شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
من

من "يوفنتوس" إلى كأس العالم 2018.. هذه حكاية ديشامب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 16 يوليو 201806:08 م
عام 2010، تحديدا بين شوطي مباراته مع المكسيك في الدور الأول من كأس العالم، كانت غرفة ملابس المنتخب الفرنسي تعيش لحظة فوضى مخيفة، مدرب الفريق ريمون دومينيك يصيح في اللاعبين محاولاً عبثاً تصحيح المسار، كان الردّ من نيكولا انيلكا بكلمات لا تترجمها عادة معامل الترجمة العربية، خسرت فرنسا وعاد انيلكا على أول طائرة إلى باريس بعد المباراة. لكن ماحدث بعد ذلك كان أكثر عبثية ، صباح اليوم التالي المبارة رفض لاعبو الفريق التدريب تضامناً مع المهاجم الأسمر، وأعلنوا إضرابا مفتوحا بقيادة الكابتن باتريس ايفرا، الذي التقطته العدسات وهو يتشارك مع مساعد المدرب بعد تسليمه بيان الإضراب كعادة النقابات العمالية الفرنسية. استجوابٌ في الجمعية الوطنية تلا هذه الفضيحة، وحوار كبير حول ما إذا كانت العنصرية ضد أصحاب الأصول الأفريقية تدفعهم للتضامن ضد الرجل الأبيض على كرسي المدرب، يمين السياسة بقيادة عائلة لو بن يلوم ما حدث على ضم لاعبين لا يرددون النشيد الوطني، أمرٌ استجاب إليه وفورا المدرب التالي لوران بلان الذي قرر تحفيظ اللاعبين كلمات النشيد وإلزامهم بترديده، ما صنع أزمة مع كريم بن زيما ذي الأصل الجزائري لاحقاً. السيطرة على هذا الخليط غير المتجانس، والذي يستحيل ضبطه تحت لواء مدرسة واحدة كان أكبر من قدرات بلان, فمعسكر اليورو 2012 شهد خلافات بين اللاعبين على ترتيب مقاعدهم في أوتوبيس الفريق، بل إن الاتحاد فتح تحقيقاً مع أربعة لاعبين لرفضهم السلام على المدرب بعد أن تم تغييرهم في المباريات، النتيجة كانت الإطاحة ببلان وخروج جديد مبكر لفرنسا من أمم أوروبا.
حالة الانهيار التي كانت قد وصلت إليها السمعة الكروية الفرنسية ساعدت ديشامب على البدء دون ضغوط وبمساندة كاملة لتصفية مشكلات المعسكرات التي ألقت بظلالها دائماً
في غياب ساحر كزيدان عن تشكيلة مونديال روسيا استمتع ديشامب برفاهية التنوع في تشكيلته التي التزمت بترديد الـ"مارسييز" هذه المرة بين ذكاء جريزمان وسرعة ومهارة مبابي والإتقان الهوائي لفاران واومتيتي
في تلك اللحظة كان ديدييه ديشامب الذي تسلم كأس العالم من يد جاك شيراك في باريس عام 1998 بلا عمل، قائد جيل التتويجات الفرنسية كان قد اتجه للتدريب بلا إنجازات تذكر، سوى أنه أنقذ ناديه الإيطالي يوفنتوس عندما انهار به الحال للدرجة الثانية صاعدا به للدوري الممتاز. لكن حالة الانهيار التي كانت قد وصلت إليها السمعة الكروية الفرنسية ساعدت الرجل على البدء دون ضغوط وبمساندة كاملة لتصفية مشكلات المعسكرات التي ألقت بظلالها دائماً، لا مكان لبن زيما بعد تورطه في أزمة ابتزاز زميله في المنتخب ماتيو فالبوينا بشريط جنسي، رغم صيحات كريم واتهامه له بالعنصرية ضد ذوي الأصول من شمال إفريقيا لإطاحته أيضا بخاتم بن عرفة وبنزيما. ليس هناك مكان لموهبة مثل ادريان رابية لأنه ببساطة لا يناسب أسلوب الفريق الذي يميل الإيطاليين مهما انتقدت يومية "ليكيب" غياب الشاب الفرنسي الوسيم، يمكن لأي لاعب أن يكون ضحية التغيير أو الجلوس على الدكة كما حدث مع بوجبا وجريزمان في يورو 2016 التي كسر فيها قلب الفرنسيين بهدف برتغالي في النهائي. لم يحمل ديشامب معه إلى روسيا سوى من اقتنع بأن لهم دورا في تشكيلته يعرفونه جيدا ويقبلونه إن كان صغيرا، والنتيجة كانت استخدامه لواحد وعشرين لاعباً على مدار البطولة من أصل قائمة تضم ثلاثة وعشرين. وبجيل أغلبه تحت الخامسة والعشرين كان محظوظاً بوفرة الأوراق التي لديه، والراضية في نفس الوقت بمجرد المشاركة في المونديال، كان أيضا على موعد على انتقاد لاقاه أستاذه ايميه جاكيه لإشراك مهاجم لا يسجل الأهداف أساسياً، فجيرو 2018 كان كجيفارش 1998 في غياب الإنتاجية. لكن وفي غياب ساحر كزيدان عن تشكيلة مونديال روسيا استمتع ديشامب برفاهية التنوع في تشكيلته التي التزمت بترديد الـ"مارسييز" هذه المرة بين ذكاء جريزمان وسرعة ومهارة مبابي والإتقان الهوائي لفاران واومتيتي، مع رفاهية مستقلة بذاتها اسمه نجولو كانتي كان كل ما على ديشامب أن يفرض الانضباط على تشكيلة يمكنها فقط أن تفوز لو عرفت أن الباب مفتوح للمغادرة إذا ما حدث عكس ما يريده قائد الديوك صاحب الشعر الأبيض.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard