شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
من 5 أفراد إلى نصف مليون.. زيادة عدد السيّاح السعوديين إلى تركيا رغم

من 5 أفراد إلى نصف مليون.. زيادة عدد السيّاح السعوديين إلى تركيا رغم "الأزمة القطرية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 26 يوليو 201804:50 م

كشفت دراسة حديثة نشرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في يوليو الجاري، أن معدلات زيارة السياح السعوديين إلى تركيا في تصاعد مُستمر، رغم توتر العلاقات بين البلدين بسبب الأزمة القطرية.

الباحث السعودي محمد الدجين، صاحب الدراسة، كتب أن العلاقات السعودية التركية الثنائية تبدو "أقوى من أي وقت مضى، كما أن ظاهرة السياح السعوديين قد تستمر بشكل مستقر وترتفع في المستقبل".

أهمية الدراسة تأتي من كونها ترصد معدلات زيارة السعوديين في تركيا، على الرغم من نشاط لافت لحملات سعودية شهدتها الشبكات الاجتماعية في الشهور الأخيرة، كانت تحذر المواطنين من السفر إلى أنقرة. وتهدف الدراسة إلى التحقيق في "ظاهرة السائح السعودي"، إضافة إلى التركيز على مدينة طرابزون كمثال ذلك، كونها من أكثر المدن التركية التي يقصدها السعوديون. وتقف تركيا في صف قطر منذ اندلاع الأزمة السياسية والقطيعة الاقتصادية بينها والسعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ يونيو الماضي، على خلفية اتهامها الدوحة بدعم الجماعات الإرهابية، رغم نفي الأخيرة. إبان الأزمة شوهدت شاحنات تركية في قطر مُمتلئة بمختلف السلع والمنتجات لتغطية حاجات مواطنيها. كما تم نقل وحدات عسكرية من الجيش التركي إلى هناك، وهو ما أثار غضب بقية دول الخليج المتنازعة مع الدوحة.

إخلاء مسؤولية!

في بداية الدراسة، قال مركز الملك فيصل للدراسات إن الدراسة تعكس تحليلات وآراء الكاتب محمد الدجين، وإنه لا ينبغي أن تنسب وجهات نظره إلى المركز، وإن الكاتب وحده هو المسؤول عما يرد فيها من استنتاجات أو إحصاءات أو أخطاء. وأوضحت الدراسة أن السياحة جعلت تركيا تحتل المرتبة السادسة ضمن أكثر الدول الجاذبة للسياح في العالم، لافتةً إلى أن وزارة الثقافة والسياحة التركية، قالت إنه في العام 2015، تجاوز عدد السياح القادمين إلى البلاد 39.4 مليون، ما أنتج عوائد تقدر 31.4 مليار دولار أمريكي. وقالت إنه رغم الانقلاب الفاشل في منتصف 2016، واختلاف موقف أنقرة عن دول الخليج تجاه الأزمة القطرية، فإن عدد السياح السعوديين في تركيا ما زال يرتفع باستمرار، ففي السنوات الأخيرة، خاصة بعد 2011، بدأت تركيا تستقبل أعدادًا مُرتفعة من سياح منطقة الشرق الأوسط والدول العربية بالتحديد.
الزيادة في عدد السيّاح السعوديين دعت شركات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية التركية لوضع خطط اقتصادية تجذب المزيد منهم، مثل تشغيل خط طيران مباشر من الرياض إلى طرابزون
يقدر ما يصرفه السيّاح الأوروبيون 50 دولارًا في اليوم، يبلغ متوسط إنفاق السعوديين في تركيا 500 دولار، حسبما نشر حسني كرك، مدير جمعية سفر الشرق الأوسط والسياحة.
الدراسة نسبت إلى صحيفة تركية قولها إن 2.78 مليون سائح عربي زاروا تركيا في 2013، وارتفع العدد إلى 2.95 مليون في 2015، وفي العام عينه بلغ عدد السياح السعوديين وحدهم نصف مليون، وهذا هو أعلى عدد بالمقارنة مع الدول العربية الأخرى كافة. ورغم تأثير محدود في معدلات السياح السعوديين بتركيا، فقد أكدت الدراسة أن التطورات التجارية والاقتصادية "تشير إلى أن العلاقات السعودية - التركية مستقرة وستطور إلى الأفضل، ما يساعد في النهاية على استمرار ظاهرة السياح السعوديين في تركيا".

طرابزون.. من 5 سياح فقط في 2012 إلى 350 ألف سعودي في 2017

حسب الدراسة، يشير بنك السياحة للمعلومات إلى أن عدد السياح السعوديين الذين زاروا مدينة طرابزون التركية في 2012 كان 5 ، وبلغ 350 ألف في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2017. الزيادة في عدد السائحين السعوديين دعت شركات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية التركية لوضع خطط اقتصادية تجذب المزيد منهم، مثل تشغيل خط طيران مباشر من الرياض إلى طرابزون. كما بادرت بلدية طرابزون إلى جعل لوحات الشوارع والعلامات في المدينة باللغة العربية، حتى أن مجموعة من المدارس المحلية بدأت في تدريس العربية. وأثارت ظاهرة السياح السعوديين انتباه السفارة السعودية في أنقرة والسفير السعودي، وليد الخريجي، الذي أجرى زيارة إلى طرابزون في نهاية أكتوبر 2017. وقالت صحيفة "أكسيام هبر" التركية إن المملكة قد تفتح قنصلية فيها لتسهيل أعمال أو قضايا المواطنين السعوديين ومتابعة السياح السعوديين ونمو المشاريع التجارية للمملكة هناك.

لماذا يفضل السعوديون تركيا؟

عدا الارتباط التاريخي بين البلدين، فإن تركيا غدت ذات أولوية لتكون وجهة سياحية للسعوديين، نتيجة لموقعها الإستراتيجي على أبواب أوروبا الشرقية، في وقت يقدر زمن الرحلات المباشرة من الرياض إلى مدن أنقرة وأنطاليا وإسطنبول أو طرابزون، بين 4 و 6 ساعات. وفضلاً عن تمتعها بمقاصد سياحية تجمع بين الطراز والثقافة الأوروبية والإسلامية، وأجواء مناخية متنوعة لا يحظى بمثلها السعوديون الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن المناطق الشاطئية بالمملكة. وترى الدراسة أن هناك أسباباً عدة جعلت السياح السعوديين ظاهرة في قطاع السياحة التركية، خاصة في السنوات الأخيرة. من بينها هذه الأسباب دعم صناعة السياحة وصعود حزب العدالة والتنمية في 2007، وتقديمه لـ "رؤية الجمهورية التركية 2023"، التي تركز على تنمية وتسويق تركيا في جميع المجالات، ليس في أوروبا فقط، ولكن في الدول العربية كافة. بجانب ارتفاع دخل السعوديين، نتيجة ارتفاع أسعار النفط في بدايات الألفية الثانية، وجد كثير من أفراد الطبقة المتوسطة تكلفة السفر إلى تركيا "معقولة". وفي حين يقدر ما يصرفه السائحون الأوروبيون 50 دولارًا في اليوم، يبلغ متوسط إنفاق السعوديين في تركيا 500 دولار، حسبما نشر حسني كرك، مدير جمعية سفر الشرق الأوسط والسياحة. ووفق الدراسة، جعلت "الفوضى وعدم الاستقرار التي بدأت في عام 2011  في البلدان العربية (من تركيا) أمرًا حاسمًا دفع كثيرًا من السياح السعوديين والخليجيين إلى الامتناع عن زيارة بعض البلدان العربية التي لها نشاط سياحي كتونس ومصر ولبنان وسوريا، والبدء بالبحث عن وجهات سياحية جديدة، وكانت تركيا الاختيار المناسب لتصبح الوجهة السياحية المفضلة لكثير من السعوديين لأنها مستقرة سياسيًا. وتوجد فيها أماكن جذب سياحية متنوعة، إضافة إلى تقاربها الثقافي مع البلاد العربية". وفي 2011، أنشأت الخطوط الجوية التركية مكتبًا إقليميًا لها في الرياض، وبعد 4 سنوات، افتتحت أول مركز لخدمات العملاء باللغة العربية، وشغلت رحلات من مدن مختلفة في المملكة، تشمل جدة والرياض والدمام، ومؤخرًا ينبع والطائف والقصيم. انتشار استخدام شبكات التواصل بالسعودية بين عامي 2012 و2015 (58% من السكان يستخدمونها)، ومشاركة الكثيرين صور رحلاتهم، ساهما أيضًا في رواج فكرة السفر إلى تركيا. ولفتت الدراسة إلى أن بضعة باحثين رأوا أن من بين دوافع السعوديين المسلسلات التركية، والثقافة، والدين، مُشيرةً إلى قول الدكتور عبدالرحمن الغامدي إن السعوديين محافظون بطبعهم، وهذا ما يجعل تركيا وجهتهم السياحية المفضلة.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard