شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
رحيل فيليتسيا لانغر.. أول من قدم

رحيل فيليتسيا لانغر.. أول من قدم "الاحتلال" إلى "المحكمة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 26 يونيو 201802:40 م
على هذه الأرض من نتمنى أن يعيش لفترة أطول، لأن مثلما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش، "على هذه الأرض ما يستحق الحياة". اسمها "فيليتسيا لانغر"، جنسيتها "إسرائيلية - ألمانية"، أما مهنتها، فكانت محامية، تدافع عن حقوق الآلاف من الفلسطينيين المعتقلين بحكم من القضاء الإسرائيلي الذي وصفته بـ "المهزلة". فارقت عالمنا الذي بحاجة لمن مثلها، يوم الجمعة الماضي عن عمر ناهز الـ 88 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان، في ألمانيا، التي فضّلت البقاء على أرضها بدلاً من الاستسلام للواقع والعيش في "الكيان الصهيوني".
?s=21 ولدت لانغر عام 1930 في بولندا، وهاجرت إلى فلسطين عام 1950. درست القانون في الجامعة العبرية في القدس وعملت لفترة قصيرة في مكتب للمحاماة في تل أبيب، حتى تاريخ النكسة 1967 عندما سيطر جيش الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة، فأنشأت مكتباً خاصاً في القدس للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين للتعبير عن رفضها لسياسة الاحتلال الإسرائيلي التوسعية على حساب أراضي الفلسطينيين، وعادت إلى ألمانيا نهائياً عام 1990 لعدم اقتناعها بالإقامة في دولة قامت على أنقاض دولة أخرى، قائلة:"قررت أن أتوقف عن العمل في مهنتي، لأنني بدأت أشعر بأن عملي يشبه (ورقة التين) التي تستر على النظام القضائي العسكري وحتى المدني في إسرائيل. وقررت أن أهاجر كنوع من الاحتجاج والتعبير عن اليأس والاشمئزاز. فقد رأيت أننا، ولسوء الحظ، لا نستطيع تحقيق العدالة للفلسطينيين". قال الكاتب مايكل سفارد إنه أثناء مقابلته معها، تحضيراً لكتابه "The Wall and the Gate"، صرّحت بأنها كانت "مكروهة" من قبل الإسرائيليين، وأن هناك العديد من سائقي "سيارات الأجرة"، "التاكسي" في القدس، ممن رفضوا الوقوف لها في الشارع، إضافة إلى أن هناك من كتب على باب مكتبها في القدس "ستموتين قريباً"، ما دفعها للاستعانة برجل أمن،"بودي غارد"، لحمايتها.
أشار المحلل السياسي نظير مجلي في "الشرق الأوسط" إلى أن مكتبها كان "ملجأً للعائلات الفلسطينية ضحية الاعتقال والتعذيب، ومدرسة للمحامين الفلسطينيين"، لكنها لم تكن تنجح دائماً في القضايا التي تترافع فيها، لأن كما كانت تقول "الاحتلال هو المجرم وهو القاضي وهو الجلاد". أضاف مجلي "النجاح كان يتمثل في إطلاق سراح مناضل ما أو منع ترحيل مناضل ما أو فضح جرائم التعذيب أمام العالم وتجنيد ضغوط دولية على الحكومة الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان يكون النجاح في مجرد القيام بزيارة سجين فلسطيني في المعتقل". بعدما اشتهرت لانغر في وقوفها أمام المحاكم الإسرائيلية لعشرات السنين، سماها الأسرى "الحاجة فولا" تحبباً بها، وذلك أيضاً بسبب الكتب العديدة التي ألّفتها عنهم، أبرزها "هؤلاء إخواني"، "من مفكرتي"، "الظاهرة والحقيقة في فلسطين"، و"بأم عيني" الذي قدمت من خلاله شهاداتها حول انتهاكات الاحتلال ونماذج من أصناف التعذيب الذي مورس بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونه.
مكتب المحامية الإسرائيلية فيليتسيا لانغر كان "ملجأً للعائلات الفلسطينية ضحية الاعتقال والتعذيب، ومدرسة للمحامين الفلسطينيين"، لكنها لم تكن تنجح دائماً في القضايا التي تترافع فيها، لأن كما كانت تقول "الاحتلال الإسرائيلي هو المجرم وهو القاضي وهو الجلاد".
من بعد ما اشتهرت المحامية الإسرائيلية فيليتسيا لانغر في وقوفها أمام المحاكم الإسرائيلية لعشرات السنين، سمّاها الأسرى الفلسطينيون "الحاجة فولا" تحبباً بها. ولذلك هددها أحد الإسرائيليين في القدس وكتب على باب مكتبها:"ستموتين قريباً".
حصلت لانغر عام 1990 على جائزة الحق في الحياة (المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة) "للشجاعة المثالية في نضالها من أجل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني". وقبل أن تغادر فلسطين في السنة نفسها، منحها رئيس بلدية الناصرة، توفيق زياد، مواطنة شرف في المدينة. وحصلت عام 1991 على جائزة «برونو كرايسكي» للإنجازات المتميزة في مجال حقوق الإنسان. وفي 2005 كرمت من قبل مركز عدالة القانوني كونها من أوائل المحامين الذين دافعوا عن حقوق الإنسان في إسرائيل. وفي 2009 حصلت على الوسام الألماني من الدرجة الأولى، عن دورها في الدفاع عن حقوق الإنسان. فكم نحن بحاجة اليوم لآلاف مثل "الحاجة فولا" للدفاع عن "الإنسان" أينما كان.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard