شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
اشتباكات في الهند لليوم الثاني على التوالي بسبب دخول

اشتباكات في الهند لليوم الثاني على التوالي بسبب دخول "امرأتين" معبد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 3 يناير 201906:39 م
استمرّت المواجهات بين متشدّدين هندوس والشرطة في ولاية كيرالا بجنوب الهند، الخميس، لليومِ الثاني على التوالي بعد تحدّي امرأتين للتقاليد، بدخول معبد ساباريمالا أحد أشهر المعابد الهندوسيّة. وتسمح معابد الهندوس بدخول النساء إليها ما لم يكنَّ في فترة الطمث، ما عدا معبد ساباريمالا الذي يزوره سنوياً قرابة 50 مليون زائر وهو من أكثر المعابد الهندوسيّة قدسيّة حول العالم، إذ تُمنع النساء والبنات بين (10 -50) سنة من دخوله بشكل مطلق ومنذ قرون، وأصبح الحظر يستند إلى حكمٍ قضائي عام 1991. وبحسب المعتقد الهندوسي فإن الإله أيابا تُرك وحيداً حين كان طفلاً ووجده وربّاه أحد ملوك سلالة باندالام التي لا تزال تدير المعبد، وخرج أيابا في سنِّ الثانية عشرة من الغابة راكباً على أنثى نمر وأطلق سهماً استقرّ في الموقع الذي أُقيم فيه المعبد. ويتذرّع القائمون على شؤون المعبد والمعارضون لدخول النساء بأن طبيعة أيابا كأعزب تتطلّب مَنعَ النساء من دخول معبده، بجانب "قناعة" رجالِ دينٍ من الهندوس أن حيض المرأة "نجاسة". رغم أن المحكمة العليا في الهند ألغت الحَظْرَ المفروض قبل عقود، وساوت بين الجنسين في إمكانية دخول المعبد في 28 أيلول/سبتمبر 2018.

عنف شديد ومعتقدات "بالية"

وبدأت أعمال العنف الأربعاء في كيرالا وتسبّبت في مقتل شخص وجرح 15 آخرين عقب أنباء عن دخول امرأتين برفقة الشرطة، معبد ساباريمالا، الذي يقع على تلّة بعلوِّ 915 متر في منطقة جبليّة تضمّ محميّةً للنمور، قبيل فجر نفس اليوم. وذكر المتحدّث باسم شرطة كيرالا، برامود كومار، لفرانس برس أن: "الشخص الذي توفّي كان يُشارك في تظاهرة حزب بارتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي) يوم الأربعاء وأُصيب بجروح إثر إلقاء حجارةٍ على المتظاهرين. لافتاً إلى أن إصابته كانت بالغة وأدّت إلى وفاته بعد ساعات قليلة فيما أصيب 15 شخصاً آخراً على الأقل في حوادث متفرقة بأنحاء الولاية. وكانت وسائل إعلام محليّة قد أكّدت إصابة المتظاهرين المنتمين للحزب الحاكم بزعامة نارندرا مودي، بحجارة رُشِقَتْ عليهم من مكتب محلي للحزب الشيوعي الحاكم في الولاية. ووصف بي.إس سريدهاران بيلاي رئيس حزب بهاراتيا جاناتا في كيرالا ما فعلته الامرأتان بـ "المؤامرة من الملحدين لتدمير المعابد الهندوسيّة" وقال إن حزبه "سيدعم الكفاح ضدّ تدمير الشيوعييّن لعقيدتنا" وأردف: "على كلّ المؤمنين التقدّم للاحتجاج على ذلك". أما كيه. سودهاكاران، مسؤول في حزب المؤتمر بالولاية نفسها، فقال في بيان: "هذه خيانة.. على الحكومة أن تدفع ثمنَ كسر التقاليد". تعليقاً على موقف حكومة كيرالا التي تديرها أحزابٌ يساريّة من السماح للنساء بدخول المعبد في حماية الشرطة.

جدار نسوي ضدّ التمييز

ومنذ أن سمحت المحكمة للنساء بدخول المعبد، اصطدمت جهود متكرّرة لهن بالدخول بقمعٍ مضاد من جانب المتشدّدين الهندوس.
وكانت امرأتان حاولتا دخول المعبد 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكنهما أُجبرتا على العودة بسبب المتظاهرين الرافضين دخولهما أمام المعبد. وقال مسؤولو المعبد إن النساء "دَنَّسنَ" المعبد، ما اضطرّهم لإغلاق الحرم لمدّة ساعة لأداء "طقوس التطهير"، لكنّ كبير مسؤولي المعبد قَبِلَ أن يُعاد فتحه مرة أخرى. ويوم الثلاثاء، شكّلت ملايين النساء سلسلةً بشريّةً بطول 600 كم في أنحاء كيرالا دفاعاً عن قرار المحكمة ومطالبةً بتطبيقه. وقال الحزب الشيوعي الهندي الحاكم للولاية إن قرابة 5.5 مليون سيّدة شاركت في تكوين "جدار النساء". واضطرّت الشرطة لاستخدام الغاز المُسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتيّة لتفريق المحتجّين الأربعاء. واستمرّ التوتر، الخميس، وأكّدت الشرطة نشرَ تعزيزات في أنحاء الولاية، في حين تحدّثت وسائلُ إعلامٍ محليّةٍ عن تعرّض أربعة أشخاصٍ للطعن خلال صدامات بأنحاء الولاية. في الأثناء أيضاً، تعرّض صحافيون لاعتداءات في مدينة بالاكاد خلال تغطيتهم تظاهرة نظّمها حزب الشعب الهندي والمنظّمة القوميّة للمتطوّعين (راشتريا سواياسيفاك سانغ) وهي جماعة هندوسيّة متشدّدة  والمنظّر العقائدي لحزب مودي. كما فرّقت الشرطة متظاهرين في مدينة كوجيكوديه الساحليّة بالغاز المُسيل للدموع بعد أن حاولوا فرض إغلاقٍ دعا إليه كبار القائمين على معبد ساباريمالا. واتهم رئيسُ حكومة ولاية كيرالا بينارايي فيجايان حزبَ الشعب الهندي (باراتيا جاناتا) و"المنظّمة القوميّة للمتطوّعين" بالسعي لتحويل الولاية إلى "ساحة معركة". فيجايان دافع عن موقف حكومة الولاية قائلاً للصحافيين: "كلّ ما فعلته الشرطة هو توفير الحماية لهما (السيدتين) تطبيقاً لقرار المحكمة العليا". لافتاً إلى أن 79 حافلة تابعة للولاية تعرّضت لأضرار في أعمال العنف التي حدثت الأربعاء. وأضاف: "تمَّ استهداف النساء خصوصاً اللواتي شاركن في "جدار النساء" وصحافيون ومعدّاتهم .. هوجموا. حتى الشرطة لم تفلت".
استمرّت المواجهات بين متشدّدين هندوس والشرطة في ولاية كيرالا بجنوب الهند، الخميس، لليومِ الثاني على التوالي بعد تحدّي امرأتين للتقاليد، بدخول معبد ساباريمالا أحد أشهر المعابد الهندوسيّة.
ورغم حماية الشرطة للنساء أثناء دخول المعبد، قال حاكم الولاية نارندرا مودي: "إن المسألة متعلّقة بالتقاليد"، في إشارة إلى أنه يؤيّد الحظر. وأضاف: "بعض المعابد لديها تقاليدها حيث لا يمكن للرجال دخولها، والرجال لا يتوجهون إليها". وتعارض جماعات هندوسيّة عديدة قرارَ المحكمة العليا بالسماح للنساء بدخول المعبد "بشدّة" ويدعمها في ذلك رئيس الوزراء الهندي القومي. وحجّتهم في ذلك أن تجاهل المحكمة للمعتقدات من المحتمل أن يسبّب أعمال عنف. وكانت مراهقة، في الرابعة عشرة من عمرها، من قرية صغيرة في ولاية تاميل نادو الهنديّة الجنوبيّة، قد توفيت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إثر إعصار “غاجا”، بعد أن تُركت تنام وحيدة في كوخٍ لأنها كانت "حائض" إذ تَعتبر الأُسر فتياتها دنساً في تلك الفترة وتجبرهنّ على النوم بعيداً، وسبّبت وفاتها صدمةً دفعت الكثيرين للمطالبة بالتخلّي عن الأفكار البالية التي لا تراعي أي إنسانيّة. يُذكر أن قرار المحكمة العليا في الهند جاء بعد قرارات مماثلة بإلغاء الحظر المفروض على مثليي الجنس والزنا في العام الماضي، ويُنظر في الطعن عليه 22 يناير/كانون الثاني الحالي.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard