شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"لن تقيدوا عقولنا"... كويتية تُحارب منع الكتب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 4 نوفمبر 201801:07 م
حين سَأَلَتْ عضو هيئة التدريس في كلية الحقوق بجامعة الكويت فاطمة المطر وزيرَ الإعلام الكويتي محمد الجبري عن سبب منعِ ما يُقارب 4500 كتابٍ، أجابها "شلون أسمح بكتاب يتكلم عن أشياء تصير بغرفة النوم؟"، فردّت مطر "إذا كنتَ تقصد الجنسَ فهو مذكورٌ في الكتب السماوية، وفقهاء المسلمين تكلموا عنه، ولا يوجد روايةٌ بعد العصر الفيكتوري، لم تتكلم ولو بإيحاء عن الجنس". لا زالت المُطالباتُ الشعبية والأكاديمية الرافضة للرقابة على الكتب مُستمرةً في الكويت، من ضمنها ما قامت به المطر (38 عاماً) مع ابنتها، 12 عاماً، مؤخراً. Inline_KuwaitBannedBooks من غرفة المعيشة في منزلها، نشرت "بي بي سي" صورةً لها برفقة ابنتها، حاملتين لافتتين كُتب على إحداهما "لا للرقابة، لا لمنع الكتب… لن تقيدوا عقولنا"، بينما تقول الأخرى عبارةً مقتبسةً عن الكاتبة البريطانية فرجينيا وولف "أقفل المكتباتِ الخاصةَ بك إذا أردت. لكن لا يوجد بوابةٌ، ولا قفل، ولا برغي بإمكانه تقييدُ حرية عقلي"، في حركةٍ احتجاجية على منع آلاف الكُتب في الكويت من بينها دواوين لنزار قباني، ورواية "فئران أمي حصّة" للكويتي سعود السنعوسي، الحاصل على جائزة بوكر العربية، كما "ثلاثية غرناطة" للروائية رضوى عاشور، و"مائة عام من العزلة" لجابريل ماركيز. أطلّت المطر بصورةٍ أُخرى لاحتجاجها، الجمعة، عبر حسابها على إنستغرام، استغنت فيها عن اللافتات، وحملت هذه المرة لوحةً "بيضاء"، بينما حملت ابنتُها كتاباً تخلو صفحاته من الكلام، والعبارات، مُتسائلة: ما رأيك بهذه اللوحة؟ ما رأيك بهذا الكتاب؟ وقالت "بالضبط! لا يوجد شيءٌ. مجرّد فراغ! هذا ما يحصل عندما تقيّد السلطةُ في الكويت حريّةَ التعبير!" https://www.instagram.com/p/BprJ7rIgY9X/?utm_source=ig_twitter_share&igshid=zrhplmlqxfvq تطرقت المطر هُنا إلى أساس المُشكلة التي تندرج تحتها منع الكتب، وهي الخلل التي تشهده الكويت فيما يتعلّق بحُرية الرأي والتعبير، قائلة "كم من تغريدة حُفِظت في ملف "الدرافت" (Draft) خشيةً من سوء فهم السلطة لها؟ كم من لوحة فنيّة جميلة ممنوعة من العرض، 4590 كتاباً ممنوعاً، بحوث علمية لن تُنشر، نصوص مسرحية لم ترَ النور، أفلام من إنتاج مخرجين كويتيين محظورة!" وأضافت "إذا لم ندافع عن حقنا في التعبير، فلن يتبقى لنا شيءٌ. السلطة تريدك أن تأكل وتستهلك وتزيد التاجر الثري ثراءً وتصمت. تريدك صامتاً، غبياً، سطحياً، لا تريدك أن تفكر، لا تريدك أن تعبّر، تريدك بلا فِكر وبلا رأي". وأنهت رسالتها بـ"قاوم!"

"يمكننا الوصول بسهولة للكتب الممنوعة عبر الإنترنت، لكن الموضوع مسألة مبدأ"

قال وكيل وزارة الإعلام المساعد لقطاع الصحافة والنشر والمطبوعات محمد العواش، إن مُقابل منع نحو 4000 في الكويت في الخمس سنوات الأخيرة، هُناك 208000 كتابٍ متوفرةٌ في المكتبات، "ما يعني أن نسبة المنع لم تتعد 2%". وأوضح أن وزارة الإعلام مجرّد منفذٍ للقانون الذي تم تشريعه في مجلس الأمة، وأضاف "أقصى ما يمكنننا أن نقوم به هو أن نعيّن معظمَ أعضاء لجنة الرقابة على الكتب ولجنة التظلمات من متخصصين خارج الوزارة ضماناً للحياد".
حين سَأَلَتْ فاطمة المطر وزيرَ الإعلام الكويتي عن سبب منعِ ما يُقارب 4500 كتابٍ، أجابها "شلون أسمح بكتاب يتكلم عن أشياء تصير بغرفة النوم؟" لكنها ما زالت مُصرّة… تعرفوا إلى ما قامت به
ما رأيك بهذه اللوحة؟
لكن المطر تذكر بسهولة وصولِ القراء للكتب الممنوعة عبر الإنترنت، لكنها توضّح "الموضوع مسألة مبدأ"، بات الاحتجاج فيه ضرورياً لأن "إذا سمحنا للسلطات بهذا القمع الفكري فستكون بدايةً لسلسلة من القوانين القمعية الأخرى"، بحسب قولها. اشتهرت فاطمة المطر إعلامياً عام 2012، عندما رُفعت ضدها قضيةٌ اتهمت فيها "بالعيب في الذات الأميرية" على خلفية نشرها تغريدةً، وهي جريمةٌ تصل عقوبتُها إلى الحبس، لكنها لم تعاقب، حينها، وفقاً لـ"بي بي سي".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard