أثار قرار وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، بإذاعة السلام الوطني "مرتين" يومياً مع بداية كل مناوبة في المستشفيات الحكومية، طيفاً من التعجب وموجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر مُغردون قرار الوزيرة بعيداً عن معاناة الأطباء والمرضى، في وقت يتوفر فيه سرير واحد فقط في مستشفيات مصر لكل ألف مواطن، بينما يعتبر القطاع الصحي في دول أفريقية أخرى أفضل حالاً.
وقد يضطر بعض المرضى في بعض المستشفيات الحكومية إلى شراء الدواء ومتطلبات العمليات الجراحية الحرجة من خارجها، بينما نجحت ضغوط شركات الأدوية على الحكومة في رفع أسعار الدواء أكثر من مرة في السنوات الأخيرة.
"هتشوفوا تجربة فريدة من نوعها"
في أولى تصريحاتها لدى توليها منصبها الجديد، قالت زايد: "هتشوفوا تجربة فريدة من نوعها ... وزارة الصحة بيتي وأنا جاية أحط إيدي في إيدهم، هنعمل حاجة محترمة أمام العالم ومش هنخذل القيادة السياسية والمواطن في رقبتنا". وأكدت زايد أن قرار "السلام الوطني" "يعزز من قيم الانتماء للوطن لجميع المستمعين في المستشفيات، سواء المرضى أو الطاقم الطبي". ويُذاع "القسم الطبي"، الذي عادة ما يؤديه الأطباء لدى بداية مسيرتهم المهنية فقط، بينما تقول زايد إن بثه "سيذكر الأطباء بمبادئ الإنسانية المنصوص عليها في القسم، والتي هي أساس أي عملية خدمية نبيلة تقدم للإنسان". واختيرت زايد (51 عاماً) لتولي منصب وزيرة الصحة في الحكومة الجديدة منتصف يونيو الماضي، بعدما أمضت فترة طويلة في منصب رئيسة أكاديمية "مستشفى 57357 للعلوم"، أحد أشهر مستشفيات علاج السرطان في مصر والمنطقة العربية. وتحوم حول المستشفى شبهات فساد هذه الأيام، بعد تحقيق نشره الكاتب والسيناريست المعروف وحيد حامد على حلقات مُطولة في صحيفة "المصري اليوم"، وبسببه أصدرت النيابة العامة قراراً بحظر النشر عن ما يدور في أروقته."علاج بالنشيد الوطني"
عندما كتب جوروج أورويل في روايته "1984" عن اعتياد المواطنين أداء وصلة من الصياح العدمي يومياً أمام شاشة رقابة قابعة في أركان منازلهم، لم يكن يتوقع أحد أن ما ورد في الرواية سيحدث بشكل متكرر في وقتنا المعاصر. وسريعاً، تفاعل مصريون مع قرار بث "النشيد الوطني" في المستشفيات، وسط انتقادات لاذعة اعتبرته وصلة من "نفاق رخيص"، وانتقدوا غياب الدولة عن الاهتمام بمعاناة المرضى. وأكد أطباء أن الفرق الطبية والمرضى سيشعرون بالانتماء للوطن إذا توفرت لهم احتياجاتهم، وفي حال سدّت الوزارة العجز في الأدوية والمستلزمات بالمستشفيات. / واتخذت السخرية صوراً مختلفة، بين إعادة نشر مقتطفات من أعمال سينمائية سابقة، وتشبيه ما سيحدث بكونه "مدرسة الناظر عاشور"، كما جسدها الفنان الراحل علاء ولي الدين في فيلم الناظر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومجميل جدا أن تقدر كل المشاعر لأنها جميعا مهمة. شكرا على هذا المقال المشبع بالعواطف. احببت جدا خط...
Tayma Shrit -
منذ يومينمدينتي التي فارقتها منذ أكثر من 10 سنين، مختلفة وغريبة جداً عمّا كانت سابقاً، للأسف.
مستخدم مجهول -
منذ يومينفوزي رياض الشاذلي: هل هناك موقع إلكتروني أو صحيفة أو مجلة في الدول العربية لا تتطرق فيها يوميا...
مستخدم مجهول -
منذ يوميناهم نتيجة للرد الايراني الذي أعلنه قبل ساعات قبل حدوثه ، والذي كان لاينوي فيه احداث أضرار...
Samah Al Jundi-Pfaff -
منذ 4 أيامأرسل لك بعضا من الألفة من مدينة ألمانية صغيرة... تابعي الكتابة ونشر الألفة
Samah Al Jundi-Pfaff -
منذ 4 أياماللاذقية وأسرارها وقصصها .... هل من مزيد؟ بالانتظار