شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
داخل الكرتونة ترقد مولودة

داخل الكرتونة ترقد مولودة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 22 ديسمبر 201812:36 م
في كرتونةٍ بعرض سنتيمترات، مُغلقةٍ بشريطٍ أبيضَ لاصق، تَسَلّم أهل مولودة متوفاة في لبنان جثّتها ملفوفةً في كيس أزرق رقيق. الصورة تناقلتها المواقع قبل يومين وسط غضب عارم، لا سيما أن عدداً من رواد مواقع التواصل رجحَ أن يكون عدم قدرة والديها على دفع ثمن تابوت ترقد فيه بسلام هو السبب. توفيت المولودة بعد ساعة من مولدها في مستشفى "الحياة" اللبناني، وانهالت التعليقات الغاضبة لإرسال المستشفى جثة المولودة بتلك الطريقة، كما لو "كانت سلعة" يقول بعض رواد مواقع التواصل. المستشفى دافع عن طريقة تسليمه جثة المولودة قائلاً إن لبنان ليس الوحيد الذي يقوم بإجراء مُماثل، قائلاً في بيانه "عالمياً وفي لبنان"، تقوم جميع المستشفيات بتسليم الطفل المتوفي إلى أهله ملفوفاً بـ "شرشف" في حال إحضار تابوت، بينما يُسلّم في "علبة مغلقة بإحكام، احتراماً لحرمة الموت"، في حال عدم إحضار تابوت، لكي يهتم الأهل بـ "مراسم الدفن وفق معتقداتهم الدينية"، بحسب بيان المستشفى. ولفتت إدارة مستشفى "الحياة" إلى أنها لا تتقاضَى أيَّ مبلغ مُقابل مكوث الطفل في ثلاجة الموتى، كما أنها" تفسح المجال أمام الأهل لممارسة طقوسهم الدينية ضمن حرم المستشفى"، مُشيرة إلى أنها بصدد تقديم شكوى جزائية عن "جرم ترويج أخبار كاذبة بحقها" في إشارة إلى ما تم تداوله من تعليقات بشأن تلك الصورة.

"دفنتها دون أن أثير بلبلة"

لا تزال مواقع التواصل تنقل حادثة "الرضيعة في الكرتونة"، منتقدة تجرد المشافي من الإنسانية وتبجيلها المال على الأرواح وكرامة الموتى لا سيما الأطفال والرضع منهم. وكشف والد الرضيعة، عباس ضيا، في حوارٍ له مع صحيفة "النهار" اللبنانية، أنه "لم يفتعل من الحادثة خبراً أو ضجةً"، فقام بدفنها دون أن يثير بلبلة. أضاف: "عمرها قصير وكنا عارفين أنو بدا تموت"، مُشيراً إلى أنه تفاجأ بـ"تضخيم" الموضوع وإثارته إعلامياً، مؤكداً أن "الطفلة راحت وما في شي تاني بينقال". وكشف أن الرضيعة كانت تعاني من تشوهات خلقية مذ كانت جنيناً، قائلاً "كنا على يقين أن الطفلة في حالة خطيرة وقد نخسرها قبل ولادتها". وفي حديثه مع الصحيفة اللبنانية، لفت إلى أن المستشفى استقبل زوجته على نفقة وزارة الصحة، وقام الأطباء بـ "ما يلزم" لكن المولودة فارقت الحياة سريعاً بعد ساعة من مولدها في الـ 14 من ديسمبر الحالي. بدورها قالت الأم إن طفلتها وُضعت بكرتونة طبية، مُشيرة إلى أن مستشفى "الحياة" الوحيد الذي استقبلها، وأكدت "ما صدر منن (منهم) شي غلط نهائياً، ولو في شي غلط، احنا ما عنا مهاونة ببنتنا". 
/ راجت القصة عندما نشر صحافي "سكاي نيوز عربية" هيثم خوند عبر صفحته على فيسبوك صورة للجثة التي وُضعت في الكرتونة، لافتاً إلى أنه بعد حديثه مع المدير الطبي للمستشفى، الدكتور ملحم صابر، تبين له أن رغم قسوة تسليم الجثة بهذا الشكل، يبقى "أفضل وأرحم من تسليم جثة الطفل على مرأى من الجميع"، مُضيفاً "الفقر هو المجرم الحقيقي في كل الروايات... لقمة تذل طالبيها".
فيما لا تزال مواقع التواصل تنقل حادثة "الرضيعة في الكرتونة"، منتقدة تجرد المشافي من الإنسانية وتبجيلها المال على الأرواح وكرامة الموتى، قال والد الرضيعة إنه تفاجأ بـ"تضخيم" الموضوع وإثارته إعلامياً.
المستشفى دافع عن طريقة تسليمه جثة المولودة قائلاً في بيانه "عالمياً وفي لبنان"، تقوم جميع المستشفيات بتسليم الطفل المتوفي إلى أهله ملفوفاً بـ "شرشف" في حال إحضار تابوت، بينما يُسلّم في "علبة مغلقة بإحكام، احتراماً لحرمة الموت"، في حال عدم إحضار تابوت.
يقول ناشط اجتماعي في مجال مساعدة اللاجئين في طرابلس إن الفلسطينيين، إلى جانب أنهم "ضحايا خفض ميزانية الأونروا"، فهم أيضاً "ضحايا الدولة اللبنانية" لعدم شمولهم ضمن خطط الرعاية الصحية على أراضيها.

لو كان الفقر رجلاً 

حادثة "الكرتونة" جاءت بعد أيام قليلة من حادثة وفاة ابن مخيم نهر البارد في لبنان، اللاجئ الفلسطيني محمد وهبة، البالغ من العمر 3 سنوات. وقال والداه إنه كان بحاجة لإجراء عملية جراحية تبلغ كلفتها 25 ألفَ دولارٍ أمريكي، لكن قبل وفاته بثلاثة أيام، دخل في غيبوبة استدعت نقله إلى العناية المشددة، غير أن مستشفيات لبنان رفضت استقباله بدعوى "عدم وجود سرير وعدم توفر تكاليف العلاج لدى ذويه". وبعدما نجحت مُحاولات روّاد التواصل الاجتماعي في الضغط لتأمين سرير له في وحدة العناية الفائقة بمستشفى طرابلس الحكومي، توفي الطفل، لتثار التساؤلات "من المسؤول عن وفاته؟" خاصةً بعدما أكد أهل محمد أنهم ناشدوا وكالة الأونروا ومؤسسة الضمان الفلسطيني ووزير الصحة اللبناني غسان حاصباني للمساعدة، دون جدوى.
"نحن الفلسطينيّة ما حدا بيتطلّع فينا. نحن مغضوب علينا"، قالت جدّته، فيما أطلق روّاد التواصل وسم #محمد_مجدي_وهبة و#محمد_وهبة على تويتر مُعربين عن حُزنهم بوفاة محمد الطفل الفلسطني واللاجئ.
?s=21

ضحايا خفض ميزانية الأنروا

يقول الناشط الاجتماعي في مجال مساعدة اللاجئين في طرابلس، خالد الحسين، إن الأونروا كانت الجهة المسؤولة أولاً وأخيراً عن معالجة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلا أنها قلصت خدماتها مؤخراً، ما انعكس بشكل سلبي على الفئات الأكثر فقراً وضعفاً في صفوف اللاجئين الفلسطينيين، مُوضحاً أن الوكالة تتكفل بنحو 60% من قيمة العلاج اليوم، بعد أن كانت تُغطيه كاملاً في السابق. ولفت الحسين إلى أن الفلسطينيين، إلى جانب أنهم "ضحايا خفض ميزانية الأونروا"، فهم أيضاً "ضحايا الدولة اللبنانية" لعدم شمولهم ضمن خطط الرعاية الصحية على أراضيها، ما يُعيدنا إلى استذكار الحملة التوعوية ضدّ سرطان الثدي التي أطلقتها وزارة الصحة اللبنانية، أكتوبر الماضي فشملت السيدات اللبنانيات  فقط لإجراء فحص مجاني بالأشعة لسرطان الثدي في المستشفيات الحكومية، وبسعر 40 ألفَ ليرة (نحو 26 دولاراً) في المستشفيات الخاصة المشاركة في الحملة.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard