شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
هارمونيكا... تطبيق مصري للتوفيق بين

هارمونيكا... تطبيق مصري للتوفيق بين "رأسين في الحلال"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 5 أبريل 201810:23 ص
في العام 2017، قرر حسام (36 سنة) الانفصال بشكل رسمي عن زوجته بسبب "عدم توافقهما"، كما يقول لرصيف 22 مبرّراً أن اختياره من البداية لم يتم على أسس سليمة. "كنا مختلفين في كل شيء، لا تجمعنا أي اهتمامات مشتركة، وحتى نظرتنا للحياة والمستقبل كانت مختلفة تماماً... كان يجب أن ننفصل حتى لا نظلم أنفسنا أو نصنع عائلة غير مستقرة"، يقول حسام. السبب الذي قاله الشاب المصري وجعله ينفصل رسمياً عن زوجته هو سبب لا يمكن تجاهله ضمن أسباب أخرى تجعل ملايين المصريين يقررون الطلاق بعد سنوات قليلة من بداية الزواج. من أجل حسام وغيره، قرّر شباب مصريون إطلاق تطبيق جديد للهواتف الذكية يحمل اسم "هارمونيكا"، والهدف الرئيس منه، حسب مؤسسيه، هو "أن يجد أي شخص شريك مناسب للزواج، يتوافق معه في الاهتمامات والأفكار"، وهو الأمر الذي يتمنى صناع التطبيق أن يقلّل من نسبة الطلاق الكبيرة في المجتمع المصري. هارمونيكا في الأساس هو اسم آلة نفخ موسيقية شهيرة، لكن التطبيق لم يتعامل مع اسمه بهذا المعنى المباشر، فهارمونيكا هنا هو تحوير لكلمة "harmony" الإنجليزية والتي تعني اتفاق أو انسجام، والهدف أن يصبح تطبيقهم وسيلة تعارف بين فردين بينهما توافق في الاهتمامات. شيماء علي وعلي متولي هما من الفريق الذي أطلق التطبيق، ويؤكدان أن بعض الناس حين تسمع عن فكرة التطبيق يظنون أن دوره يتشابه ودور "الخاطبة"، "لكن هارمونيكا ليست خاطبة". كيف ذلك؟ "فكرتنا هي كيفية مساعدة الشباب في مصر على أن يتزوجوا بطريقة مختلفة تتناسب وتطور العصر الذي نعيشه"، كما يقولان ويشرحان أن الخاطبة تقوم بنفس دور زواج الصالونات من دون أسس علمية. وفي السنوات الأخيرة، انتشرت في مصر مكاتب خاصة وظيفتها التوفيق بين الأشخاص الذين يرغبون في الزواج مقابل مبلغ مالي يختلف من مكتب لآخر، بعد ذلك يقوم صاحب الطلب بملء استمارة تحوي أسئلة تتعلق بعمله وظروفه المادية وما الذي يبحث عنه في الشريك الأخر، ويحصل المكتب على عمولة حين يوفر له شريكاً مناسباً. ولا توجد أرقام رسمية تبين عدد من يتزوجون عن طريق هذه المكاتب.

توافق لا تطابق

تعتمد آلية عمل هامونيكا على عرض مجموعة كبيرة من الأسئلة على أي شاب أو فتاة يرغب في الزواج عبر التطبيق، يتم ذلك بعد اشتراكه عن طريق حسابه الرسمي على فيسبوك، وهذه الأسئلة تم تجهيزها عن طريق متخصصين في علم النفس، كما يشرح أصحاب التطبيق. تبيّن إجابات تلك الأسئلة بشكل كبير اهتمامات وطريقة تفكير الشخص، ويتم تحليلها عن طريق برنامج معين يعتمد على خوارزمية دقيقة (Algorithm)، ومن ثم يتم عرض أفضل شريك مناسب لهذا الشخص من ضمن المشتركين. لكن هنا يلفت صناع التطبيق أن الزواج الناجح لا يحتاج لطرفين متطابقين في الاهتمامات، بل متوافقين في أشياء كثيرة منها الأفكار والطباع والمبادئ والأحلام، وهو الأمر الذي يعني أن فرصة نجاحهما معاً كبيرة. يؤكد هؤلاء أن تلك العملية تتم بدقة وخصوصية وأمان كامل للطرفين، إذ يشترط التطبيق لقبول الاشتراك أن يكون لدى المشترك حساب على فيسبوك عمره أكثر من سنة، وبه ما لا يقل عن خمسين صديق، لضمان أن هذا هو حسابه الحقيقي ولم ينشئه خصيصاً للتعرف على فتاة عبر التطبيق.
يطلب التطبيق بعض المعلومات مثل السن ومكان الإقامة، وإذا كان المشترك يرغب في إظهار اسمه الحقيقي أو لا. بعد الإجابة على كل الأسئلة "ستجد شريك حياتك في تمام الثامنة مساء"
"الزواج يحتاج لمعرفة جيدة بالشخص على أرض الواقع، والتعامل معه أكثر من مرة، لأن الحياة في الواقع الافتراضي كثيراً ما تكون مختلفة عن الواقع"، تقول "سلمى" التي تعارض التطبيق
وفي سبتمبر الماضي، طلب صناع التطبيق عبر صفحتهم على الفيسبوك مائتي متطوع، نصفهم من الذكور والنصف الأخر من الإناث، ليتم تجريب الفكرة عليهم، وبالفعل وافق عدد كبير على التطوع بهدف تجربة التطبيق، وهو الأمر الذي ساعد صناعه على تطويره والتأكد من دقته، على حد تعبيرهم.

لسنا تطبيق مواعدة

يؤكد هارمونيكا على أنه ليس تطبيق مواعدة، بل هو تطبيق يهدف فقط لمساعدة من يبحث عن شريك بهدف الزواج. ليس هذا كل شيء، حيث لا يكتفي التطبيق بأن يكون مجرد منصة تعارف بهدف الزواج، لكنه يحاول أيضاً نشر ثقافة الزواج بطريقة علمية حديثة، ومن أجل ذلك أطلق وسم "استشير هارمونيكا" لاستقبال أسئلة حول الزواج والعلاقات العاطفية من متابعي ومشتركي هارمونيكا. وبعد ذلك يتم عرض هذه الأسئلة على متخصصين في العلاقات ليجيبوا عليها بشكل علمي. يتميز التطبيق بسهولة كبيرة في التعامل معه، وحين استخدامه يُطلب بعض المعلومات مثل السن والمدينة في مصر، وإذا كان المتشترك يرغب في إظهار اسمه الحقيقي أو لا. وبعد الإجابة على كل الأسئلة بصراحة شديدة يعد التطبيق "أنك ستجد شريك حياتك في تمام الثامنة مساء". لكن مشاكل تعترض تجربة التطبيق، منها أنه يغلق أحياناً من دون سبب، كما هناك صعوبة شديدة في رفع الصورة الشخصية، وحين عرضنا هذه المشاكل الفنية على صناع التطبيق قالوا إنهم يحاولون دائماً تحسينه وأنهم يستفيدون من كل رسالة تصلهم بشأن وجود مشكلة فنية. وفيما يخص وعد فريق التطبيق بإيجاد شريك مناسب في الثامنة مساء فهو ليس دقيقاً كذلك، حيث من الممكن ألا تصل أي ترشيحات لعدة أيام، بحسب شكاوى عدة في صفحة التطبيق على متجر "غوغل بلاي"، ودائماً ما يردّ صناع التطبيق بأنهم أحياناً لا يجدون الشريك المناسب للشخص بسهولة والأمر يحتاج بعض الصبر. ربما يكون السبب في كل تلك المشاكل هو أن التطبيق لا زال في المرحلة التجريبية كما أن عدد من قاموا بتحميله وخلق حسابات عليه ليس كبيراً بعد.

مع وضد التطبيق

تقول سلمى محمد (28 سنة) إنها لا تعتبر أن هذا النوع من التطبيقات أفضل طريقة للزواج، معتبرة أن الزواج يحتاج لمعرفة جيدة بالشخص على أرض الواقع، والتعامل معه أكثر من مرة، لأن الحياة في الواقع الافتراضي كثيراً ما تكون مختلفة عن الواقع، على حد تعبيرها. "شخصياً لا أتخيل نفسي أقوم بتحيمل تطبيق هدفه أن أجد زوج مناسب لي، أترك هذا الأمر للحياة، قد أقابل هذا الشخص في مكان عملي، أو في أي مكان أخر، أنا بشكل عام لا أصدق الإنترنت"، تقول سلمى لرصيف22. لكن على العكس يرى محمد السيد (30 سنة) أن فكرة التطبيق جيدة، ويحتاج لأن يجربه بنفسه بشكل عملي ليحدد موقفه منه. "جميل أن تقرر مجموعة من الشباب مساعدة غيرهم على أن تصبح حياتهم أسهل، وبالتأكيد هناك شخص مناسب لي لكن قد يكون عنصر الزمان او المكان غير مناسب لألتقيه، فجيد أن يكون هناك تطبيق مهمته أن يعرفني على هذا الشخص"، حسب تعليق السيد لرصيف22. أما حسام الذي انفصل عن زوجته بسبب أنهما "غير متوافقين" فيرى أن تجربته جعلته يتعامل بحرص شديد مع موضوع الزواج، ويقول إن هذا التطبيق حتى لو ساعده على التعرف على فتاة تتوافق معه في الأفكار فيجب أن تكون هناك فترة خطوبة طويلة حتى يتعارفا على بعض أكثر، فالتعارف عبر هارمونيكا لا يكفي للزواج بل هو مجرد بداية"، على حد تعبير حسام.  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard