شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
حراك بيروت: من النقاش على الأفكار والمطالب إلى الشخصنة؟

حراك بيروت: من النقاش على الأفكار والمطالب إلى الشخصنة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 2 يوليو 201708:33 م

يتغيّر الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في بيروت اليوم، فمن أخبار الحراك الشعبي، والنقاش حول الأفكار والطروحات المختلفة، بات عدد من الناشطين موضع تهجم لم يخلُ من حدة أحيانًا، كما يحصل منذ يومين مع “أسعد ذبيان” وهو أحد مؤسسي حملة "طلعت ريحتكم" التي دعت الناس إلى التظاهر منذ بداية أزمة النفايات في لبنان. يقف وراء الحملة على ذبيان مؤيدون للتيار الوطني الحر، أحد أبرز الأحزاب اللبنانية المسيحية، مستعيدين تعليقات له منشورة على صفحته على فيسبوك، تسخر من مناسبات دينية مسيحية تعود إلى العام 2013. وقد انطلقت الحملة عقب مقال نشر على موقع التيار تحت عنوان: "سقط القناع؟ بالصور: أسعد ذبيان يسيء للدين المسيحي". وعلى الأثر، وجّهت لذبيان العديد من الاتهامات، كالسخرية من الدين، وعدم احترام معتقدات الآخرين، حتى إن بعض المنتقدين هدده بالضرب حتّى الموت. وقد تداولت مواقع عدة خبر رفع محامين شكوى على ذبيان بتهمّة “التجديف على اسم الله”، التي يعاقب عليها القانون اللبناني بحسب المادتين 473 و474 من قانون العقوبات اللبناني.

مقالات أخرى:

كيف يتعاطى السوريون مع الحراك اللبناني؟

وإزاء ذلك، شددت جمعية مارش ومؤسسة مهارات ومركز سكايز اللبنانية على ضرورة الحفاظ على حرية الرأي والتعبير وحرية المعتقد اللتين يضمنهما الدستور اللبناني، وأكدت على ضرورة عدم تجريم من ينتقد أو يستعمل السخرية حيال الأديان أو من يعبر صراحة عن عدم إيمانه بالله، فهذا يقع في إطار حرية المعتقد، ولا سيما أن المادتين المذكورتين أعلاه تتضمنان مفاهيم فضفاضة من حيث تحديد التجديف وتحقير الشعائر الدينية وانعكاس ذلك كله على حرية الرأي والمعتقد.

ورأت المؤسسات الثلاث أن التعليقات التي كتبها ذبيان قبل نحو عامين لم تكن لتنتشر وتصبح محط حملة تشهير به، لو لم يبرز في المجال العام مع تصاعد حملة "طلعت ريحتكم". وهي تعليقات تمثل رأيه الشخصي في بعض المناسبات الدينية، وقد غُلّفت بطابع هازئ لكنها لم تتضمن تحريضاً على الكراهية.

وليس خافياً أن انتقال التركيز من مستوى الشأن العام إلى المستوى الشخصي للناشطين، تشتيت واضح وابتعاد عن القضايا الرئيسية التي ينتفض لأجلها اللبنانيون اليوم. وكان التيار الوطني الحر قد أطلق قبل مدة تحركاً احتجاجياً على التمديد لقائد الجيش، وعلى آلية اتخاذ القرارات في الحكومة اللبنانية. ولكنه فشل في جعل تحركه شعبياً. علماً أن التيار الوطني الحر دعم تحرك طلعت ريحتكم في بدايته، ثم انكفأ انكفاءً تاماً بعدما اتهم العماد ميشال عون، الرئيس السابق للتيار، "طلعت ريحتكم" بسرقة شعارات التيار خلال تظاهراتها في ساحة رياض الصلح، ذاكراً في تغريدة له "إنهم يعمّمون الفساد على الجميع وقد نسوا أنهم من هذا الجميع"، وتساءل: "هل المطلوب تجهيل الفاسد الحقيقي وتبرئته؟".

في مقابل الحملة على ذبيان، نشطت حملة للدفاع عنه، انطلاقاً من حرية التعبير التي يكفلها الدستور اللبناني، ومن عدم جواز ربط معتقدات ذبيان الشخصية، أو تعليقاته في صفحته على فيسبوك، بمطالب الشعب اللبناني. وقد استعاد المدافعون عن ذبيان، مشاركة جبران باسيل، وزير الخارجية اللبنانية والرئيس الجديد للتيار الوطني الحرّ، في التظاهرة المتعاطفة مع صحفيي شارلي ايبدو الذين قضوا في يناير 2015 بهجوم إرهابي على الصحيفة، بعد نشر الصحيفة رسوماً اعتبرت مسيئة للإسلام، استعادوا تلك المشاركة برهاناً على مواقف التيار المتناقضة، متسائلين كيف يناصر باسيل الصحيفة التي سخرت من الإسلام، في الوقت الذي يتهجّم اعضاء التيار الوطني الحر على ذبيان لسخريته من المسيحية.

وكان ذبيان قد علق في صفحته على فيسبوك على الحملة: "ما كتبته هو بقصد المزاح بحق العديد من المناسبات الدينية والوطنية لكل الطوائف لأنني أؤمن بتحرر الفكر، وبعدم التبعية العمياء لصنميات المجتمع أو الزعامات".

ذبيان ليس الأول من مجموعة طلعت ريحتكم الذي يتعرض لهجوم شخصي، فقد هوجم زميله الناشط عماد بزّي، الذي تداولت مواقع إلكترونية أخباراً هدفها الإساءة إليه، من بينها خبر يفيد أنه تلميذ منظّمة "أوتبور" (المقاومة الشعبية الصربية)، وهي منظمّة مرتبطة بمعهد السلام الأميركي، ساهمت في إسقاط الرئيس الصربي، ودرّبت مئات من الناشطين في نحو 37 دولة. إلّا أنّ بزّي نفى الخبر ودعا في صفحته على فيسبوك مروّجي تلك التهمة إلى التقدم بإثباتات ونشرها على الملأ، لافتاً إلى أنّه مستعد لتحمّل عواقب الأمر في حال ثبوت التهمة.

وفي الإطار نفسه، تعرّض بضعة نشطاء في حملة "عالشارع"، إحدى المجموعات المشاركة في الحراك اللبناني، لتهجمات شخصيّة لرفعهم صورة الأمين العام لحزب الله بين الصور التي رفعوها احتجاجاً على جميع زعماء السياسة والطوائف في لبنان. ثم جرى سحب الصورة من مقابلة أجرتها معهم مباشرة على الهواء الإعلامية ديمة صادق (أل. بي. سي.) في وسط بيروت الأسبوع الماضي، تبعاً لما أفاد به أحد نشطاء الحملة، الذي أشار إلى تلقي نشطاء من المجموعة تهديدات بالقتل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard