شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
هل ترضخ ماريا كاري للضغوط وتلغي حفلتها غداً في السعودية؟

هل ترضخ ماريا كاري للضغوط وتلغي حفلتها غداً في السعودية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 30 يناير 201905:34 م
بعد استضافة كل من إنريكي إغليسياس، وياني، وديفيد غيتا، بالإضافة إلى بعض الأسماء العربية على غرار عمرو دياب، وماجدة الرومي، وشيرين عبد الوهاب، وغيرهم من النجوم، من المقرر أن تحيي ماريا كاري، لأول مرة، حفلاً موسيقياً في الحادي والثلاثين من هذا الشهر بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية. هذا الخبر وحده كان كفيلاً بإثارة الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن البعض طالب المغنية الأميركية بإلغاء حفلها الغنائي بسبب الانتهاكات التي تمارسها السلطات السعودية في موضوع حقوق المرأة.

بين القمع والانفتاح

قد اكتسبت المرأة السعودية مؤخراً بعض الحقوق التي كانت مسلوبة منها على مدى عقود: كالحق في قيادة السيارة، وحضور المباريات الرياضية والحفلات الغنائية والاستعراضات الفنية، بمعنى آخر يمكن القول إن قطاع "الترفيه" لم يعد حكراً على الرجال فقط بل أصبح متاحاً للجنسين. غير أن هذا "الانفتاح" غير المسبوق ينظر البعض إليه بريبةٍ وشك إذ يقابله استمرار اعتقال الناشطات السعوديات، في ظل تقارير حقوقية تكشف تعرض هؤلاء النساء لسوء المعاملة والتعذيب الجسدي والنفسي في السجون. وسط هذا الترقب الحذر، يقف البعض متردداً بين التهليل لحركة الإصلاح مع ما تحمله من وعودٍ بمستقبلٍ أفضل، وبين الخشية من التفلت الاجتماعي وانتهاك "الأخلاق العامة"، ولعلّ هذا ما حدث فور إعلان المملكة العربية السعودية نيتها استضافة المغنية الشهيرة "ماريا كاري"، وسط تساؤل البعض عن الاطلالة التي ستظهر من خلالها المغنية الأميركية على المسرح، وعمّا اذا كانت ستحترم تقاليد المملكة وتبتعد عن الملابس الجريئة التي اشتهرت بها.

بالحجاب والديكولتيه؟

منذ أن وطأت قدماها الأراضي السعودية استعدادًا للحفل الغنائي الذي من المقرر أن تحييه النجمة "ماريا كاري" ضمن فعاليات مهرجان "شتاء طنطورة"، تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة اعتبرها البعض "فاضحة" لها. في التفاصيل تظهر "كاري" وهي ترتدي فستاناً أسود طويلاً مع فتحة على صدرها، في حين أنها وضعت على رأسها حجاباً اسود يغطي شعرها. ولحظة انتشار هذه الصورة على الـ"سوشال ميديا"، عبّر العديد من مستخدمي الانترنت عن غضبهم من هذه الاطلالة "المسيئة" للمملكة، في حين أن البعض غرّد أن "كاري" أرغمت على ارتداء الحجاب بناء على طلب من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا تثير فتنة لدى الشباب السعودي. INSIDE_MariahCareySaudi1 وأمام هذه البلبة الكبيرة، اتضح في نهاية المطاف أن هذه الصورة لا تمت إلى الحقيقة بصلة لكونها "مفبركة" من خلال تقنية "الفوتوشوب".
"تذكري أنه بفضل أختي، أنت حالياً قادرة على الاستعراض في السعودية. تمنيت أن تحضر لجين إلى حفلتك، لكنها محتجزة خلف القضبان لأنها طالبت بتحسين ظروف النساء. لا تنسيها وأنت على المنصة"
هل تريد فعلاً ماريا كاري أن تكون مرتبطة بالنظام الذي قطع جسد الصحافي بمنشار عظام، والذي يعذب النساء اللواتي يرغبن في تحرير أنفسهنّ من نظام الوصاية الرجعي والذكوري، والذي يجعل المثلية الجنسية جريمة يعاقب عليها بالاعدام؟
واللافت أن هذه الصورة قد التقطت في العام 2016 أثناء حلول "كاري" ضيفةً في البرنامج التلفزيوني Watch What Happens Live، بحيث أنها اختارت في ذلك الوقت أن تطل بفستان أسود قصير مع فتحة صدر. أمّا شعرها الأشقر فكان على شكل تموجات عريضة.

النزاع على السوشال ميديا

بمعزل عن لعبة "فبركة" الصور التي تندرج ضمن الدعاية السلبية والتشهير بالسمعة، فإن الحرب قد اشتعلت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أن أعلنت مدينة الملك عبد الله الإقتصادية في تغريدةٍ لها على "تويتر" أن كاري لأول مرة في المملكة العربية السعودية ستحيي سهرةٍ موسيقيةٍ، بالتزامن مع فعاليات البطولة السعودية الدولية لمحترفي رياضة الغولف. هذا الخبر أحدث بلبلة كبيرة وموجة من ردود الأفعال التي تراوحت بين الإيجابية والسلبية: ففي حين أن بعض المغردين السعوديين قد عبّروا عن سعادتهم بوجود "ماريا كاري" على أراضي المملكة، حيث تحظى هذه النجمة بشهرةٍ كبيرة في الأوساط العربية، فإن البعض اعترض على قيام المملكة باستضافة فنانة أجنبية اشتهرت بملابسها الفاضحة، لأن ذلك يخالف العادات والتقاليد والقيم التي ترعرع عليها الشعب السعودي. فكتب "معالي البراري" عبر حسابه على تويتر: "لا أدري ما هو موقفك يا إمام الحرم المكي من استضافة #ماريا_كاري؟ أهكذا يكون الحفاظ على تعاليم الدين وتقاليد وعادات المجتمع وقيمه؟! تذكر دوماً حضورك لمؤتمر هيئة الترفيه، سيكون بمثابة شرعنة لكل فساد تتبناه الهيئة!"، وفي تغريدةٍ أخرى قال:" طلبنا من إمام الحرم المكي أن يبدي رأيه باستضافة #ماريا_كاري -المتهمة في بلدها بالتحرش الجنسي-، فكتب مقالاً بعنوان "ساعة الترفيه منحة ربانية"، وهل استضافة ماريا كاري منحة ربانية يا إمام الحرم المكي؟". كما غرّدت إحدى المستخدمات، معترضة على الحفل من الناحية الدينية: "رئيس المراجيح ومرجح يا مرجح ماريا كاري تحيي حفل في مدينة الملك عبد الله بالسعودية على بعد ٧٠ كلم من المسجد الحرام...!". INSIDE_MariahCareySaudi

الناشطات ينتفضن

بالرغم من حصول المرأة السعودية مؤخراً على بعض الحقوق الحياتية، فإن بعض الناشطات يؤكدن أن المملكة قامت منذ ذلك الحين باعتقال وسجن وتعذيب عددٍ كبيرٍ من النساء، من هنا تم شنّ حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمطالبة النجمة الأميركية "ماريا كاري" بإلغاء حفلتها في السعودية لتسليط الضوء على قضية الناشطات في السجون. "ألا تعرف أن المملكة العربية السعودية هي من أكثر الأنظمة القمعية والقاتلة على هذا الكوكب؟ هذا ما جاء في بيان مجموعة CodePink، وهي منظمة نسائية تهدف إلى إنهاء الحروب ودعم مبادرات السلام وحقوق الانسان. وقالت إحدى مؤسسات المنظمة "ميديا بنجامين: "هل تريد فعلاً ماريا كاري أن تكون مرتبطة بالنظام الذي قطع جسد الصحافي بمنشار عظام، والذي يعذب النساء اللواتي يرغبن في تحرير أنفسهنّ من نظام الوصاية الرجعي والذكوري، والذي يجعل المثلية الجنسية جريمة يعاقب عليها بالاعدام ويخلق وضعاً انسانياً في اليمن بالغ الشدة أودى بحياة حوالي 85000 طفلٍ؟". وفي حين أن محبي "ماريا كاري" أكدوا أنه من غير العادل الضغط على نجمتهم المفضلة وحثها على حلّ قضايا حقوق الانسان في المملكة العربية السعودية، إلا أن الآراء الأخرى طلبت من "كاري" عدم "الزجّ" باسمها في "الإصلاحات المزيّفة" لولي العهد، وفق ما ذكرته صحيفة "الانبدندنت" البريطانية. ووجهت علياء الهذلول، شقيقة المعتقلة لجين الهذلول، رسالةً إلى المغنية العالمية "كاري"، جاء فيها: "تذكري أنه بفضل أختي، أنت حالياً قادرة على الاستعراض في السعودية. تمنيت أن تحضر لجين إلى حفلتك، لكنها محتجزة خلف القضبان لأنها طالبت بتحسين ظروف النساء. لا تنسيها وأنت على المنصة". وغرّدت الناشطة النسوية "منى الطحاوي": "عزيزتي ماريا كاري سمعت أنك تخططين لاقامة عرضٍ غنائي في السعودية: هل تعلمين أن ناشطات في حقوق الإنسان معتقلات بدون توجيه تهم لهنّ في السجون السعودية منذ مايو 2018 ويتم تعذيبهن بأوامر من محمد بن سلمان؟". أما المحررة في صحيفة "واشنطن بوست"، "كارين عطية"، فقد علّقت على هذا الموضوع:" هل هذا ما يريدون أن يكونوا جزءاً منه كل من ماريا كاري، وتييستو وشون بول؟ إقامة حفل في كنف النظام السعودي الذي يقتل الصحافيين مثل خاشقجي، ويستهدف الآخرين في الخارج ويسجن ويعذب النفوس الجميلة مثل لجين الهذلول؟".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard