شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"كيفَ للسوري أن يزورَ أي بلدٍ عربيّ؟" حصارٌ سوريٌ في مهرجان الجونة السينمائي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 22 سبتمبر 201803:32 م

بينما نعتبر الأفلام أحياناً مهرباً من الواقع، إلا أنها تكون في أحيان أخرى مجرد مرآة تعكسُ واقعاً لم ينتهِ مع انتهاء تصوير آخر مشهد في الفيلم، بل يُرافق صنّاعه أينما حلّوا.

نقلت مخرجة "يوم أضعت ظلي" سؤدد كعدان معاناة امرأة سورية تُدعى "سنا" لم تكن تحلم سوى بحمام ساخن في ظل "الحرب" التي تشهدها سوريا، متجاهلة الأحداث السياسية الواقعة، ومنشغلة بتربية ابنها (9 سنوات) وتأمين أساسيات الحياة له في غياب زوجها الذي يعمل في السعودية.

في الفيلم الذي تدور أحداثه عام 2012، تعجز "سنا" عن الطبخ بسبب أزمة الغاز آنذاك، فتخرج من بيتها باحثة عن مكان يبيعها أسطوانة غاز، لتجد نفسها في منطقة محاصرة تمنعها من العودة إلى منزلها.

تبقى عالقة لثلاثة أيام في ضواحي دمشق، فتكتشف حينها الجانب الآخر من الحرب ومدى تأثيرها على تغيير البشر، إذ يفقد الإنسان جزءاً من نفسه ويفقد ظله معه.

المَشاهد التي رسمناها بمُخيلتنا لـ "سنا" ستُعرض اليوم الساعة السادسة مساءً بتوقيت مصر لأول مرة في العالم العربي ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي في مصر، لكن الفيلم سيكون فاقداً "لظلّه" و"لجزء من نفسه".

لقد مُنعت مخرجة العمل السورية سؤدد كعدان، منتجة العمل السورية أميرة كعدان، وبطلة العمل السورية الممثلة سوسن أرشيد، من التواجد في مصر لعدم حصولهن على تأشيرة دخول.

https://youtu.be/Iti6SQC_GT0?t=22

عدم تواجد مخرجة العمل في الجونة اليوم للمنافسة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة دفعها لتسليط الضوء على الحقوق الغائبة، إذ قالت في حديثها مع رصيف22 "من الحقوق الأولى للإنسان والمواطن هو السفر وأن يُرفض هذا الحق لثلاث نساء سوريات من فريق العمل في ثلاث بلدان مختلفة (لبنان، فرنسا وبريطانيا) على الرغم من فوز الفيلم في مهرجان فينيسيا الدولي فهو شيء مثير للاستغراب".

وتساءلت "إن لم تنجح محاولات مهرجان الجونة لحصولنا على تأشيرة سفر، شاكرة جهودهم، كيف يستطيع للمواطن السوري أن يزور الآن أي بلد عربي؟"

[caption id="attachment_163936" align="alignnone" width="820"]SoudadeKaadan المخرجة سؤدد كعدان[/caption]

وبدورها، أصرّت إدارة مهرجان الجونة على عرض الفيلم رغم عدم وجود فريق عمله، إذ قالت كعدان "شاكرة للمهرجان جهوده في دعم السينما العربية. الفيلم كُتب لجمهور عربي ومكانه الأول بين الجمهور العربي". ومع ذلك سيكون العرض الأول من دون صنّاعه، ما يعني عدم عيش تلك اللحظة الأشبه بتكريم لفريق العمل والممثلين المشاركين وبينهم سوسن أرشيد، سامر إسماعيل، رهام القصار، أويس مخللاتي وحنان الحاج علي.

لم تقتصر المشاركة السورية على "يوم أضعت ظلي" (2018 - 94 دقيقة)، بل يشارك فيلم "عن الآباء والأبناء" (2017 - 99 دقيقة) للمخرج السوري طلال ديركي في مسابقة الأفلام الوثائقية، وفيلم "الحبل السرّي" (2018 - 20 دقيقة) في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، وهو للمخرج السوري الليث حجو الذي سيتواجد في الجونة غداً، بحسب ما أكد لرصيف22، متمنياً أن يحصل فريق عمل "يوم أضعت ظلي" على تأشيرات دخول في أسرع وقت.

يروي "الحبل السري" قصة زوجين في حي محاصر، تضطر الزوجة لولادة مبكرة في الوقت الذي لا تستطيع فيه الوصول للقابلة بسبب وجود قنّاص يقصد العابرين، وهو من بطولة نانسي خوري، يزن الخليل، ضحى الدبس وآخرين، وتأليف رامي كوسا.

https://youtu.be/w6ie0uS8gDA?t=3
"من الحقوق الأولى للإنسان والمواطن هو السفر وأن يُرفض هذا الحق لثلاث نساء سوريات من فريق العمل في ثلاث بلدان مختلفة، فهو شيء مثير للاستغراب"... سؤدد كعدان تتحدث لرصيف22 عن عدم تواجدها خلال عرض فيلمها في مهرجان الجونة السينمائي
المَشاهد التي رسمناها بمُخيلتنا لـ "سنا" ستُعرض اليوم الساعة السادسة مساءً بتوقيت مصر لأول مرة في العالم العربي ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي في مصر، لكن الفيلم سيكون فاقداً "لظلّه" و"لجزء من نفسه".

أما الوثائقي "عن الآباء والأبناء"، فيقدم قضية الأطفال ضمن الجماعات الإسلامية المتشددة إذ يرافق المخرج عينة من تلك الجماعات في سوريا، ويقدمها بشخص "أبو أسامة" الذي يحلم بإقامة دولة خلافة إسلامية.

يوثق ديركي تأثير التعصب على طفلي "أبو أسامة"، أسامة وأيمن، على مدى سنتين، في محاولة اكتشاف طريقة تفكيرهم وتفاعلهم في محيطهم في ظل البيئة المتشددة والأفكار السلفية التي تربوا عليها.

https://youtu.be/zaow0_e9loE?t=30

الحصار الذي تدور أحداث "يوم أضعت ظلي" و"الحبل السرّي" حوله لا يختلف كثيراً عن الحصار الذي يعيشه بعض السوريين بعدم حصولهم على تأشيرات لدخول بعض دول العالم، العربية منها أيضاً، ولكن إن كان الحصار على أجساد البشر سهلاً، يبقى من الصعب حصار أصواتهم التي تخطت الحواجز بالأفلام والإنتاج الثقافي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard