شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"تحيا بصوته الأرواح".. فنان العرب محمد عبده

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 14 أغسطس 201811:16 ص
نفى فنان العرب محمد عبده وجود أيّة نيَّةٍ لديه لاعتزال الغناء بعد تجدُّدِ الشائعاتِ مرةً أخرى حول هجره عالم الفن عقِب وفاة شقيقه الثاني عثمان، بعد أقلّ من شهر من وفاة شقيقه الأكبر أحمد. شدد المغني السعودي ذو الـ71 عاماً على أنه لن يتوقف عن الغناء، وأن وفاة شقيقيه لن تكون سببا لذلك، مضيفاً في حوار تلفزيوني مع الإعلامي خالد مدخلي على شاشة العربية "لو فكرت بهذا الشيء ما كنت غنيت بعد وفاتهما بيومين"، ولا يخفي أنه مازال يتمنى أن يموت وهو يغني على المسرح، كحال رفيق دربه الراحل قبل 18 عاماً، طلال مداح. لكن ماذا عن مستويات أعماله التي تراجعت خلال السنوات الأخيرة، ولم تحقق غالبيتها أيّ نجاح يذكر، بل باتت تمرّ دون أن ينتبه لها أحد؟ سيغني محمد عبده في القاهرة في عيد الأضحى، وقبلها سيكون في لندن ليحيي حفلاً جماهيرياً، لكنه على الأرجح سيغني مزيجاً من أغانيه القديمة. هكذا فعل في حفلاته السابقة في الرياض وجدة والطائف، لا يطلب الجمهور سوى من قديمه.

قديمك نديمك

يقف محمد عبده على المسرح بشموخ، لم تنل منه السنون، يغني بصوت قويٍ عذب، لكن أقل عما كان عليه قبل عشر سنوات. مع ذلك، ما زال الأفضل بلا منازع، وأغانيه حيةٌ في وجدان السعوديين والخليجيين، وكثير من العرب، لكن القديم منها فقط. أما جديده فدون المستوى، حيث يؤكد الملحن خالد العلي الهبوط الحاد في مستوى أغاني محمد عبده، أسوةً بمعظم المغنين الخليجين، معللاً ذلك لرصيف22 بانعدام النصوص الجيدة "لم تعد هناك أغان جيدة، لكن فنان كمحمد عبده ليس بحاجة للمال كي يغني أي شيء، يكفيه الاستمرار في الحفلات وألَّا يقدم عملاً مالم يكن جيداً، الجمهور سيحضر بلا شك حتى لو قدم أغنية واحدة كل عام، شرطَ أن تكون مميزة". يضيف "نشاهد أن الجمهور يطلب منه في الحفلات تقديم الأغاني القديمة، أما الجديدة فلا يريدها، مازال محمد عبده يعاني من سقطاتٍ مثل وحدة بوحدة، وسلسلة من الألبومات التي لم تحقق نجاحاً يذكر". يشدد العلي على أمنيته أن يقرر محمد عبده التقاعد، والاكتفاء بالحفلات الجماهيريه فقط. حاول محمد عبده، كغيره من كبار المغنين، ركوبَ موجة الأغاني الخفيفة السريعة، تماماً كما فعلت وردة وميادة الحناوي في سنواتهما الأخيرة. ومثلهما أيضاً تراجع مستواه، ولم تحقق أعمالٌ كـ"عالي السكوت" و"رماد المصابيح"، ومعهما سلسلة من الألبومات في السنوات الست الأخيرة، النجاح المعتاد لأعماله، إلا ما ندر منها. فالصوت والأداء الرائعان، لم يكونا كافيين.

اعتراف بالتراجع

قبل نحو خمس سنوات، اعترف محمد عبده بتراجع مستوى أغانيه الجديدة، وأن ما يقدمه حالياً بات أقل من مستوى أعماله السابقة، مرجعاً السبب في حوار مع موقع إيلاف الإخباري إلى ندرة الأشعار الجيدة، وشحّ الشعراء الجيدين. الملحن عدنان خوج يساند محمد عبده في مشكلة الشعراء، مؤكداً أن انخفاضَ مستوى الكلمة تسبب في تدني الأغاني "ماذا يمكن أن يفعل الملحن بكلماتٍ غير جيدة". أما الناقد الفني محسن بركات، فيُحمّل محمد عبده نفسه مسؤوليةَ تردّي أعماله قائلا لرصيف 22 "صحيح أن هناك هبوطاً في مستوى الأشعار، لكن محمد عبده ليس فناناً صغيراً كي لا يعرف ما يغني. هو قادر على إيجاد النصوص الجيدة، لكنه كمغنين كُثُر، يبحث عن الأغنية الجاهزة المدفوعة، بات يغني كي نقول إنه موجود بالساحة، مع أنه لو توقف عن تقديم الأعمال غير الجيدة، وغنى في حفلاته من أعماله القديمة التي تتجاوز الألف أغنية، لما تغير شيءٌ من تفوقه". يضيف "المشكلة أنه يقدمُ أغانٍ سيئة، وكلماتٍ لا تليق بتاريخه ولا سنّه، أغانٍ تصلح لمغني جديد وصغير بالسنّ، فهو لا يراعي في انتقائه الكلمات التي يغنيها أنه بات في السبعين من عمره، وعليه أن يكون أكثر دقةً، فأغاني مثل وحدة بوحده والبادي أشطر، أو آخر العنقود، لا يمكن أن يغنيها الفنان محمد عبده.. كيف برجلٍ في السبعين من العمر يتغزل بفتاةٍ في السابعة عشرة من عمرها؟ هذا غير مقبول، ناهيك عن الألحان الراقصة التي لا تمتُّ لتاريخ فنان العرب بصلة". لا تكمن المشكلة في الأغاني السيئة وغير المناسبة، بل حتى في الظهور الإعلامي. محمد عبده واحدٌ من أسوء المتحدثين على الإطلاق، وفي كل ظهورٍ أعلامي له، لابد أن يرتكبَ هفواتٍ تجعلهُ محطَّ انتقاد. "ليته لا يتحدث ويغني فقط"، هكذا يقيِّم الملحن خالد العلي حواراتِ محمد عبده التلفزيونية، مضيفاً "في تصوري هو يحاول تعويض تراجعَ أغانيه، بظهورٍ إعلاميّ أكبر، لكنه لا يجيد ذلك على الإطلاق".
يُحمّل الناقد الفني محسن بركات الفنان محمد عبده نفسه مسؤوليةَ تراجع مستوى أعماله قائلاً "المشكلة أنه يقدمُ أغانٍ سيئة، وكلماتٍ لا تليق بتاريخه ولا سنّه.. كيف برجلٍ في السبعين من العمر يتغزل بفتاة في السابعة عشرة من عمرها؟"‬
الملحن خالد العلي:"ليت محمد عبده لا يتحدث ويغني فقط.. في تصوري هو يحاول تعويض تراجع أغانيه، بظهورٍ إعلاميٍ أكبر، لكنه لا يجيد ذلك على الإطلاق"‬

#اعتزال_محمد_عبده

خلال الأيام الماضية، نشط وسم (هاشتاغ) #اعتزال_محمد_عبده. وجده كثيرون فرصة مطالبته بالتوقف عن الغناء، لأنه لم يعد يضيف شيئاً لتاريخه، إذ ظهر الهاشتاغ في أكثر من 112 ألف تغريدةٍ عبر تويتر. أكد الناشط محمد اليحيى أن اعتزال محمد عبده سيكون خياراً جيداً له، معتبراً أنه "في السنوات الأخيرة لم يعد يقدم فنّاً، وأصبح يتخبط بين مراهقاته الشخصية".
في الاتجاه ذاته رأى مشعل المشعل أن الاعتزال "قرارٌ حكيم و تاريخي إن تمَّ بالفعل.. لا العمر يساعد ولا الأقدار بتساعد"، مضيفاً "صوته سيعيش مثلما عاشت أغاني السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات". على الطرف الآخر، هناك من يتمسك ببقاء فنان العرب، معتبراً أن صوتَه يمدُّه بالقوة، مثل عبد الله الأسمري الذي كتب "محمد عبده لا يعتزل، محمد تعيش معظم الكائنات على صوته، هو ليس مطرب.. هو أسلوب حياة مثل الماء بل قد يكون أهم. تحيا بصوته الأرواح وتطرب له الآذان والقلوب".
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard