شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
السعودية رهف: هربت من عنف أسرتها ونجت من ترحيلها من تايلند وتلقت دعم سفير

السعودية رهف: هربت من عنف أسرتها ونجت من ترحيلها من تايلند وتلقت دعم سفير

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 7 يناير 201903:50 م

لم تكن رهف محمد القنون الشابة السعودية ذات الـ19 ربيعاً اسماً معروفاً لا في السعودية ولا خارجها قبل 48 ساعة، غير أن اسمها يتصدر حالياً عناوين الأخبار.

رهف المتحصنة الآن بغرفة فندقية في مطار بانكوك، هربت قبل أيام من عائلتها التي تقضي إجازةً في الكويت وتمكنت من السفر دون "محرم” متهمة أسرتها بضربها وتهديدها بالقتل من قبل أقاربها الذكور الذين حبسوها في غرفتها 6 أشهر لمجرد قصها شعرها حسب ما غردت به.

بدأت قصة رهف حين غردت في تويتر لتعلن أنها في خطر، في البداية لم يصدقها الكثيرون لأن حسابها كان حديثاً أنشأته بهدف عرض قصتها في سلسلة تغريدات. وقالت في البداية: “أنا الفتاة الهاربة من الكويت إلى تايلند، حياتي على المحك وأنا الآن في خطر حقيقي إذا تم إرجاعي بالقوة إلى السعودية.

?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1081647421799755782&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.eremnews.com%2Fnews%2Farab-world%2Fsaudi-arabia%2F1633170

و هددت الفتاة بنشر تفاصيل تدين عائلتها حسب قولها ما لم تتوقف العائلة عن ملاحقتها عبر السفارة السعودية في بانكوك، وشركة الخطوط الجوية الكويتية التي غادرت على متنها.

وعبر تويتر  نشرت رهف صورة جواز سفرها لإثبات صدق روايتها وكتبت: "استناداً إلى اتفاقية 1951 وبروتوكول عام 1967، أنا رهف محمد، أطلب رسمياً من الأمم المتحدة أن تمنحني وضع لاجئ لأي دولة تحميني من التعرض للضرر أو القتل بسبب ترك الدين والتعذيب من عائلتي".

وأوضحت أنها هربت من عائلتها التي تقضي إجازةً في الكويت لذا تمكنت من السفر دون "محرم" كما تشترط بلادها الأم. مؤكدةً أنها فرت بسبب انتهاكات عائلتها بحقها، تمثلت في الضرب والتهديد بالقتل من أقاربها بعد حبسها في غرفتها 6 أشهر.

وقالت الفتاة لبي بي سي إنها تركت الإسلام وتخشى أن تُجبر على العودة إلى السعودية وتقتل من قبل عائلتها، في حين أكد ضابط الشرطة التايلاندي، سوراتشاتي هاكبام، أن رهف هربت خوفاً من إجبارها على الزواج، ولأنها لا تملك إذناً بدخول البلاد ولم تحصل على تأشيرة، ستقوم السلطات بإعادتها إلى الكويت.

غير أن تايلند أعلنت على نحو مفاجئ الاثنين على لسان سوراتشاتي هاكبارن رئيس هيئة الهجرة أن الفتاة السعودية رهف محمد القنون التي فرت من عائلتها السعودية قبل يومين وتسعى إلى اللجوء "لن تجبر على الترحيل بسبب المخاوف على سلامتها".

من الكويت إلى بانكوك

وصلت رهف إلى مطار سوفارنابومي في بانكوك مساء السبت 5 يناير/كانون الثاني الجاري، قادمة من الكويت ومتجهةً إلى أستراليا. غير أن ممثلاً عن السفارة السعودية صادر جواز سفرها لمنع وصولها إلى أستراليا، بحسب روايتها. وأخبرها مسؤولون سعوديون وتايلنديون أنها ستضطر إلى العودة إلى الكويت صباح الاثنين 7 يناير/كانون الثاني حيث ينتظرها والدها وأخوها.

وتحتاج المرأة البالغة في السعودية إلى تصريح من وليّ أمرها في أمور عدة من بينها السفر إلى الخارج والزواج ومغادرة السجن، وقد تحتاج موافقته للعمل أو الحصول على رعاية صحية بموجب نظام "الولاية".

تحول في الموقف التايلندي

ورغم أن مسؤولين بالهجرة في تايلند سبق وأكدوا إعادة رهف إلى الكويت إلا أن الموقف تبدل صباح الاثنين وبحسب هاكبارن "سيسمح لممثلي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الآن بمناقشة حالة القنون تلبية لمناشداتها". وجاء ذلك عقب رفض رهف مغادرة غرفتها بالفندق الذي احتجزت به وامتنعت عن مرافقة مسؤولي طيران الكويت الذين كانوا واقفين عند باب غرفتها قائلةً: " أشقائي وأسرتي والسفارة السعودية سينتظرونني في الكويت. إنهم سيقتلونني. وحياتي في خطر، وقد هددتني أسرتي بالقتل لأسباب تافهة".

أما قائد شرطة الهجرة سورخيت هاكبال فقال في وقت سابق "هي الآن تحت سيادة تايلند، لا أحد ولا السفارة يمكن أن يجبرها على الذهاب إلى أي مكان". وأضاف في مؤتمر صحافي: "سنتحدث إليها ونقوم بكل ما يلزم"، مردفاً "سنلتزم بمبادئ حقوق الإنسان في ظل سيادة القانون".

ولتايلند تاريخ طويل من إعادة المواطنين الهاربين من أنظمتهم القمعية إلى بلدانهم رغم التهديدات بحسب منظمات حقوقية. و تحتجز بانكوك منذ 27 نوفمبر الماضي وحتى الآن اللاعب البحريني الجنسية واللاجئ الشرعي لأستراليا حكيم العريبي وتسعى إلى إعادته إلى بلده الأم حيث ينتظره حكم بالسجن 10 سنوات في تهمة ينفيها، رغم مناشدات دولية وحقوقية عديدة.

 وأعلنت المحامية التايلندية المعروفة بالدفاع عن حقوق الإنسان نادثاسيري برغمان صباح الاثنين رفض التماس قدمته إلى المحكمة الجنائية في بانكوك في محاولة لمنع ترحيل رهف القنون.                

مخاوف دولية على حياتها

وتواصلت القنون مع هيومان رايتس ووتش التي قالت إن "على السلطات التايلندية فوراً إيقاف الترحيل المقرر للفتاة التي تقول إنها هاربة من العنف الأسري وخائفة على سلامتها إن أُعيدت إلى السعودية قسراً..على السلطات أيضاً السماح لها دون قيد تقديم طلب لجوء لدى مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بانكوك، واحترام قرار المفوضية بموجب صلاحية الحماية التي تتمتع بها".

وأوضحت المنظمة أن القنون عرضة لخطر الأذية في حال أعيدت إلى عائلتها. كما أنها قد تواجه "اتهامات جنائية" في السعودية من بينها عقوق الوالدين، وتتراوح عقوبتها بين إعادتها إلى منزل الوصي أو السجن، بجانب تهمة الإساءة إلى سمعة المملكة لمناشداتها العلنية المساعدة، لافتةً إلى أن هذه المحاكمة قد تنتهك حقوقها الأساسية.

وشددت المنظمة الحقوقية على أن "السعودية لديها بعض اللوائح المتعلقة بالعنف الأسري، إلا أن ولاية الأمر تصعب للغاية على ضحايا العنف طلب الحماية أو الحصول على الإنصاف القانوني للانتهاكات". وقالت: يعتبر نقل الوصاية من الأقارب المسيئين شبه مستحيل وغالباً ما تعيد ملاجئ النساء الناجيات من العنف الأسري النساء إلى المعتدين عليهن إذا وقّعوا على تعهد بعدم أذيتهن. ولا يمكن للمرأة مغادرة هذه الملاجئ دون أن يكون لها قريب ذكر لاستقبالها.

رغم أن مسؤولين بالهجرة في تايلند سبق وأكدوا إعادة رهف إلى الكويت إلا أن الموقف تبدل صباح الاثنين وبحسب هاكبارن "سيسمح لممثلي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الآن بمناقشة حالة القنون تلبية لمناشداتها"
وصلت رهف إلى مطار سوفارنابومي في بانكوك مساء السبت 5 يناير/كانون الثاني الجاري، قادمة من الكويت ومتجهةً إلى أستراليا. غير أن ممثلاً عن السفارة السعودية صادر جواز سفرها لمنع وصولها إلى أستراليا، بحسب روايتها.
قصة رهف لقت دعماً من حقوقيين حول العالم ولحسن حظها راجعت تايلند موقفها ولم ترحلها، لكن هذا السيناريو لم يكن متاحاً لغيرها من الفتيات.

وعلق السفير الألماني في تايلند عبر حسابه على تويتر قائلاً: "نتعاطف بشدة مع الفتاة السعودية رهف محمد ونتواصل مع الجانب التايلندي وسفارات الدول المعنية" فيما رجاه الكثير من المغردين منحها اللجوء إلى بلاده حفاظاً على حياتها.

أول رد سعودي رسمي

في المقابل ذكر مركز الاتصال والإعلام الجديد التابع لوزارة الخارجية السعودية صباح الاثنين في بيان أن السفارة السعودية في بانكوك: "لم تلتق الفتاة أو تتواصل معها وإنما تتواصل مع السلطات التايلندية" نافياً ما تم ترويجه بشأن سحب السفارة جواز الفتاة. معتبراً انتهاك الفتاة لقوانين الإقامة والهجرة وعدم امتلاكها تأشيرة سياحية السبب وراء توقيفها.

لكن القنون تصر على أنها تمتلك تأشيرة سفر إلى أستراليا، وأنها لم تكن تريد البقاء في تايلند. وهو ما دفع منظمات حقوقية لاتهام السلطات التايلندية بالتعنت واختلاق قصة لإعادتها للكويت ومن ثم إلى السعودية.

ولفت المركز إلى أن السلطات في تايلند تحتجز الفتاة في فندق بالمطار حتى موعد أقرب رحلة لإعادتها للمملكة. وأوضح أن السفارة تتواصل مع والد الفتاة وسيقتصر دورها على إبلاغه بموعد عودتها للبلاد. لكن نائب رئيس قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش، فيل روبرتسون، أكد في تغريدة في تويتر أن القنون "لن تغادر غرفتها حتى يسمح لها بمقابلة مسؤولين من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة" وهو ما حدث.

وعبر تويتر تعاطف الكثيرون مع رهف وناشدوا منظمات حقوق الإنسان حمايتها معتبرين أن لعنتها الحقيقية هي أنها عربية وسعودية على وجه التحديد منتقدين القمع والظلم ضد النساء.

في المقابل دعا بعض المتشددين إلى جلد الفتاة حتى تكون عبرة.

يذكر أن فتاة سعودية أخرى تدعى دينا علي السلم، 24 عاماً، أقدمت على الهرب من أسرتها وسعت إلى السفر إلى أستراليا عبر الفلبين في شهر إبريل/نيسان عام2017 لكنها أعيدت إلى السعودية ولايعرف مصيرها الآن.

ويسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تحسين صورة بلاده في الخارج بمنح بعض الحقوق للنساء أبرزها السماح لها بالقيادة وتوظيفها ببعض الإدارات وتخفيف الالتزام بارتداء العباءة والحجاب أو النقاب، إلا أن نظام ولاية الرجل على المرأة ما زال قائماً.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard