شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
ما فعله

ما فعله "أبو نسمة" الأسطورة في المنتخب المصري

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 10 يونيو 201805:30 م
واجه مسؤولو الرياضة في مصر انتقادات لاذعة، نتيجة لسوء طلة المنتخب المصري، قبل بضعة أيام من بدء منافساته الرسمية في بطولة كأس العالم بروسيا 2018. الانتقادات ظهرت بداية من حفل وداع المنتخب تزامنا مع مرانه الأخيرة، الذي تضمن ظهورًا مفاجئًا لما سُمي ب "تميمة المنتخب"، وهي عبارة عن تصميم لتمساح النيل وعليه رأس فرعونية. وربما تشير التميمة إلى تمساح النيل الكبير، الذي كان يعرف عند الفراعنة باسم الإله "سوبِك أو سُبِك"، وارتبط بالسلطة الملكية والخصوبة والبراعة العسكرية، واعتبر كذلك إلهاً وقائياً ضد الأخطار بصفات طاردة للشر. وتمتع "سوبك" بنفوذ طويل الأمد بين عائلة الآلهة المصرية من الدولة الفرعونية إلى فترة الحقبة الرومانية. لكن البعض رأى في سوء تنفيذ التميمة فشلا جديدا يضاف إلى قائمة الفشل الطويلة التي تم التعامل من حلالها مع منتخب لم يصل إلى النهائيات منذ 28 عاما. وتخوض مصر مباريات البطولة في المجموعة الأولى مع منتخبات روسيا وأوروجواي والسعودية، في منافسات لا تبدو سهلة تمامًا، لاسيما مع الهزائم الأخيرة التي مُني بها المنتخب في مباراتيه الأخيرتين مع بلجيكا والبرتغال.

"نحلة ولا حمامة راقدة!.. ماتفهمش؟!

"البدلة دي من عند أبو نسمة اللي تحت الكوبري"، عبارة تكررت من مصريين كثر على تويتر، في تعليقهم على البدل الرسمية للفريق المصري لدى توجهه إلى روسيا. اسم "أبو نسمة" ورد في مشهد كوميدي للفنان أحمد حلمي بفيلمه "جعلتني مجرمًا". كان خلاله يتحدث إلى صديقه عن مدى "شياكة" بدلته المهترئة وغير المناسبة مقاساتها لبنيته الجسدية، التي استأجرها من "أبو نسمة".
ويشار إلى أن الشركة المُصممة لبدل منتخب مصر، اسمها "Live on top"، لصاحبها رجل الأعمال الشاب خالد أوبيا، المعروف كونه أول من أدخل التسوق الشبكي إلى مصر عبر شبكة "كيو نت".
ولفت مغردون إلى أن موديل زي المنتخب يشبه إلى حد كبير ما ارتداه المنتخب الإنجليزي في كأس العالم 1990، بينما قال أحدهم إن الموضة تشهد عودة لخطوط التسعينيات، لكن العيب الوحيد في البدل، كونها غير دقيقة المقاسات. وفيما غاب الجمهور عن مدرجات استاد القاهرة في المران الأخيرة للمنتخب، ظهرت فجأة دمية غريبة الملامح في المستطيل الأخضر، قال الاتحاد المصري لكرة القدم إنها "تميمة المنتخب"، ما أثار دهشة مستخدمي السوشيال ميديا في مصر عن هويتها.
"لما نقول الفراعنة الدنيا تقوم تسمعنا"، جملة كُتبت على ما قيل إنها أتوبيسات الفريق، التي بدت دون تصميم مميز، في حين نشرت مواقع إخبارية صورًا أخرى للأتوبيسات.
وظهرت تعليقات تنتقد التعديلات التي خضع لها شكل طائرة الفريق الرسمية، لاسيما بعد مشكلة اتحاد الكرة مع اللاعب محمد صلاح، واضطرار شركة مصر للطيران إلى إزالة صورته من عليها، بعد المماطلة في الاستجابة لمناشدته حتى لا يتعرض لمشكلات، بسبب حقوق الرعاية الإعلانية الخاصة بشركة  أخرى. يضاف إلى ذلك البروز اللافت لشعار شركة "We" على الطائرة والمواد الترويجية المنشورة على صفحات المنتخب المصري على الشبكات الاجتماعية.
وهو ما جدد سخرية البعض من ما يبدو أنه محاولة لتصميم شكل "الإله حورس"، وأدى ذلك إلى تساؤل البعض: "دى نحلة ولا نملة ولا حمامة راقدة ولا إيه حاجة تجنن والله".
وقارن آخرون بين مظهر المنتخب المصري وعدد من المنتخبات المشاركة في كأس العالم، مثل ألمانيا وأيسلندا ونيجيريا، واعتبروا أنه "توجه عام في الدولة، كل حاجة تبقى ذوقها وحش من البداية".

28 سنة انتظار.. لماذا كل هذا القُبح؟

للمرة الأولى، تعود مصر إلى البطولة بعد 28 عامًا من الغياب منذ العام 1990، حاملا معه عطشًا كبيرًا لبلوغ كأس العالم، بعد محاولات فاشلة واكبها جيل الثمانينات والتسعينيات. وقد تشكل هذه الذكريات وهذا الصبر الطويل، رصيدًا كبيرًا من الأمل لدى المصريين في إحراز منتخب بلادهم مراتب متقدمة خلال المنافسات. وهو ما أثار حالة من الاستنكار لدى الجمهور تجاه إهمال مسؤولي الرياضة، وغياب اهتمامهم الكاف بكل شيء يرتبط بالفريق. وتعجب البعض من عدم طرح مسابقة رسمية لتلقي تصميمات يمكن اعتمادها بحيث تعبر عن هويتنا، وقالوا: "ليه المسؤولين بيكابروا ومش بيدعموا المواهب ومصممين على دعم التشوه البصري والعشوائية".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard