شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
كل ما تحتاجون معرفته عن الجيت لاغ وغلاظته وحلوله

كل ما تحتاجون معرفته عن الجيت لاغ وغلاظته وحلوله

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رود تريب

الجمعة 16 فبراير 201804:00 م
اضطراب الرحلات الجوية يعني الاستيقاظ المفاجئ في منتصف الليل، والشعور بالنعاس طوال النهار، وإرهاق شديد، والتغيّب عن المواعيد وعدم القدرة على التركيز على المهمات المطلوبة، وغيرها من الأمور التي قد تدوم بضعة أيام، مما يؤثر سلباً على تجربة السفر. بمعزل عن الحقائب الثقيلة والانتظار الطويل في المطار حتى موعد إقلاع الطائرة، لا شيء يمكن أن يفسد متعة السفر إلا الوقوع في فخ الجيت لاغ.

اضطرابات خطيرة؟

إن ظاهرة الجيت لاغ التي تُعرف باللغة العربية بـ"اختلاف التوقيت" أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، هي حالة فيزيولوجية تصيب بعض الأشخاص الذين يسافرون مسافات بعيدة، فهذا النوع من السفر الطويل والسريع عبر مناطق زمنية عديدة يولد لدى هؤلاء المسافرين الشعور بالتعب والإجهاد. via GIPHY ولكن ما هو السبب العلمي لحدوث هذه الظاهرة؟ عند التنقل بين المناطق الزمنية، تكون الساعة البيولوجية للجسم خارجة عن التزامن مع وقت الوصول، مما يسبب لدى البعض اضطراباً في النمط الطبيعي للجسم وعدم القدرة على التكيّف مع الجدول الزمني الجديد. أما المشكلة الأكبر فتكمن في مواعيد النوم: برغم أن الوقت قد تأخّر ويجب عليهم الخلود إلى النوم، فإن عقولهم نرفض الاستسلام للنوم بسب التضارب في الجدول الزمني وعدم التكيّف مع التوقيت الجديد، وهكذا يصبح النهار ليلاً والليل نهاراً لدى بعض الأفراد، الأمر الذي يسبب لهم أرقاً واضطرابات في النوم وخللاً في مواعيد تناول الطعام والعمل وممارسة عاداتهم الروتينية. يصيب"اختلاف التوقيت" جميع الأعمار، إذ إن الأطفال والرضع يمكن بدورهم أن يعانوا من هذه الأعراض، إنما بخلاف ما هو سائد، فإن طريقة التكيّف مع الجدول الزمني الجديد تكون لديهم أسرع من البالغين: كلما كان الشخص أكبر في السن كانت أعراضه أشد واحتاج إلى وقت أطول لتكيّف الساعة البيولوجية لديه.

كيف يعرف المرء أنه يعاني من جيت لاغ؟

هناك عدة مؤشرات تدل على أن الشخص يعاني من ظاهرة "اختلاف التوقيت"، ففي حين أن الأعراض تختلف من شخص إلى آخر، فإنها في الغالب تشمل التالي: اضطرابات في النوم، أرقاً، خمولاً، تعباً شديداً، صداعاً قوياً، صعوبة في التركيز، اكتئاباً بسيطاً، فقدان الشهية، دواراً، اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال أو الإمساك، وغيرهما. via GIPHY أما الشق الأخطر في الموضوع، فهو بروز بعض الأعراض الجدية التي تؤدي إلى أزمات صحية لا يمكن تجاهلها لدى الأشخاص الذين يتعرضون كثيراً لهذه الظاهرة، كاحتمال التعرض لأزمة قلبية، وازدياد مخاطر الإصابة بمرض السرطان وإحداث ضرر كبير للذاكرة.

الفرق بين السفر شرقاً وغرباً

يجهل البعض أن وجهة السفر تؤثر سلباً أم إيجاباً في حدوث الجيت لاغ، فالسفر مثلاً ضمن نفس المنطقة الزمنية لا يسبب اضطرابات فيزيولوجية، خاصةً أن الوقت يبقى على حاله، في حين أن السفر من الغرب إلى الشرق يسبب "خللاً" لدى غالبية الناس، كونهم "يخسرون" الوقت. فعلى سبيل المثال، السفر من العاصمة واشنطن إلى مكة يفقد المسافرين ثماني ساعات، وبالتالي فإن وجبات الطعام، وأوقات النوم، وغيرها من العادات اليومية تنقلب "رأساً على عقب" بعد اختلاف المواعيد وتغير الجدول الزمني. وعليه، يعتبر السفر شرقاً أكثر صعوبة من الطيران نحو الغرب الذي يوفر ساعات إضافية عند الوصول إلى المنطقة الزمنية الجديدة، مما يعطي الأفراد المزيد من الوقت للتكيّف مع الجدول الزمني الجديد.

نصائح

يعتمد التعافي من الجيت لاغ على عدد المناطق الزمنية التي يتم عبورها أثناء السفر، إلا أنه في الإجمال يتطلب الأمر يوماً لكل منطقة زمنية تم عبورها، وبالطبع، كما أشرنا في السابق، يختلف تأقلم الجسم على الجدول الزمني الجديد وفق كل فرد وعمره. وضع موقع "فوربس" بتصرف القراء بعض النصائح للقضاء على الجيت لاغ، منها: أخذ قسط وافر من الراحة قبل الإقلاع، إذ من المهم أن تستعدوا بشكل صحيح لدورة النوم الخاصة بكم، وذلك من خلال التوجه إلى السرير قبل 6 ساعات على الأقل من موعد إقلاع الطائرة، ومن المفضل الخلود إلى النوم قبل موعدكم بساعة خلال الأيام القليلة التي تسبق سفركم إلى الشرق. أما في حال كنتم تتجهون إلى الغرب فيجب أن تتأخروا عن موعد النوم ساعة على الأقل. via GIPHY وفي المطار، لا تبقوا جالسين في أماكنكم بل حاولوا أن تكونوا نشطاء من خلال السير والتسوق وتناول بعض الأطعمة الغنية بالمعادن مثل الخضار والفاكهة مع الابتعاد طبعاً عن المنبهات والمشروبات الغنية بالكافيين. وحاولوا أن تجلسوا بالقرب من النافذة لكي تستفيدوا من أشعة الشمس والضوء. وفي الطائرة إن لم تساعدكم الحركة أم مشاهدة فيلمٍ ما والسماع إلى الموسيقى، فبإمكانكم اللجوء إلى الأدوية الطبيعية والمشتقة من الأعشاب التي تساعد على الاسترخاء والنوم مثل زيت اللافندر والميلاتونين والبيكنوغينول. وعند الوصول إلى وجهتكم، اِحرصوا على الاستفادة من أشعة الشمس والسير في الهواء الطلق واكتشاف معالم المدينة، إضافة إلى أخذ "دوش" منعش والإكثار من شرب المياه لترطيب أجسامكم طوال الوقت. تنامون لاحقاً.

هل تصلح الحبة الزرقاء ما أفسده الجيت لاغ؟

بين الحين والآخر، تخرج نظريات علمية تتحدث عن كيفية محاربة إضطراب التوقيت، وفي ظل تأكيد بعض العلماء على ضرورة تبديل وقت الطعام وفق المنطقة الزمنية الجديدة للقضاء على الجيت لاغ، فإن علماء آخرين ذهبوا أبعد من ذلك، من خلال الإشارة إلى أن حبة "الفياغرا" قد تساعد في علاج مشكلة إرهاق السفر بنسبة 50%، بحسب ما أكده علماء أرجنتينيون بعد تجارب عديدة على الهامسترز منذ حوالى 10 أعوام. إلا أنه اتّضح أن هذه "الحبوب الزرقاء" لا تفيد إلا مع العلاج الضوئي وفي اتجاه زمنيّ واحد: السفر نحو الشرق.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard