يلتحق الإيرانيون في السنوات الأخيرة بموجة الاحتفالات بالعام الميلادي الجديد في البلدان الأخرى، فيما كانت تقتصر هذه الاحتفالات في ما سبق على المواطنين الأرمن والمسيحيين في هذا البلد. فترى اليوم وأنت تمرّ في شوارع طهران كثيراً من أشجار العيد المزيّنة في واجهات المحلّات، بالإضافة إلى كثير من أدوات الزينة الخاصة بالعام الجديد في المحالّ التجارية التي تقع في بعض أحياء طهران التي يسكنها الأرمن كشوارع "بهار"، و"سنائي" و"ميرزاي شيرازي"؛ عوائلُ تشتري أشجارَ ميلادٍ، وأطفالٌ سعداء يتفرّجون أمام الواجهات المشعّة بالأحمر والذهبي والأبيض. وكطُرفة إيرانية قد ظهر هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لعازفٍ يعزف الكمنجة الإيرانية وهو مرتدٍ زيّ "بابا نوئل"! هذا وقد كانت احتفالات الإيرانيين لا تشمل إلا رأس السنة الإيرانية (عيد نوروز)، وعيد الفطر (لاسيّما في المدُن العربية)، واحتفالات أصغر كليلةِ "يَلدا"، ومولد النبي محمّد، والإمام المنتظر. التقويم الإيراني يسير وفق التاريخ الهجري الشمسي، والذي يبدأ العام فيه بعيد "نوروز" في 21 آذار، وتكون الاحتفالات الكبرى في البلد في هذه الفترة. ومن جهة أخرى، كثيراً ما يعارض الخطابُ الأصوليُّ الاحتفاءَ بالثقافية الغربية ومظاهرها ورموزها، وفي كثير من الأحيان يقع الاحتفال بعيد الميلاد جزءاً منها كما سمعنا في الأيام الأخيرة أنه حُرّم من قبل بعض المُفتين الإسلاميين في العراق، إلا أن الإيرانيين مقبلون على هذا الاحتفال بحرارة. قد يعود سبب ذلك إلى أنهم دائماً ما يبحثون عن أسباب فرحٍ وسعادة جديدة، حتى إن كانت من خارج الثقافة الإيرانية والإسلامية، كطقوس "الهولي" الهندي، و ليضفوا لمسةَ الفرح على أيّامهم التي تمرّ مؤخراً عصيبة وتحت ضعوطٍ شتّى. فهل هكذا يدفأ شتاءُ الإيرانيين بعضَ الشيء؟!
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومجميل هذا المقال الذي يفند الصديق المزيف من الصديق الحقيقي ، و لكن في الحقيقه ليس بمقال جديد فمنذ...
Ahmed Sobhy -
منذ يومينمقال رائع ومحتوي ممتاز, شكرا علي المجهود
7sab -
منذ أسبوعمقال جميل اثر فيني كثيرا.. كنت ابحث على قوقل وادخلتني الصدفة الجميلة على هذا المقال وكان سبب في...
ايدار الداغستاني -
منذ أسبوعاعتقدت يومها ان الخوف الذي يسري في دماؤنا سيزول بعد الثورة .
اليوم و بعد اكثر من عشر سنوات من...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعاتفق معك يا محمد ويا سنابل أيضاً. تخصيص الكلمة الصحيحة للفعل هو أفضل بكثير من استخدام الألفاظ...
Mohamed Lamine Benslama -
منذ أسبوعأول من وظف كلمة تنمر بالمعنى الفضفاض الذي هي عليه اليوم، هم مترجمو الأفلام والسلسلات الأحنبية...