شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
بعضهم لم يحكم إلا أشهراً... رؤساء إيران السابقون وأبرز مواقفهم

بعضهم لم يحكم إلا أشهراً... رؤساء إيران السابقون وأبرز مواقفهم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 22 مايو 201705:17 م

إيران التي تُحكم بنظام الولي الفقيه بعد نجاح الثورة الإسلامية عام 1979، مرّ عليها حتى الآن سبعة رؤساء متعاقبين. في هذا المقال نسلط الضوء على هؤلاء الرؤساء، في محاولة لمعرفة أهم المعلومات الشخصية عنهم، وكيفية وصولهم إلى الحكم، والبصمة التي خلفوها على الدولة الإيرانية بعد رحيلهم.

بني صدر: الرئيس المعزول

ولد أبو الحسن بني صدر في همدان عام 1933، وفي شبابه التحق بالجبهة الوطنية التي كانت تقوم بالأساس على أفكار وتعاليم رئيس الوزراء الأسبق محمد مصدق. بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الشاه محمد رضا بهلوي، سافر بني صدر إلى فرنسا، واتخذ منها مكاناً لإعلان المعارضة ضد سياسات الحكومة الإيرانية. وكانت نقطة التحول الفاصلة في مسار بني صدر وصول الخميني إلى فرنسا، فقد التقيا وحدث تقارب في وجهات النظر بينهما. هذا التوافق سرعان ما أتى بثماره بعد نجاح الثورة، فانتُخب بني صدر في يونيو 1980 أول رئيس للجمهورية الإيرانية بعدما حصد أكثر من سبعين بالمئة من مجموع أصوات الناخبين الإيرانيين. غير أن الخلافات الإيديولوجية الكبيرة بين بني صدر والخميني أدت بحسب ما ذكر فهمي هويدي في كتابه "إيران من الداخل"، إلى عزل بني صدر من منصبه بعد أقل من عام واحد، بتصويت أغلبية أعضاء مجلس الشورى الإيراني على الإطاحة به في يونيو من عام 1981. ولعل حادثة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في نوفمبر 1979 وعلى مدار 444 يوماً متواصلة، كانت أبرز الحوادث المهمة التي وقعت في عهد بني صدر على المستوى الخارجي، حيث وضحت تلك الحادثة مدى ضعفه، وسيطرة مراكز قوى الإسلام الثوري على مفاصل السلطة في إيران.

رجائي: ضحية فترة الاغتيالات

ولد محمد علي رجائي في مقاطعة قزوين عام 1933، وبحسب ما يذكره المؤرخ الإيراني الأصل أروند إبراهيميان في كتابه تاريخ إيران الحديثة، فإن رجائي كان من العناصر المعارضة للحكم الشاهنشاهي، وتعرض للسجن عدة مرات نتيجة لمواقفه السياسية. بعد نجاح الثورة، كان رجائي من أكثر الثوار قرباً من الإمام الخميني، وهو ما يعتبره فهمي هويدي سبباً ومبرراً لتعيينه في منصب رئاسة الوزراء في عهد بني صدر رغماً عن الأخير، إذ كان الإسلاميون في تلك الفترة يحاولون التضييق على الرئيس المنتخب. وبعد عزل بني صدر، تم ترشيح رجائي لمنصب رئاسة الجمهورية، وفاز به في يوليو 1981، ولكنه لم يمكث في ذلك المنصب إلا بضعة أسابيع، فقد اغتيل مع رئيس وزرائه عقب تفجير مكتب الأخير في أغسطس 1981. ورغم مرور أكثر من 36 عاماً على تلك الحادثة، فإن تفاصيلها لم تعرف حتى الآن. وبحسب إبراهيميان، فإن أصابع الاتهامات قد وجهت وقتها إلى حزب تودة الشيوعي وإلى حركة مجاهدي خلق.

خامنئي: تلميذ الخميني المقرب


ولد علي خامنئي في مدينة مشهد، وتلقى تعليمه في حوزات ومدارس مشهد والنجف وقم، واشترك مع غيره من طلبة المعاهد الدينية في التظاهرات الشعبية المؤيدة لدعوة الخميني للثورة. وبعد اغتيال رجائي، تم انتخاب خامنئي رئيساً للجمهورية، بعدما صوت له 16 مليون ناخب من أصل 17 مليون أدلوا بأصواتهم في الانتخابات. استمر حكمه على مدار فترتين متتاليتين، استطاع فيهما أن يوطد أركان الدولة الجديدة، وأن يقضي على الكثير من مظاهر العنف التي مارستها الحركات المعارضة المسلحة ضد الدولة، وذلك بعدما كاد خامنئي نفسه أن يصبح في عداد ضحاياها. فكما يذكر فهمي هويدي، تعرض الرئيس الإيراني الثالث لمحاولة اغتيال نجا منها بشق النفس، وذلك عندما تم تفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي عام 1981، وتسببت تلك الحادثة في إصابة يده اليمنى بالشلل. كما أن خامنئي قام بجهود كبيرة على صعيد الحرب الإيرانية-العراقية التي استمرت نحو 8 سنوات ما بين 1980-1988، إذ استطاع في نهايتها أن يصل مع نظيره العراقي صدام حسين إلى اتفاق تهدئة، وأعلنت إيران عن قبولها قرار مجلس الأمن رقم 598 ووقف الحرب مع العراق.

ما تحتاجون معرفته عن رؤساء إيران... بين أصحاب الإيديولوجية الثورية وأصحاب التوجهات الإصلاحية
من رفسنجاني الذي أدخل التوجه الإصلاحي إلى إيران الإسلامية، إلى خاتمي الذي كرّسه

رفسنجاني: الرئيس الثعلب


ولد علي أكبر هاشمي رفسنجاني في مقاطعة كرمان، ودرس في مدينة قم على يد عدد من المراجع، كان الخميني واحداً منهم. كان رفسنجاني من رجال الدين الذين أيدوا الخميني في دعوته الثورية. ويؤكد محمد صادق إسماعيل في كتابه من الشاه إلى نجاد، أن رفسنجاني كان المسؤول الأول عن قيادة القوى الثورية المؤيدة للخميني في إيران بعد نفيه منها. بعد نجاح الثورة، عيّن رفسنجاني في مجلس الثورة، وتولى رئاسة القوات المسلحة، وبعد وفاة الخميني في 1989، حدث نوع من أنواع تبديل مقاعد السلطة في إيران، فقد تم الاتفاق على أن يتولى الخامنئي منصب المرشد الأعلى للثورة، وأن يتولى رفسنجاني رئاسة الجمهورية، وهو ما تحقق له بعد حصوله على نسبة 95% من أصوات الناخبين. رفسنجاني، الذي عُرف لدى الكثيرين من المراقبين والخبراء بثعلب السياسة الإيرانية، سرعان ما أدرك أن فترة رئاسته تستلزم حنكة سياسية وتعاملاً مرناً مع القوى الداخلية والخارجية، ولذلك مال إلى الانفتاح وتبني سياسات اقتصادية حرة كانت مرفوضة من قبل باعتبارها مظهراً من مظاهر الحضارة الغربية. كما أنه حرص على انتهاج سياسة وسطية مع القوى الإقليمية والعالمية، ومن ذلك إقامته علاقات جيدة مع الصين، والاستفادة من خبراتها التقنية في تطوير البرنامج النووي الإيراني. ومن أهم الظواهر التي ميزت عهد رئاسة رفسنجاني، ظهور الاتجاه الإصلاحي داخل الدولة الإيرانية، ومشاركته بقوة في مجرى الأحداث السياسية والاجتماعية بإيران، وهو الأمر الذي يفسره تييري كوفييل في كتابه "إيران: الثورة الخفية"، بأنه كان نتيجة طبيعية لفشل السياسة الراديكالية.

خاتمي: الرئيس الفيلسوف

ولد محمد خاتمي في إقليم يزد عام 1943. وبعد نجاح الثورة، دخل البرلمان الإيراني ثم عُيّن عام 1982 في منصب وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي. بعد انتهاء الفترة الثانية لرئاسة رفسنجاني عام 1997، ترشح خاتمي لرئاسة الجمهورية، وتم تأييد ترشيحه بقوة من قبل رفسنجاني، وهو ما يفسره إبراهيميان في كتابه، بأن خاتمي في ذلك الوقت كان من أهم الوجوه السياسية الإصلاحية التي اعتقد رفسنجاني أنه من الممكن أن تكمل المسيرة التي بدأها. واستطاع خاتمي، وعلى مدار فترتين متعاقبتين، أن يرسخ الفكر الإصلاحي في إيران، وظهر ذلك في تبنيه أطروحة حوار الحضارات. ألف خاتمي عدداً كبيراً من الكتب التي حاول أن ينشر أفكاره عن طريقها، مما جعل بعض منتقديه يصفونه، بحسب ما أورد ابراهيميان في تاريخ إيران الحديثة، بأنه "أقرب إلى أستاذ الجامعة منه إلى رجل الدين الثوري". وأثارت أفكار خاتمي الكثير من النقاشات داخل إيران وخارجها، حتى وصفه محمد سليم العوا في تقديمه لكتاب الأول المعنون بـ"الإسلام والعالم" بقوله "إن الرئيس الإيراني محمد خاتمي من أكثر الشخصيات الإسلامية المعاصرة إثارة للجدل، وجذباً للاهتمام، وشغلاً للناس".

نجاد: صديق الشعب

ولد محمود أحمدي نجاد عام 1956، ودرس الهندسة المدنية في جامعة طهران، وحصل على درجة الدكتوراه، وعمل بعدها استاذاً جامعياً. في شبابه، كان نجاد من أشد المؤيدين لأفكار الخميني. وبعد نجاح الثورة التحق بشكل طوعي بالخدمة في صفوف الحرس الثوري. وفي 2003، تم انتخابه عمدة لمدينة طهران. في أغسطس من عام 2005، وصل إلى كرسي رئاسة الجمهورية عقب تغلبه في مفاجأة مدوية على الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وفي 2009 أعيد انتخابه مرة أخرى، بعد أن هزم منافسه المباشر مير حسين موسوي، وهو الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً وأسفر عن وقوع العديد من الصدامات ما بين المدنيين وقوات الباسيج، فيما عرف إعلامياً باسم الثورة الخضراء. ورغم كل ما قيل عن نجاد، فمن المؤكد أنه حصل على شعبية كبيرة جداً في أوساط الطبقات الوسطى والدنيا في المجتمع الإيراني، حتى أطلق عليه لقب "مردم يار" الذي يعني بالعربية صديق الشعب. على صعيد السياسة الخارجية، تميزت فترة حكم نجاد بالعداء المعلن للغرب وإسرائيل، فقد أعلن نجاد مراراً، أن أمريكا هي العائق الأكبر الذي يحول دون ظهور الإمام المهدي، ووصفها بأنها الشيطان الأكبر. كما أنه كان الأكثر تعبيراً عن عدائه لإسرائيل، إلى الحد الذي دفعه للتهديد بشن الحرب عليها، وإلى إنكار محرقة اليهود، واعتبارها محض كذب وخرافة. وفي الوقت ذاته، عمل نجاد على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية، حتى لو أدى ذلك لاستخدام العنف. ففي 2011، كشفت السلطات الأمريكية عن إحباط مؤامرة إيرانية لتفجير سفارة السعودية واغتيال السفير السعودي في أميركا، وعلقت الرياض وقتها، بأن الأدلة دامغة وأن إيران ستدفع الثمن. وفي 2009، قادت إيران هجوماً إعلامياً على السعودية بسبب ما اعتبرته تصرفات غير إنسانية ضد الحجاج الإيرانيين، وهدد نجاد وقتها بأنه سيتخذ قرارات مناسبة في حال لم يتلق الإيرانيون معاملة مناسبة تليق بهم في موسم الحج.

روحاني: الرئيس الحالي


ولد الرئيس السابع للجمهورية الإيرانية حسن روحاني، في مدينة سرخة عام 1948، ويعتبره إبراهيميان من الرؤساء الذين جمعوا بين التعليم العلماني والديني، فهو حاصل على الدكتوراه من جامعة غلاسكو في تخصص القانون القضائي، كما سبق له الدراسة في حوزة قم. روحاني الذي وصل في 2013 إلى مقعد الرئاسة كممثل للتيار الإصلاحي، تمكن من تحقيق عدد من النجاحات المهمة على صعيد العلاقات الخارجية على وجه الخصوص، أهمها بحسب ما أورده شحاته محمد ناصر في بحثه المعنون بالسياسة الخارجية الإيرانية في عهد حسن روحاني، أنه استطاع أن يحافظ على وجود إيران كقوة إقليمية رئيسة في منطقة الشرق الأوسط. كما أنه في الوقت ذاته تمكن عبر قنواته الدبلوماسية من إقناع الدول الغربية بعقد اتفاق بخصوص المشروع النووي الإيراني وتعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard