شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
حقوقنا مش ضايعة، صار وقت ترجعوها...  ناهضوا رهاب المثلية مع

حقوقنا مش ضايعة، صار وقت ترجعوها...  ناهضوا رهاب المثلية مع "حلم"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 10 مايو 201804:42 م
"حقوقنا مش ضايعة، صار وقت ترجعوها". هذه الصرخة أطلقتها جمعية "حلم" في إطار حملتها السنوية "مناهضة رهاب المثلية والتحول الجندري"، التي تنطلق اليوم في 10 مايو وتستمر أسبوعاً. مؤتمرات، سرد قصصي، حلقات حوار، حملات على "السوشال ميديا" وغيرها من النشاطات بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية ورهاب عابري/ات الجندر. ماذا في "جعبة" الجمعية؟ وما هي التحديات التي يواجهها مجتمع الميم في لبنان؟

المأساة الجنسية

في مقال له في صحيفة النيويورك تايمز، كتب الصحافي كمال داود عن "المأساة الجنسية في العالم العربي"، معتبراً أن الثورات العربية كانت خطوة ناقصة إذ لم تنجح في تغيير الأفكار والثقافة والدين، وحتى الأعراف الاجتماعية، وبالأخص تلك المتعلقة بالجنس. لا يزال الجنس من المواضيع المحرمة والشائكة في العالم العربي في ظل طغيان السلطة الأبوية المحافظة والقواعد الصارمة التي يفرضها أهل الدين، مما يخنق الرغبات والمشاعر ويولد شعوراً بالذنب، إضافة إلى قيام البعض بتهميش فئةٍ من الناس على اعتبار أنها "مختلفة" و"خارجة عن الطبيعة". اللافت أن مصطلح "مناهضة رهاب المثلية" يتردد كثيراً في الآونة الأخيرة نتيجة سعي بعض الجمعيات إلى كسر حواجز الخوف وتسليط الضوء على هذه الآفة التي تصيب البعض، وتجعلهم يكنّون مشاعر الخوف غير المبرر والعدائية والرفض الشديد لأصحاب الميول الجنسية المختلفة، على غرار المثليين/ المثليات جنسياً والعابرين/ العابرات، فهؤلاء الأشخاص يتعرضون لسيل من الأحكام المسبقة، وتلاحقهم الحملات المناهضة إلى حدّ المطالبة بالقتل، إضافة إلى التجريم وفق قانون كل بلد عربي.

بعض الأمل؟

بالرغم من أن الوضع الذي يعيشه أفراد مجتمع الميم "لا يبشر بالخير" في ظل التهميش والوصمة الاجتماعية والاعتداءات اللفظية والجسدية، فإن هناك "خلية نحل" تعمل بجهد لرفع الصوت والمطالبة باحترام هؤلاء الأشخاص وحقهم بالتعبير عن حريتهم الجنسية وعدم ملاحقتهم اجتماعياً وقانونياً، وهذا هو حال "جمعية حلم" التي انطلقت كحركة حقوقية (أندرغراوند) في العام 1998. خلال مرحلة التبلور، عُرفت الحركة باسم Clubfree، وكان تركيزها على الحريات الفردية في سلم أولوياتها، إلى أن تشكّلت جمعية تُعنى بالعمل على الحريات الجنسية وحقوق المثليين/ات والمتحولين/ات. وفي العام 2004، اتخذت "حلم" شكلها النهائي، وهي تعمل حتى اليوم على حماية ودعم مجتمع الميم في لبنان، من خلال إطلاق حملات توعية ونشاطات عدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة المثليين والمثليات في لبنان والوصول إلى أكبر قدرٍ ممكنٍ من الناس.

ماذا عن نشاطات هذا العام؟

في حديثها إلى رصيف22، تشير "غنوة سمحت"، المديرة التنفيذية في جمعية "حلم"، إلى أن العاشر من مايو هو اليوم الأول لإطلاق الحملة السنوية لمناهضة رهاب المثلية والعبور الجندري. وتوضح أن الحملة التي تندرج ضمن عنوان: "حقوقنا مش ضايعة، صار وقت ترجعوها"، تتضمن مجموعة من النشاطات، هي: 1-الترويج لفيديو إعلاني عن الحملة. 2- ليلة سرد قصص لمجموعة من الأفراد "الترانس" تحت عنوان: صار دوركم/ن تسمعوا. 3- ليلة عرض Drag King في 10 مايو في "Madame Om" في الجميزة. 4- عرض مجموعة من الرسوم والمواد البصرية المنبثقة من قصص واقعية. 5-  تجربة اجتماعية لمحاولة فهم الواقع اللبناني في أحياء محددة بشكل أفضل. 6- عقد مؤتمر سنوي في 16 مايو في "ستايشن بيروت"، الساعة السابعة مساءً، تتخلله مداخلات لجمعيات عدة: المؤسسة العربية للحريات والمساواة، مرسى/ مركز الصحة الجنسية، لبماش...

تحديات

ليست الطريق سهلة أمام جمعية "حلم" التي تعمل من دون أي غطاء سياسي، خاصة في ظل جملة من المشاكل التي يتخبط بها مجتمع الميم، لعلّ أهمها تجريم المثلية التي تندرج تحت المادة 534 من قانون العقوبات، إذ يتم باستمرار اعتقال عدد من الأفراد استناداً إلى هويتهم الجندرية أو ميولهم الجنسية. وفي هذا الصدد، تشير "غنوة" إلى أن التحديات لا تقتصر على القانون المجحف بحق هذه الفئة، فهناك الوصمة الاجتماعية التي يتعرض لها أفراد من هذا المجتمع، والتمييز في الحصول على خدمات على مختلف أنواعها، والعنف العشوائي والممنهج، وعدم الحصول على فرص عمل والابتزاز والتهديد... وعليه، تلفت "سمحت" إلى أن الهدف من هذه الحملة هو تسليط الضوء على التحديات التي تعيشها أكثر الأفراد تهميشاً، وعلى الانتهاكات المباشرة لحقوقهم/ن و لكرامتهم/ن، خاصة من خلال طريقة مخاطبتهم/ن والتحدث عنهم/ن. ومن يدخل إلى الصفحة الرسمية لجمعية "حلم" على فيسبوك يلاحظ وجود عددٍ من الملصقات حول الهوموفوبيا، تتحدث عن الطريقة الأنسب لمخاطبة أصحاب الميول الجنسية المختلفة، ففي أحد التصاميم مثلاً نشاهد شخصين يتحدثان مع آخر مختلف عنهما، وحين يقولان له: "ليه شكلك هيك؟ إنت لوطي، يجيبهما: لأ، أنا Trans... بدكن تحكوا معي، عالقليلة حكوني صح". وكون موضوع "المثلية" شائكاً في المجتمعات العربية، تكشف المديرة التنفيذية للجمعية أن "حلم" تحاول الاستفادة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي من أجل استخدام لغة تراعي الجميع وتحترم خصوصية كل شخص في التعبير عن ميوله الجنسية، إضافة إلى تشكيل منصة من الداعمين والداعمات لتأييد هذه المسألة بشتى الطرق، متحدثةً عن الدور الكبير الذي لعبه الإعلام في دعم الجمعية وتحقيق مجموعة من الأهداف وكسر بعض الأفكار النمطية. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من الهوموفوبيا، فتكشف "سمحت" أن حدّة العنف عند الفئات المعارضة، خاصة تلك المتطرفة دينياً، تشتدّ مع كل حملة تطلقها الجمعيات المدافعة عن حقوق أفراد الـLGBTQ. وتقول: "لعلّ أبرز حدث كان السنة الماضية خلال المؤتمر الختامي للحملة إذ استطاعوا إيصال تهديد للمنصة التي كانت تستضيفنا وتم الغاء المؤتمر، الا أننا عاودنا عقده بشكل مغلق مع بث مباشر، ولعلّ هذا الحدث حصد دعماً أكبر ومشاهدة غير متوقعة"، (في إشارة إلى إلغاء مؤتمر مجتمع الميم في مترو المدينة وكان يهدف إلى "الوصول إلى مجتمع غير إلغائي"). وتختم "سمحت": "عملنا الراهن وحملاتنا هما طبقة إضافية فوق العمل المتراكم منذ عشرين سنة، والإنجازات التي حققناها ما هي إلا نتيجة هذا العمل الذي حمله مئات الأشخاص على عاتقهم/ن". يذكر أن جمعية "براود ليبانون" كانت بدورها قد ألغت السنة الماضية مؤتمراً بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية الجنسية والتحول الجنسي، بعد ضغوط مكثفة مارستها هيئة علماء المسلمين التي رفعت يومذاك شعار "مكافحة الرذيلة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard