شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
وسع لـ

وسع لـ"شرطة الإعلانات".. دعاية رمضان في مصيدة "العنصرية والطبقية والنسوية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 6 يونيو 201805:35 م
"ذكورية، عنصرية، طبقية، خالية من الإبداع"، أوصاف التصقت بعدد من الإعلانات التلفزيونية خلال رمضان، بينما ذهبت آراء أخرى إلى أن إرضاء جميع الأذواق،والهروب من مُمثليّ مصيدة "شرطة الإعلانات"  أمر صعب المنال. في السنوات الأخيرة، نشطت صناعة الإعلان برغم تغيرات سياسية حادة شهدتها البلاد، إذ ينتظر الجمهور الإعلانات، تماماً مثلما ينتظر المسلسلات والأعمال الفنية في شهر الصوم. مع التغيَرات الصارخة في صناعة الميديا، لم تكن فترة الانتظار هذه مرتبطة بالاكتفاء برؤية الإعلانات، وإنما تطال تقييم أفكارها وتحليلها وصولاً إلى خوض معارك في فضاء الشبكات الاجتماعية، إذ أصبح معتادًا أن يصبح فنان أو إعلان معيّن في مرمى نيران الانتقادات والمقاطعة، تماما كأن تظل عبارة مثل "هالله هالله ع الفانلة" في أذهان من سمعوها من المعلق الرياضي مدحت شلبي  إلى أبد الآبدين. وقُدرت تكاليف صناعة الإعلان في رمضان الماضي بحوالى 800 مليون جنيه، بحسب محمد السعدي، مالك شركة "سعدي- جوهر"، التي هي واحدة من كبرى شركات الإعلان في مصر. والمرجح ارتفاع هذا الرقم لنحو المليار هذا العام، لا سيما مع تردي الأوضاع الاقتصادية وموجة الغلاء.

إعلانات "لبست" صناعها "في الحيط"

وقعت بضعة إعلانات في مصيدة تقييم الجمهور ومعيار القيم الاجتماعية والدينية، في وقت ذهب مُغردون إلى أن بعضها جرى إنتاجه على سبيل الطرافة والتسلية من دون قصد الإساءة.

"غيري لبسك.. مش هاتيجي الماتش كده"

إعلان لإحدى شركات بطاطس الشيبسي (تايجر) في مناسبة قرب انطلاق بطولة كأس العالم، كان من بين الإعلانات التي تعرضت للهجوم على السوشيال ميديا، ووصفته فتيات بأنه يُعبّر عن "ذكورية المجتمع، ونكد وتحكم الرجل المصري". ومحتوى الإعلان: شاب يلوم صديقته بسبب ارتدائها تنورة قصيرة "انتي هاتيجي معايا الماتش كده، الكاميرا لما هتيجي عليا معاكي الناس هتقول عليا إيه، لو سمحتي خوشي غيري"، وانتهت بمقولة "المسيطرين وصلوا روسيا".
/

عنصرية

"لبس البيت لبسك في الحيط" عبارة وردت في إعلان لماركة ملابس داخلية (الإمبراطور)، وصفه مغردون بأنه "عنصري" يسخر من طبقة "الشقيانين" مثل "القهوجية".
/

طبقية البراند "المُستفزة"

"أنا ماشية في حياتي بمبدأ، لما بيجيلي سكريبت أول حاجة بابص عليها الاسم، ولو هو كبير بامضي وأنا مغمضة.. مين مش بيدور على اسم العيلة اللي هيناسبها، إلا لو العريس حليوة، أو اسم المدرسة والجامعة اللي هيخشوها...". هذه العبارات وردت في إعلان عن كومباوند سكني ظهرت فيه الفنانة يسرا، وقد عدّه كثيرون مروّجاً "للعنصرية الرأسمالية" و"الفشخرة الكدابة باسم البراند".
ومثله إعلان يصور عالمًا سحريًا لكومباوند "بادية" التابع لشركة بالم هيلز، وقد رآه قسم كبير من المواطنين مُعبّرًا عن "شيزوفرينيا" مصر المنقسمة بين الفقراء والأغنياء، وعدٰه آخرون أنه خاطب الجمهور بطريقة إبداعية مناسبة للفئات الاجتماعية الموجه إليها.

"يا حبيبتي"، هاني سلامة يثير غضب النساء

"لما تتخنق من مراتك هات لك شقة في سكاي لاين"، هذه العبارة قالها الفنان هاني سلامة في إعلان يعدد مزايا العيش في تجمع سكني جديد، إلا أن الجملة لم تمر سهلة على مسامع النساء، اللواتي قلن إنها تنظر إليهن نظرة "سطحية"، وناشدنا المسؤولين عدم جعل المرأة مادة لصورة إعلانية "نمطية".
/
/1773004759460630/?type=3

"ويفر بيقرمش" في "السجن"

في إحدى زياراتها لزوجها في السجن، كانت تمسك بقطعة من ويفر بسكويت، اسمه Elite. كانت السيدة تتلذذ بتناول البسكويت أمامه، بينما هو يخاطبها من وراء القضبان، مُتلهفًا "بيقرمش"، ويسألها: "الويفر عامل إيه مع الشاي، وحشني أوي الإحساس ده، نفسي نتلم مع بعض وناكل الويفر ده مع بعض".
هذا الإعلان تلقى انتقادات لاذعة رأت فيه إهانة للسجناء في مصر، لا سيما مع تردي أوضاع عشرات الآلاف داخل معتقلات، بعدما قُبض عليهم في السنوات الأخيرة، تزامناً مع الأوضاع السياسية غير المستقرة في البلاد.

انتقادات لـ"شرطة الإعلانات": Save the drama for your mama

في المقابل، اعترض قسم آخر من المشاهدين على انتقادات متصيّدي الأخطاء الواردة في الإعلانات، وقالوا إن من حق كل شريحة اجتماعية أن يوجه إليها الإعلان المناسب لتطلعاتها. ورأوا أن الوقوف بالمرصاد لما تتضمنّه هذه الأعمال من شأنه أن يقتل حس الدعابة والإبداع، ودعوا الغاضبين إلى اعتماد "رحابة الصدر" عملاً بالعبارة التي وردت في إعلان تكييف "كارير": "Save the drama for your mama".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard