شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
#السودان_تهجير_العقول...

#السودان_تهجير_العقول... "هاشتاغ" مؤلم عن "نزيف الأدمغة" في السودان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 17 أكتوبر 201804:17 م
بمرارةٍ وحزن وشيءٍ من الغضب غرَّد سودانيون الساعاتِ الماضيةَ في تويتر عبر وسم #السودان_تهجير_العقول ناقلين شهاداتِ مهاجرين سودانيين اضطروا لترك بلدهم بسبب الأزماتِ الاقتصادية والسياسية وانخفاض سقف حريةِ التعبير. وتفيد أرقامٌ رسميةٌ في الخرطوم أن آلاف الكفاءاتِ السودانية تهاجر سنوياً، من بينهم نحوُ 3 آلاف طبيبٍ سوداني يغادرون سنوياً بسبب البيئة الطاردة في القطاع الصحي السوداني، وتدني الرواتب إلى نحو 100 دولارٍ أميركيٍّ شهرياً، وانعدام التدريب. ولا تقتصر موجةُ هجرة العقول والكفاءات في السودان على الأطباء، بل تشمل كذلك أساتذةَ الجامعات والمهندسين والعمال، حتى العاملين في مجال الصحافة والإعلام، وهو ما يرجعه البعضُ إلى انعدام الحريات الصحافية في السودان. عامَ 2014 نشر موقع بي بي سي تقريراً جاء فيه أن جمهورية السودان تعاني نزيفاً حاداً في هجرة العقول، حيث تجاوز عدد المثقفين ثقافة عالية ومتخصصة، الذين هاجروا البلاد عام 2014 فقط حوالي 50 ألفَاً، معظمُهم من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والإعلاميين.

مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن

غرد مستخدمٌ سوداني عبر الوسم عن عبد العزيز بركة ساكن، أديبٌ وروائي سوداني من أبناء خشم القربة الواقعة شرق السودان، ويقيم الآن بالنمسا، وكتب: "يقول إنه مجرد روائي ومواطن بسيط لا يحب أن يسجن أو أن يكون شهيداً، وذلك بعد أن هدده النظام الحاكم في الخرطوم". "بريطانيا بقت (أصبحت) أكبر قوة اقتصادية بدون أي مصادر طبيعية، وسويسرا ما عندها غير الشلالات المائية، واليابان تمتلك كميات متواضعة من الفحم، ومع ذلك حققوا تنمية كبيرة خلتهم يبقوا دول متقدمة لأنهم اهتموا بالعنصر البشري" كانت تغريدة أحدهم. وشاركت مستخدمةٌ في الوسم بتغريدة قائلة "العقول العظيمة أغلبها يبدع في أماكن خارج السودان، الوطن يستحقهم أكثر، لكن مع الوضع الحالي، من لا يخرج فهو يجازف بمستقبله، حين تكون أجنحة التحليق في عالم الإبداع مكبلة من كل النواحي، لله درك يا وطن". وانتقد آخر في تغرديته مسؤولي بلاده، كاتباً "البشير (في إشارة للرئيس السوداني) المعوج لحد الانكسار في أخلاقه لن يستعين بشخص مستقيم ليشغل منصباً". مضيفاً "نهجر العقول علشان يمسكنا واحد معتوه زي معتز موسى" في إشارة إلى رئيس الوزراء السوداني. وترى مستخدمة سودانية أنه "لن يهاجر من يجد أبسطَ حقوقه، تعليم، صحة، أمان، وظيفة.. لانحلم بالكثير لكن ضاقت علينا كأنها تابوت". وكتب مغرد: "تباً لسياسة التمكين، تهجير العلماء والمهنيين والفنيين والشباب هو استنزافٌ للموارد البشرية وجريمة في حق الوطن". وحمّل أحد المغردين نظامَ الحكم في بلده مسؤوليةَ هجرة العقول، قائلاً "حبسوهم في معسكرات الذل وهم الذين يستحقون العيش داخل هذا الوطن، هجّروا كل محب لهذا الوطن، هجّروا كل عقل أراد بناء هذا الوطن، حبسوه في سجونهم، كل من قال لا لأجل هذا الوطن" خاتماً "السفاح وعصابته جعلوا سوداننا شيئاً لا نعرفه" بحسب ما جاء في التغريدة. ولم يحو الوسم كتاباتٍ فقط، بل تبادل من خلاله المستخدمون روابطَ لشخصياتٍ ناجحةً في الخارج، مثل سيدة الأعمال السودانية سالي العطا، التي استطاعت تأسيس شركةٍ بالولايات المتحدة الأمريكية برفقة زوجها خالد، وحققت من خلالها نجاحاً كبيراً وصف في الولايات المتحدة بأنه غيّر مستقبل الأعمال في أمريكا.
تضمن الوسم كذلك بعضَ الأشعار، مثل قصيدة الشاعر نزار قباني مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن.
وذكر مسؤولٌ سوداني أن عدد من هاجروا السودان في الفترة من 2009 حتى عام 2014 فقط تجاوزوا 347 ألفَ شخصٍ استقر معظمهم في دول الخليج. وتحتضن السعوديةُ أكبر جالية سودانية مهاجرة عبر العالم، إذ يقيم بها وبصورة شرعية أكثرُ من مليوني سوداني.
جدلٌ على تويتر بسبب هجرة آلاف العقول والكفاءات في السودان، أطباء وأساتذة جامعات ومهندسين وعمال، حتى العاملين في مجال الصحافة والإعلام.. "لانحلم بالكثير لكن ضاقت علينا كأنها تابوت"
عدد من هاجروا السودان في الفترة من 2009 حتى 2014 فقط تجاوزوا 347 ألفَ شخصٍ استقر معظمهم في دول الخليج. ويُعرف عن العمالة السودانية التفاني والصدق في العمل
ويقول متابعون سودانيون لحركة الهجرة من بلادهم إن سببَ نزوح هذه العقول هو الوضع الاقتصادي المتأزم، وانغلاق الآفاق أمام الكوادر. ويُعرف عن العمالة السودانية خاصة في دول الخليج، التفاني والصدق في العمل.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard