شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
أصوات: من منكم لا زال يحتفظ بصور في المحفظة؟

أصوات: من منكم لا زال يحتفظ بصور في المحفظة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 21 أبريل 201812:24 م
قد يعود الاحتفاظ بصور الأحبّة في المحفظة الشخصية إلى جيل مضى كانت الصور فيه ملموسة، تُمسك باليد وتُطبع على ورق. وكان لبعض المحفظات جيب بلاستيكي شفاف تظهر من خلاله الصور ونراها كلما فتحنا المحفظة. هذه الصور في الغالب مربعة وصغيرة، توضع في المكان الصغير، وهي نسخ إضافية التُقطت قبل تجديد جواز السفر أو القيام بمعاملة حكومية. عادةً، نجد في المحفظة صور الأهل والأبناء، وطبعاً الأحفاد، فضلاً عن قصاصات ورق عليها رسالة ما للذكرى. لم يتوقف الشباب عن حمل محفظة أو حقيبة، ولكن غالبيتهم يحملون أيضاً هاتفاً ذكياً، يصاحبهم أينما ذهبوا. والهاتف اليوم هو البديل للمحفظة الملأى بالصور. ففي ألبوماته نحفط مئات الصور. هل هناك من لم يزل يحمل صوراً في المحفظة في أوساط الشباب؟ وما الصور التي يحتفظ بها؟ نزلنا إلى أحد شوارع بيروت، وسألنا بعض المارة وعدنا بهذه الإجابات.

أحمل الصور لكني لا أحمل المحفظة

مايا فتاة أمريكية تبلغ من العمر 30 سنة، تعمل في المجال الإعلامي. وهي تحتفظ بصور في محفظتها، التي لا تحملها على الدوام. تغير مايا محفظتها كل فترة. فلكل محفظة مرحلة، وبالتالي صورها. ليس لديها محفظة للمرحلة الحالية. أما آخر محفظة حملتها ففيها صورة لوالدتها وصورة البطاقة الجامعية لصديقها السابق. تقول إن المحفظة صغيرة لا تتسع لجميع الصور التي تريد حفظها. كانت والدة مايا ترسل بإصرار غريب على نحو دوري صورتها إلى ابنتها لكي تضعها في محفظتها، حتى أذعنت الابنة للأمر، والتقطت صورة لتُعلِم أمها بأن الأمر قد تم، وهذا ما أبهج الأم كثيراً، ومنذ ذلك الحين والصورة في مكانها. أما صورة الصديق فكانت من مجموعة التقطت له عند المصور ليستعملها في استخراج بطاقة جامعية، ولم تعجبه، لكن مايا أحبتها كثيراً، فأخذت واحدة منها واحتفظت بها في المحفظة التي هي هدية من الصديق نفسه. علاقة الفتاة الأمريكية غريبة بوالدها، إذ كانت علاقة إشكالية، ولكنها بدأت تستقر خلال الأشهر الأخيرة. صورة لمايا على كتف والدها وهي صغيرة قد تجد مكاناً في محفظة المرحلة المقبلة.
يحمل في محفظته "أهم صورة" على حد قوله، صورة فرانكلين التي تتوسط ورقة المئة دولار. يقول: "هذه الصورة أقوى مساعد وقت الشدة، وستنفعني أكثر من صور أصدقائي أو أقربائي"

صور عائلتي في سوريا

مارك الشاب السوري ذو الـ26 سنة والمقيم في لبنان، يحمل في محفظة هاتفه الذكي صورة لابنَي أخيه اللاجئ في أوروبا، وصورة لوالديه اللذين ما زالا في سوريا. ما سبب احتفاظك بصورة ولدي أخيك؟ سألته، فقال إنه وضع صورتهما في محفظته وراء حاجز بلاستيك شفاف مخصص لحفظ الصور، فانطبعت مع مرور الوقت ألوان الصورة على الحاجز، مما حتّم عليه الاحتفاظ بالصورة حيث هي، لأن استبدالها سيُظهر الألوان التي علقت على الحاجز. Marc

الصور في قلبي

شاب لبناني فضّل عدم ذكر اسمه اعتبر أن صور أحبائه يحملها في ذاكرته وقلبه، وليس في محفظته أو هاتفه، على رغم أنك قد تجد صوراً لهم في هاتفه تعود إلى أسبوع أو اثنين من لقاء أو احتفال جمعه بهم، قد يحذفها لتحل مكانها صور أخرى. وقال إنه يحمل أهم صورة، صورة فرانكلين، ويقصد الرئيس الأمريكي بنجامين فرانكلين الذي تتوسط صورته ورقة المئة دولار. يقول: "هذه الصورة أقوى مساعد وقت الشدة، وستنفعني أكثر من صور أصدقائي أو أقربائي".

آخر زيارة إلى حمص

أبو بسام، شاب سوري مقيم في لبنان، لكنه لا يعتبر نفسه لاجئاً، يحمل في هاتفه صوراً التقطها خلال آخر زيارة له إلى حمص في سبتمبر 2016، منها صورة الشارع حيث يقع منزله في الصباح الباكر، كان التقطها من الشرفة. Abou-Bassam

غادروا إلى كندا

شادي، 22 سنة، يعمل في مطعم ويدرس الإخراج والتمثيل، يحتفظ في محفظته بصور لأصدقائه الذين غادروا لبنان إلى كندا، تم التقاطها بإحدى الكاميرات الفورية التي عادت لتبرز في السنوات الماضية، ويحتفظ رفاق شادي أيضاً بصور مماثلة. يعتقد شادي أنه قد يضيف إلى المجموعة صوراً أخرى، مثل صورته الشخصية، لمَ لا؟ Shady

الصورة تعني لنا كثيراً

ميرا شابة فلسطينية - لبنانية تحمل في محفظتها صورة لأمها التي توفيت قبل زمن ليس ببعيد، صورة مخصصة للأوراق الرسمية. تقول ميرا إنها ليست غنية، ومن أبناء الطبقة الوسطى الذين تعني لهم الصورة كثيراً، برأي ميرا، فهم لا يتصورون دوماً، فقط لأسباب متعلقة باستخراج بطاقة هوية أو جواز سفر، لذا حين أظهرت الأم الراحلة الصور لميرا، اختطفت هذه الصورة لتحتفظ بها إلى اليوم. Mira ميرا تنتمي - على رغم أنها شابة - إلى زمن لم تتوافر فيه كاميرات وهواتف ذكية، لذا فالصورة كانت مطبوعة وأقل انتشاراً من يومنا هذا. وتحتفظ ميرا أيضاً بصورة لابن أخيها ذي السنوات الست مع صورة أمها، التي حصلت عليها بطريقة مشابهة. تظن ميرا أنها قد تضيف إليهما صورة زوجها في المستقبل.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard