شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
دعاوى قضائية تلاحق مفتي العراق بسبب فتواه في تحريم تهنئة المسيحيين

دعاوى قضائية تلاحق مفتي العراق بسبب فتواه في تحريم تهنئة المسيحيين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 31 ديسمبر 201802:15 م

رفعت 63 عائلة عراقية مسيحية الأحد، دعوى قضائية ضد مفتي أهل السنة في العراق مهدي الصميدعي لإصداره فتوى تحرّم احتفال المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية، قائلاً إنه لا يجوز الاحتفال برأس السنة ولا تقديم التهنئة للمسيحيين.

وأرجع الصميدعي أساس تحريم الاحتفال بأعياد المسيحيين إلى ما قال إنه فتاوى لكبار رجال الدين ومنهم ابن القيم الذي يعتبر المشاركة في أعياد المسيحيين "شركاً بالله".

ونشرت مواقع عراقية محلية صورة من الدعوى القضائية المرفوعة ضد المفتي حملت فيها العوائل المسيحية الصميدعي "مسؤولية تعرض أي عائلة مسيحية للتهديد أو الترحيل القسري".

وكان الصميدعي، قد أصدر الجمعة الماضية فتوى قال فيها إن "الاحتفال بأعياد أبناء الديانة المسيحية لا يجوز شرعاً"، وهي الفتوى التي اعتبرتها العوائل المسيحية طائفية "تشق وحدة الصف العراقي واللحمة الوطنية والسلم الاجتماعي بين أبناء المكونات العراقية".

وأمر الصميدعي المصلين في خطبة الجمعة في جامع أم الطبول وسط بغداد: "لا تشاركوا النصارى الكريسماس، لأن هذا معناه أنكم تعتقدون بعقيدتهم".

واعتبرت العوائل المسيحية فتوى المصيدعي تحريضاً غير مباشر ضدهم، وقالوا في دعواهم: "في حال تعرضت أية عائلة مسيحية في بغداد والمحافظات إلى تهديد أو ترحيل قسري فنحمل الصميدعي كافة المسؤولية بخصوص ما سيحدث لأبناء المكون المسيحي".

 وأدانت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق في بيان رسمي نشرته على موقعها الإلكتروني  السبت، فتوى الصميدعي بحق تحريم أعياد ثاني أكبر الديانات في العراق بعد الإسلام، وجاء في البيان: "المعروف عن رجل الدين من أي دين كان أن يدعو إلى الأخوة والتسامح والمحبة وليس إلى الفرقة والفتنة".

واعتبرت الكنيسة أن "من يتبنى هذا الخطاب هو شخصية غير مكتملة، ومن المؤسف أن نسمع هكذا أدبيات مستهلَكة بين حين وآخر"، وطالبت الكنيسة الكاثوليكية الحكومة العراقية بالتحرك ضد هذا النوع من الفتاوى "ومقاضاة مروجيها خصوصاً عندما تصدر من منابر رسمية".

وتسببت فتوى الصميدعي في جدل واسع في بلد واجهت فيه الأقليات الدينية تهديدات من تنظيمات متطرفة السنوات الأخيرة أخطرها "داعش" الذي لم يكتفِ بقتل المسيحيين وطردهم بل صادر بيوتهم وسرق ممتلكاتهم.

وفي السنوات الأخيرة هاجر قسم كبير من مسيحيي العراق إلى الخارج، كما فر آخرون من قراهم ومدنهم إثر موجة العنف التي ارتكبها "داعش" واتخذت مساراً يهدد وجودهم بلغ حد إجبارهم على الاختيار بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية، بحسب شهادات مسيحيين فروا من الموصل قبل تحريرها في العام 2017.

في ديسمبر من العام 2017 احتفل مسيحيو مدينة الموصل العراقية بأول قداس عيد ميلاد منذ دحر تنظيم داعش المتطرف عن المدينة، التي استعادتها القوات العراقية في يوليو من العام 2017.

أدانت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق في بيان رسمي نشرته على موقعها الإلكتروني السبت، فتوى الصميدعي بحق تحريم أعياد ثاني أكبر الديانات في العراق بعد الإسلام، وجاء في البيان: "المعروف عن رجل الدين من أي دين كان أن يدعو إلى الأخوة والتسامح والمحبة وليس إلى الفرقة والفتنة".
مركز الأزهر للفتوى الألكترونية قال إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم تتفق مع مقاصد الدين الإسلامى وتبرِز سماحته ووسطيته، ومن شأنها "تزكية روح الأخوة فى الوطن والحفاظ على اللحمة الوطنية ووصل الجار لجاره ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات".

اعتراض "إسلامي" على فتوى الصميدعي

ومن جانبه اعترض كل من ديوان الوقف السني (مؤسسة رسمية تعنى بتنظيم الأمور الدينية للسُنة)، والمجمع الفقهي لأهل السنة في العراق، (المرجعية الشرعية لأهل السنُة)، على فتوى الصميدعي وأعلنا في بيانين منفصلين رفضهما للفتوى مؤكدين على جواز تهنئة غير المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية.

وكان مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، ومقره القاهرة، قد أصدر بياناً، الأحد، تناول فيه حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وقال المركز: "دعا الإسلام إلى قيم التعايش والتسامح والاحترام، وربى أتباعه على ذلك، وهى قِيَمٌ لا تتنافى مطلقًا مع اعتزاز كل صاحب دين بدينه، وتمسكه به، فكلما ازداد المسلم فهمًا للإسلام ازداد احترامًا لغيره".

وتابع المركز أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم "تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم، كما أنها تدخل فى باب لين الكلام وحسن الخطاب، وجميع هذه الأمور أمرنا الله عز وجل بها مع الناس جميعاً دون تفرقة".

وقال البيان إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم تتفق مع مقاصد الدين الإسلامى وتبرِز سماحته ووسطيته، ومن شأنها "تزكية روح الأخوة فى الوطن والحفاظ على اللحمة الوطنية ووصل الجار لجاره ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات".

وبحسب إحصاءات رسمية كان عدد المسيحيين العراقيين قبل الغزو الأمريكي نحو مليون ونصف نسمة، تقلص اليوم إلى أقل من 300 ألف مسيحي.

ويوم 10 ديسمبر الجاري، وجه البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، رسالة إلى رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، طلب فيها إقرار أول يوم من عيد الميلاد عطلة رسمية في العراق، لكن لم يحدث هذا لأسباب لم يعلنها مجلس النواب.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard