيم يو - جونغ، شقيقة الزعيم الشمالي، في مراسم افتتاح الدورة، وسط احتفاء لافت بها، فيما جلست إلى جوار نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.

ووصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكيّة الفتاة بأنها "إيفانكا ترامب كوريا الشمالية"، في معرض تعليقها على أجواء الترحيب بها، وفي إشارة إلى الزخم الذي تُحدثه ابنة الرئيس الأمريكي عندما ترافقه في زيارات دولية كما حدث معها في السعودية.

وكان كيم قد أرسل شقيقته إلى الجنوب لرئاسة وفد كوريا الشمالية، لتصبح أول عضو في أسرة كيم التي تزور الجنوب منذ اندلاع الحرب الكورية.

هل سعت بيونغ يانغ إلى المفاوضات؟

تقول تقارير صحافية إن بيونغ يانغ تسعى للمفاوضات منذ وقت طويل، ليس رهين اللحظة الحاليّة وإنما يعود إلى فترات حكم زعماء سابقين على كيم جونج أون.

وقالت أستاذة العلوم السياسية الأمريكية إليزابيث سوندرز إن الشماليين يرون إصرار واشنطن على معاملة بلادهم، باعتبارها منبوذة أكثر من كونها عضوًا محترمًا في المجتمع الدولي، ليس فقط إهانة بل إطلاق تهديدات لوجودها.

وأضافت "قمة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تُعدّ قمة الاحترام، وهو ما سعت إليه بيونغ يانغ لعقود من الزمن. هذا كان مشهد النهاية في فيلم دعائي أُنتج عام 1988، فيه يبدو رئيس أمريكي يُظهر الاحترام للبرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية (مجرد رسومات وخطط في ذلك الوقت) عن طريق إرسال مبعوث إلى بيونغ يانغ.. وتجدر الإشارة إلى أن الشمال أنتج أربع أجزاء من هذا الفيلم".

وبيَن تقرير صحافي أن هذه المساعي ظهرت مجددًا في شهور حكم كيم الأولى، عند صدور فيلم دعائي اسمه "البلد الذي رأيته" (The Country I Saw) عام 2012، تبلغ أحداثه الذروة مع واقعة القبض على صحفيين أمريكيين. وينتهي بمشهد نجاح مفاوضات إطلاق سراحهما، حيث تظهر فيه صورة حقيقية تجمع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون مع الزعيم كيم جونج إيل، والد كيم.

تفسير آخر: كيم ليس غبياً!

ربما نجحت ضغوط ترامب إلى حدّ ما، لكن تفسيرًا آخر يُرجعه البعض إلى السمات المكوّنة لشخصيّة زعيم كوريا الشمالية الحالي، غير المعروف تاريخ ميلاده الحقيقي.

ويرى البعض أنه إذا كان ترامب يتحدث بعفوية، فإن كيم ليس كذلك ويُقدّر تداعيات الأمور ومدى قدراته، بالتالي تُعدّ ما ذهبت إليه بعض التقارير حول تحلّي الحاكم الشاب بسمات من الغباء والقسوة فقط تخمينات غير صحيحة.

وتلفت التقارير إلى أن أبناء الرئيس الكوري الشمالي السابق، ومن بينهم الحاكم الشاب وشقيقته التي تساعده في إدارة شؤون الحكم، جميعهم درسوا في سويسرا، وانفتحوا على ثقافة الحياة في العالم الغربي.

حدث هذا في وقت عاشت البلاد عزلة دولية لعقود واضطر بعض أفراد الأسرة الحاكمة إلى استخدام جوازات سفر مزورة للتنقل خارج البلاد، بحسب ما كشفت وكالة "رويترز".

 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard