شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"مين الفِلتان؟ المُغتَصَبة أم المُغتَصِب؟"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 6 نوفمبر 201812:56 م
"بتتعاطي؟"، "شربانة؟"، "هيئتها من واحد لواحد"، "مبينة خبرة بس"، "في وحدة بتظهر مع شب هيك؟"، "مبينة فلتانة". هكذا اغتصبوا منال، للمرة الثانية والثالثة والثامنة. منال تؤدي دورَ الضحية المغتَصبة في الحملة التي أطلقتها منظمة "أبعاد" اللبنانية بعنوان "مين الفِلتان؟ المُغتَصَبة أم المُغتَصِب؟"، للمُطالبة بمحاكمة المغتصب، أياً كان، وخلقِ رأيٍّ عام داعم للضحية بدل أن يكون الحاكم الجلّاد.
تلقى اللبنانيون الأيامَ القليلة الماضية، رسائلَ "أس أم أس" مُرسلة من قبل "فلتانة" تتساءل "مين الفلتان؟". كانت الرسالة مشوّشةَ المعنى حتى أطلقت "أبعاد"، الاثنين، بالشراكة مع وزارة الدولة لشؤون المرأة والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية فيديو يرصد ردَّ فعل الشارع اللبناني ضمن تجربة واقعيةٍ اجتماعية تجاه الفتاة المغتصبة ضمن حملة الـ16 يوماً العالمية للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات.
/ "هدفُ الحملة هو الضغط باتجاه تشديد العقوباتِ وتسريع محاكماتِ المعتدين في جرائم العنف الجنسي والاغتصاب وتغيير نظرة المجتمع التي توصم المرأةَ المغتصَبة بالعار وتدفعها إلى التستر على الجريمة، الحملة تريد خلقَ خلق رأيٍّ عام داعم يدين فعلَ الاغتصاب كجريمة تستوجب العقوبة الرادعة"، تقول مديرة المنظمة غيدا عناني في بيان لها. أعربت غيدا عن أسفها من ردود الأفعال، لافتة إلى أن شريحةً كبيرة من المجتمع تجهل كيفيةَ التعامل مع الفتاة المغتَصَبة، ما ينعكس على المستوى الصحي والنفسي والاجتماعي للضحية بشكلٍ "مُدمّر"، لافتة إلى أن الحكم الظالم على الضحية يدعمُ ثقافةَ الصمت والتستر. "يجب التصدي لهذه الظاهرة عبر تعزيزِ الوعي المجتمعي الداعمِ لضحايا الاغتصاب، والمطالبِ بإحقاق العدالة والقصاص من المجرمين بعقوبات رادعة"، تؤكد غيدا.
"بتتعاطي؟"، "شربانة؟"، "هيئتها من واحد لواحد"، "مبينة خبرة بس"، "في وحدة بتظهر مع شب هيك؟"، "مبينة فلتانة". هكذا اغتصبوا منال، للمرة الثانية والثالثة والثامنة.
شكّ البعضُ من مشاهدي الفيديو بمصداقية التجربة الواقعية الاجتماعية، لرصد "أصوات" الناس بطريقة غير منطقية إلى حدٍّ ما، كانت أشبه بتعليق بالصوت أُضيفت للفيديو خلال مرحلة المونتاج. هل أقنعكم ردّ منظمة "أبعاد"؟

تمثيل بتمثيل؟

"منال كانت عم بتمثل، بس ردّات فعل الناس حقيقية" شكّ البعضُ من مشاهدي الفيديو بمصداقية التجربة الواقعية الاجتماعية، لرصد "أصوات" الناس بطريقة غير منطقية إلى حدٍّ ما، كانت أشبه بتعليق بالصوت أُضيفت للفيديو خلال مرحلة المونتاج. من بينهم الممثلُ اللبناني عبّاس جعفر الذي تساءل "في واحد عالبلكون سبّ كمان بس ما كان مركّب مايك. مين الفلتان؟ يلّي سجّل مسبات voice over؟ يلّي حضر وصدّق؟ أو أنا؟" أما المُخرج ناصر فقيه، فاعتبر أن "الموقف كلّو غلط" بغض النظر عن هدفه الجيّد، مُتسائلاً "هل المطلوب من ضحية اغتصاب انو تمشي بالشارع بالليل وتخبِّر الناس انو اغتُصِبت؟ هل هيدا موقف طبيعي؟". كذلك، علّقت الإعلامية نانسي صابح قائلةً "في الواحد يعمل دعاية "توعوية" بس مش ضروري لنوعّي المجتمع نلعنو! كيف المنطق؟ تعميم الجهل ما بيخدم القضية". بدورها ردّت منظمةُ أبعاد على "التعميم" لافتة إلى أن "للأسف الأغلب كانوا هيك" مُضيفة ‎"حملات التجارب الاجتماعية هيّ نوع معروف حول العالم، الهدف منها تكشف الواقع متل ما هوّي". وفيما يتعلق بتسجيل الصوت، قالت إن وضوحه يعود إلى أن الممثلةَ كانت بالقرب منهم، إضافة إلى وجود 3 أشخاصٍ من فريق الإنتاج بين الناس بميكروفوناتٍ خفيةٍ لالتقاط الصوت بوضوح. ‎أما التصوير، لفتت إلى وجود خمسِ كاميراتٍ وُضعت بأماكنَ خفيةٍ: "على شرفات بيوت حكينا معن مسبقًا، بسيارات بالشارع، ووحدة منن بشتلة موجودة هونيك"، كما قالت إن الفيديو القصير تطلب "أشهر من التحضير التقني واللوجستي". تُشير الأرقام إلى أن واحدةً من بين كل أربع نساء في لبنان تتعرض للاعتداء الجنسي، 49% منها تتم من قبل أحدِ أفرادِ الأسرة أو من المعارف والمحيطين بالنساء. وبحسب إحصاءاتِ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، 13 امرأةً في لبنان فقط يبلغن شهرياً عن تعرضهن لاعتداءٍ جنسي أي بمعدل ثلاثِ نساء أسبوعياً. تأتي حملة "مين الفِلتان؟ المُغتَصَبة أم المُغتَصِب؟" استكمالاً لجهود المنظمة للتصدي لجريمة الاغتصاب بدأتها عام 2016 مع حملة "الأبيض ما بغطي الاغتصاب: اِلغوا المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني" احتجاجاً على المادة 522 التي كانت تعفي المغتصِبَ من العقوبة في حال تزوجَ من المغتصَبة، ونجحت المنظمة في إلغاء تلك المادة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard