شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هذه النائبة السويدية المحجبة تتحدى ميثاق الهجرة

هذه النائبة السويدية المحجبة تتحدى ميثاق الهجرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 22 ديسمبر 201804:00 م

هي أول نائبة سويدية محجبة، كان لفوزها في الانتخابات البرلمانية، وقع المفاجأة. اسمها ليلى علي علمي، انتخبت عن حزب البيئة، لها من العمر 30 عاماً، نشأت في مدينة غوتنبرغ التي قدمت إليها من الصومال وهي في عمر السنتين. ليلى علي علمي، أول مسلمة ومحجبة في البرلمان السويدي، لم تكتف بتحدي اليمين المتطرف بل أعلنت الاثنين أنها صوتُ المتضررين من ميثاق الهجرة.

لموضوع الهجرة أهمية قصوى بالنسبة لليلى فهي تعي جيداً آثار ميثاق الهجرة في تقليص فرص الراغبين بتأمين حياة جديدة في القارة الأوروبية، وسبق وصرحت فور انتخابها بتحدٍ: "لقد تسبب انتخابي في ردود فعل كثيرة من العنصريين...لم يكونوا مستعدين فعلاً لذلك، لكنني هنا”.

 ميثاق الهجرة الذي صوتت عليه 164 دولة في ديسمبر الجاري في مراكش المغربية، وانسحبت منه الولايات المتحدة في العام الماضي، يضم 23 هدفًا لتحسين إدارة الهجرة على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية. أدى الميثاق إلى انقسامات كبرى في أوروبا، حيث أثارت كل من بلغاريا وسلوفاكيا وبلجيكا والنمسا والجمهورية التشيكية والمجر وبولندا المخاوف بشأن القيود المحتملة على قدرتها على صياغة سياسات الهجرة الخاصة بها.

قامت ليلى في حملتها الانتخابية بالتركيز على القضايا الخاصة بضاحية أنجيرد حيث ترعرت، وهي ضاحية التي يمثل المهاجرون فيها النسبة الأكبر من السكان، حيث تحضر فيها بقوة قضايا البطالة والعزل والفصل العنصري.

"أريد تحقيق عدالة أكثر في سوق العمل، وإعطاء فرص للعاطلين عن العمل لفترات طويلة، وكذلك تأمين مقاعد تعليم. أنا نفسي نشأت في الضواحي المتضررة (المهمشة) لذلك أريد أن يكون هناك مساواة واضحة بتوزيع الفرص” هكذا صرحت ليلى فور فوزها.

بلهجة واثقة تقول ليلى "لقد تسبب انتخابي في الكثير من ردود الفعل من العنصريين، لكنني هنا وعليهم أن يعلموا ذلك وسأحارب قوانين بأني محجبة واستطعت الفوز لدخول البرلمان السويدي، الحجاب لا يحدّ من طموح الفتيات لبناء مستقبل مهني واجتماعي، بالحجاب أو دونه يمكن بناء المستقبل. تنصح ليلى الفتيات المهاجرات بالثقة بأنفسهن “أولاً وأخيراً”.

"أريد تحقيق عدالة أكثر في سوق العمل، وإعطاء فرص للعاطلين عن العمل لفترات طويلة، وكذلك تأمين مقاعد تعليم. أنا نفسي نشأت في الضواحي المتضررة (المهمشة) لذلك أريد أن يكون هناك مساواة واضحة بتوزيع الفرص” هكذا صرحت ليلى فور فوزها. 

فوز مفاجئ وعزيمة ثابتة

فوز ليلى عن حزب البيئة لم يكن وارداً على الإطلاق فلقد كان يسبقها مرشحون آخرون عن الخضر وكان ترتيبها 21 ضمنهم. لم تكن قيادية في الحزب في دائرتها بل كانت تنوب أعضاء المجلس البلدي. انضمت عام 2014 لحزب البيئة، وعملت مترجمة لنقل معاناة المهاجرين الصوماليين. مرت ليلى بصعوبات في دراستها وانقطعت عن أسرتها فترة ثم عادت إلى كنفها. إنها تعي جيداً الهزات الاجتماعية كما النفسية.

حرب ليلى المعلنة ضد ميثاق مراكش، سبقته احتجاجات عنيفة ضد الميثاق الأحد الماضي في بروكسيل عاصمة الاتحاد الأوروبي شارك فيها أكثر من 5 آلاف محتج حسب الشرطة التي استخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لقمع المتظاهرين بعد حذفها بالحجارة.

وفي السويد يخشى المهاجرون من تصاعد حظوة اليمين المتطرف، يطالب جزء منهم بزن تصادر السويد تصاريح العمل التي تمنحها للأجانب.

وأظهرت إحصائية حديثةدأجرتها مؤسسة الإحصاء الحكومية في السويد، أن عدد الأشخاص المنحدرين من أصول مهاجرة في السويد، يقدر بمليونين و400 ألف شخص. ويمثل المهاجرون 24 ٪ من سكان السويد  التي تعدّ 10 ملايين نسمة.

وتشير أرقام مكتب المهاجرين السويدي، إلى أن أكثر من مليون ونصف مليون شخص من أصل مليونين و400 ألف مهاجر في السويد، يحملون الجنسية السويدية.

واستقبلت السويد العام الماضي، 69 ألف لاجئ من 160 بلدا، تصدرهم السوريون بـ4 آلاف و106 أشخاص.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard