شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
منافسة حامية الوطيس بين بلدية روما والكنيسة على نقود نافورة

منافسة حامية الوطيس بين بلدية روما والكنيسة على نقود نافورة "تريفي” 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 15 يناير 201912:19 م

يتجمع ملايين السياح سنوياً حول نافورة "تريفي” (نافورة الأمنيات) الشهيرة في روما، لإلقاء النقود المعدنية فيديرون ظهورهم للنافورة ويعبرون عن أمنية ما ثم يلقون تلك القطعة في النافورة على أمل أن تتحقق الأمنيات بشتى اللغات وبمختلف الصلوات، لكن الأسطورة الحية الطريفة التي تعتبر جزءًا مهماً من معالم روما السياحية ومحطة إجبارية في مسالك السياح تحولت إلى صراع داخلي ومنافسة بين بلدية روما والكنيسة الكاثوليكية، حول ملكية هذه النقود، وما يتعين فعله بها، خصوصاً وأن المبلغ الذي يلقيه السياح سنوياً كبير.

وتقدر إحصاءات رسمية ما يتم استخراجه من أموال من نافورة تريفي بنحو 1.5 مليون يورو وكانت العادة أن يتم تسليم هذا المبلغ لجمعية خيرية تابعة للكنيسة الكاثوليكية لمساعدة المحتاجين.

لكن بحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، يوم 14 يناير، فإن رئيسة بلدية روما فرجينيا رادجي، أعلنت أنها تريد الحصول على الأموال الآن لإنفاقها على تجديد البنية التحتية المتداعية في المدينة، لكن جمعية كاريتاس الخيرية الكاثوليكية، التي كانت تحصل على تلك الأموال رفضت مؤكدة أن خسارة هذا الدخل "تضر بالفقراء". وأعلن أعضاء مجلس مدينة روما موافقتهم على قرار رئيسة البلدية المقرر دخوله حيز التنفيذ في أبريل المقبل.

النقود المأخوذة من أفقر الناس

تسبب قرار رئيسة البلدية في غضب عارم في إيطاليا، ونقلت صحيفة "أفنفيري"، الصادرة عن مؤتمر الأساقفة الإيطاليين، عن الأب بينوني أمباروس، مدير جمعية كاريتاس، قوله: لم نتوقع هذه النتيجة، ما زلت آمل ألا يكون هذا القرار نهائياً".

ونشرت الصحيفة مقالة شديدة اللهجة حول هذه الخطوة السبت الماضي، بعنوان "النقود المأخوذة من أفقر الناس".

كما رفض العديد من الإيطاليين قرار استيلاء البلدية على نقود نافورة تريفي مطالبين مجلس البلدية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بإعادة النظر فيه، معتبرين أنه لا يصح الحصول على الأموال التي كانت تذهب للفقراء لتجديد البنية التحتية للمدينة.

وفازت فرجينيا رادجي برئاسة بلدية روما في عام 2016، وهي تنتمي لحركة "خمس نجوم"، التي شكلت حكومة ائتلاف وطني في العام الماضي، لكن شعبيتها تراجعت بسبب فشلها في معالجة مشكلات المدينة.

وفي أكتوبر الماضي، تجمع آلاف المتظاهرين خارج مقر مجلس المدينة للتنديد بسياسات فرجينيا وإخفاقها في حل المشكلات، بما في ذلك تراكم القمامة والطرقات المليئة بالحفر.

الأسطورة الحية الطريفة التي تعتبر جزءًا مهماً من معالم روما السياحية ومحطة إجبارية في مسالك السياح تحولت إلى صراع داخلي ومنافسة بين بلدية روما والكنيسة الكاثوليكية، حول ملكية هذه النقود، وما يتعين فعله بها، خصوصاً وأن المبلغ الذي يلقيه السياح سنوياً كبير.
رفض العديد من الإيطاليين قرار استيلاء البدية على نقود نافورة تريفي مطالبين مجلس البلدية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بإعادة النظر فيه، معتبرين أنه لا يصح الحصول على الأموال التي كانت تذهب للفقراء لتجديد البنية التحتية للمدينة.

ويعود تاريخ النافورة إلى 300 سنة تقريباً، واشتهرت بتقليد رمي العملات المعدنية بعد ظهور المغني الشهير فرانك سيناترا، في مشهد أثناء إلقاء ثلاث عملات معدنية بها، في الفيلم الكوميدي الرومانسي "ثلاث عملات في النافورة" أو " Three Coins in the Fountain " الذي أنتج في العام 1954.

كما ظهرت النافورة في فيلم (لا دولشي فيتا) عام 1960، حيث صورت الممثلة أنيتا إيكبيرغ، مشهداً شهيراً وهي تغطس في النافورة.

وظهرت النافورة كذلك في بعض الأفلام العربية، أشهرها فيلم "عنتر شايل سيفه" من إنتاج العام 1983، يزور المواطن القروي البسيط "عنتر" الذي قام بدوره الممثل المصري الشهير عادل إمام روما لأول مرة في حياته، ويتعجب من إلقاء السياح أموالهم في النافورة، فيقرر النزول فيها بهدف الحصول على تلك الأموال وسط ضحكات السياح من تصرفه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard