شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"أمريكا أخذت العالم رهينة".. حرب إدارة ترامب على "الرضاعة الطبيعية" في الأمم المتحدة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 9 يوليو 201805:43 م
لمصلحة شركات ألبان الأطفال، تبذل الولايات المتحدة جهوداً مفاجئة لعرقلة قرار في الأمم المتحدة لتشجيع الحكومات على "حماية وتعزيز ودعم الرضاعة الطبيعية"، فيما أعلنت منظمات غير حكومية إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تأخذ العالم رهائن". وينص القرار على أن تشجع البلد مواطنيها على الرضاعة الطبيعية، بعد الأبحاث التي أثبتت الفوائد الصحية الكثيرة لذلك، وتحذر الآباء دائماً من التسويق غير الدقيق الذي تقوم به بعض شركات الألبان. وتضغط إدارة ترامب لإعادة صياغة القرار وإزالة عبارة من مشروع النص يحضّ الحكومات على "حماية وتعزيز ودعم الرضاعة الطبيعية"، وحذف فقرة أخرى دعت الدول وصناع القرار إلى الحدّ من التسويق المُضلل وغير الدقيق للمنتجات الغذائية، التي أجمع عدد كبير من الخبراء على آثارها التي قد تكون مضرّة بالأطفال الصغار.

إذعان خشية من عقوبات واشنطن

لوّحت واشنطن بفرض عقوبات قاسية على بعض أعضاء المنظمة الذي يعتزمون دعم القرار، الذي اجتمع لأجله مسؤولون في "منظمة الصحة العالمية" في مايو الماضي، ما أثار حالة من الدهشة والغضب في أوساط المدافعين عن تحسين تغذية الأطفال حول العالم. وهددت إدارة ترامب الإكوادور بفرض عقوبات تجارية عليها إذا قدمت قراراً للأمم المتحدة لتشجيع الرضاعة الطبيعية. وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن واشنطن لم توجه تهديدات مماثلة إلى روسيا، موضحة أن القرار النهائي حافظ على معظم بنوده الأصلية في نهاية المطاف. وصُدم مسؤولو "منظمة الصحة العالمية" بسلوك الوفد الأمريكي، بحسب أكثر من 12 مندوباً شارك في الاجتماع بشأن القرار، لكنهم طلبوا عدم ذكر أسمائهم خشية انتقام الولايات المتحدة منهم، وفقا للصحيفة. ورُغم فشل جهود الولايات المتحدة بدرجة كبيرة، تمت إزالة فقرة تدعو إلى وقف "الترويج غير الملائم لأغذية الرضع والأطفال الصغار". وفي ضوء تهديدها للإكوادور، رفض ما لا يقل عن 12 بلداً فقيراً في أمريكا اللاتينية وأفريقيا عرض القرار خشية الانتقام الأمريكي الذي تُرك روسيا طرحه. ونقلت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية عن مندوب روسي، لم يكشف اسمه، قوله إن بلاده دفعت وتساعد في تمرير القرار لأنهم شعروا أن "من الخطأ أن تحاول دولة كبيرة الضغط على بعض الدول الصغيرة، خصوصاً في قضية مهمة لباقي دول العالم". وأضافت الصحيفة "يبدو أن ضغوط الولايات المتحدة علامة على دعمها صناعة حليب الأطفال التي تبلغ كلفتها 70 مليار دولار، والتي تعتمد على الأمهات اللواتي لا يرضعن، في حين حضر المناقشات أعضاء لوبيات صناعة غذاء الأطفال كمراقبين. وهددت واشنطن بخفض مساهماتها في "منظمة الصحة العالمية"، التي تبلغ نحو 15% من موازنة الوكالة أو نحو 845 مليون دولار العام الماضي، إذا تم تقديم القرار وتمريره. INSIDE_EcuadorUSABreastfeeding

"ابتزاز مُذهل"

وحضرت مديرة السياسة لمجموعة "بيبي ميلك أكشن" باتي راندال، التي تتخذ من بريطانيا مقراً، العديد من اجتماعات التباحث حول القرار، وقالت إن ما فعلته الولايات المتحدة "كان بمثابة ابتزاز". وأضافت: "أمريكا تحتجز العالم رهينة وتحاول إلغاء نحو 40 عاماً من الإجماع على أفضل طريقة لحماية صحة الرضع والأطفال الصغار". ومن جانبها، وصفت شبكة الأمهات على الإنترنت Moms Rising، خطوة الحكومة الأمريكية بـ"المذهلة والمُخجلة"، ودعت إلى فعل "كل ما في وسعنا للدفاع عن السياسات العامة التي تدعم وتمكن الأمهات المرضعات". وقال مُتحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، طلب عدم كشف هويته: "القرار بصيغته الأصلية وضع عوائق غير ضرورية للأمهات الساعيات لتوفير التغذية لأطفالهن. نحن ندرك أن ليس كل النساء قادرات على الرضاعة الطبيعية لأسباب مختلفة، ولكن يجب أن يكون لهؤلاء النساء الخيار والقدرة على الوصول إلى البدائل لصحة أطفالهن، ولا يمكن وصمهن بالطرق التي يستطيعون القيام بها". ولم تشارك الوزارة في المفاوضات الدبلوماسية حول القرار. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب اتجاه لدى إدارة ترامب للتركيز على اهتمامات الصناعات الخاصة وتحاشي التعاون مع دول ومنظمات وفق المعاهدات المتعددة الأطراف، مثل "اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية" (نافتا) و"اتفاق الأمم المتحدة العالمي بشأن تغيَر المناخ"، والتعاون في منظمة "حلف شمال الأطلسي" (ناتو)، والاتفاقات التجارية المختلفة.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard