شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
شباب بأقنعة مخيفة يرعبون الكويتيين...لكن الحقيقة صادمة

شباب بأقنعة مخيفة يرعبون الكويتيين...لكن الحقيقة صادمة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 19 يناير 201903:34 م

أشارت عدة مواقع وصحف كويتية إلى انتشار ظاهرة غريبة في الكويت على مدار اليومين الماضيين تتمثل في ظهور شباب وفتيات يرتدون أقنعة مخيفة وهم يتجولون في الأماكن العامة، مما أثار فزع الكويتيين وأدى إلى استدعاء السلطات الأمنية أحد مشاهير السوشيال ميديا ليوضح حقيقة "افتعاله" للظاهرة.

ورُصِدَ عدد من الشباب الكويتي يتجولون في المطاعم والشوارع والنوادي مرتدين أقنعة مخيفة وتكرر الأمر حتى بات البعض يعتبرها "ظاهرة" منتشرة في المجتمع مطالبين بردع مروجيها حتى لا تصبح تقليداً.

مخاوف وتفسيرات متباينة

وعبر مواقع التواصل تباينت مواقف وآراء الكويتيين تجاه هذه الظاهرة غير المفهومة، فمنهم من اعتبرها مجرد "بدعة" شبابية ستنتهي سريعاً، ومن اعتبرها من طقوس "عبدة الشيطان" وطالب بعضهم بالقبض على مرتدي الأقنعة فيما تناول آخرون الحدث بالكثير من السخرية مثل مطالبة الفتيات بارتداء الأقنعة عوض وضع مساحيق التجميل المكلفة.

في حين طالبت بعض الصحف بالتحقيق في هذه الظاهرة محذرةً من سهولة تخفي بعض المجرمين وراء هذه "الموضة" لارتكاب السرقات والجرائم، وشدد مغردون على أن تسليط الضوء على هذه الظاهرة يؤدي إلى انتشارها وسعي المزيد من الشباب نحو تبنيها، معتبرين هذا الفعل "شاذاً" ويروع كبار السن والأطفال" ويثير فزع المواطنين.

الأمن يتدخل والحقيقة تتضح

وأمس الجمعة استدعت الشرطة الكويتية أحد مشاهير السوشيال ميديا ويدعى حمد العلي الشهير بـ "حمد قلم" وهو مقدم برامج كويتي روج لظاهرة ارتداء الأقنعة بحسب ما اتهمته به بعض الصحف المحلية عبر هاشتاغ #القناع.

وعقب استدعائه للتحقيق، اضطر حمد لكشف الحقيقة موضحاً أن "الظاهرة المزعومة" لا تعدو كونها "إعلاناً ترويجياً" لأحدث برامجه والذي يعرض على قناة "الراي" الكويتية قريباً في الموسم الرابع من "مع حمد شو" مناشداً الجميع "خلكم على طبيعتكم و فصخوا (أزيلوا) الأقنعة".

ولفت العلي إلى أن "القناع هو رمز، سعى من خلاله إلى تسليط الضوء على بعض فئات المجتمع الذين يدعون الرقي والأخلاق والتصرفات الحسنة وهم في الحقيقة مزيفون" مشيراً إلى أن جميع الأشخاص الذين شوهدوا يتجولون بالقناع من أفراد طاقم برنامجه الذي تبث أولى حلقاته 9 فبراير المقبل.

وعقب تكشف الحقيقة، تباينت مواقف الكويتيين أيضاً، لكن هذه المرة بين من يرى في ما أقدم عليه حمد "تسويقاً ذكياً" لبرنامجه لافتين إلى أنه نجح في جذب الأنظار إليه قبل أن يبدأ، وآخرون يعتبرونه "سخافة" و"إلهاء" للمواطنين عن قضايا أخرى أكثر أهمية.

لماذا نخشى الأقنعة؟

وطالما كانت الأقنعة سبباً في خوف الشعوب والأفراد وارتبطت في العادة بالأمور السيئة أو "المجهول" سواء في ما يتعلق بطوائف دينية سرية أو عقوبات قاسية تنزل بالأشخاص أو مطالب سياسية.

ومن أقدم الأقنعة التاريخية قناع "ابن آوى" الذي كان الكهنة في مصر الفرعونية يرتدونه أثناء أداء طقوس التحنيط وهو على صورة رأس حيوان.

ظاهرة ملفتة في الكويت: شباب يجوبون الشوارع وهم يرتدون أقنعة مخيفة. ما القصة؟

وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، كان العبيد يُجبرون على ارتداء أقنعة حديدية تُغلق بأقفال حتى يضمن أصحاب الأراضي ألا يأكلوا محاصيلهم وغذاءهم.

كما ارتدى القسيس ألكسندر بيدن قناعه الشهير طيلة 10 سنوات للتخفي عن السلطات التي طاردته بسبب أفكاره وآرائه التي تعارضها، حتى ألقي القبض عليه، في حين يعتبر قناع هنايا في الثقافة اليابانية ممثلاً للمرأة السيئة وهو يعكس وجه الشيطان لديهم.

أما قناع العار أو قناع الخنزير الحديدي فاستخدم كعقاب قاسٍ في ألمانيا خلال القرنين 17 و18، بينما اعتبر قناع "غاي فوكس" رمزاً سياسياً للثورة ضد الظلم، إذ ارتبط صاحبه بمحاولة اغتيال ملك إنجلترا جيمس الأول عام 1605، عقب إصداره العديد من القوانين الظالمة.

وجسدت السينما أيضاً فكرة قرنت الأقنعة بالفزع وربطتها بالظُلمات والموت والظلم والدم، مثل أقنعة التطهير في فيلم The purge ، وقناع الموت فيScream، والقناع في سلسلة أفلام SAW وسلسلة هالوين أيضاً، فيما طرح فيلم الرجل ذو القناع الحديدي The Man in the Iron Mask المستوحى من رواية الكاتب “ألكسندر دوماس”، وقام ببطولته النجم ليوناردو دي كابريو، فترة حكم لويس 14 في فرنسا، وهي فترة اقترنت بالفساد والظلم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard