شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
علاقة جنسية خارج الزواج، شغف، تجسس... قصة سارة وسليم تجذب الجوائز السينمائية والاتهامات بالتطبيع

علاقة جنسية خارج الزواج، شغف، تجسس... قصة سارة وسليم تجذب الجوائز السينمائية والاتهامات بالتطبيع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 7 فبراير 201805:49 م
الحب، الشغف، العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، الواقع الفلسطيني الصعب في ظل الاحتلال الإسرائيلي، هذه كلها مكوّنات استخدمها المخرج الفلسطيني مؤيد عليان في فيلمه The reports on Sarah and Saleem الذي يروي قصة علاقة حب جارفة بين شاب فلسطيني وامرأة إسرائيلية، سرعان ما تحولت إلى قضية وطنية وحالة اجتماعية. https://www.youtube.com/watch?time_continue=17&v=r913j8rbkT8 حصد الفيلم عدداً من الجوائز الدولية، خاصةً أن القصة مستوحاة من أحداث حقيقية جرت في القدس، غير أنه في المقابل أثار الكثير من الجدل، وسط المطالبة بمقاطعته بتهمة التطبيع مع إسرائيل.

العشق الممنوع بنكهة فلسطينية

رغم أنه أول فيلم روائي فلسطيني يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان روتردام السينمائي الدولي، فإن The reports on Sarah and Saleem فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل سيناريو، بالإضافة إلى جائزة الجمهور، في مسابقة هذا العام. يروي الفيلم، وهو من كتابة شقيق المخرج رامي عليان، قصة حب تجمع الشاب الفلسطيني سليم مع إسرائيلية تدعى "سارة". بالرغم من الهوة الشاسعة والاختلافات الجغرافية والسياسية والدينية بينهما، فإن "سارة" و"سليم" لم يتمكنا من إخفاء مشاعرهما، متجاوزين في علاقتهما كل "الخطوط الحمراء". تعرف سليم، وهو سائق "ديليفيري" يعيش في القدس الشرقية، على سارة التي تملك مقهى في القدس الغربية، فكانت "الشرارة" لعلاقة حب سرية حاولا كتمها لبعض الوقت عن المجتمع المنقسم والذي يحرّم علاقات الحب بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وما يزيد الأمور تعقيداً هو الوضع الاجتماعي للبطلين: سارة متزوجة من ضابط إسرائيلي يدعى "دافيد" ولديها طفلة وسليم متزوج من الفلسطينية "بيسان" التي تنتظر مولودها الأول. وعلى مدى فترة وجيزة، كان العاشقان يحاولان الهروب من ضغوطهما اليومية وأوضاعهما المعيشية الصعبة، فيتقابلان في السر لإشباع رغباتهما في سيارة النقل التابعة لسليم، إلا أن هذه المغامرة لم تستمر طويلاً. تزداد "جرعة" التشويق بعد أن تقرر سارة من باب الفضول مرافقة حبيبها إلى بيت لحم زاعمة أنها سائحة أوروبية، وهناك يتم فضح أمرها وتلقي الأجهزة الأمنية الفلسطينية القبض على سليم وتعتقله بعد صدور تقرير يكشف علاقته بامرأة إسرائيلية. إزاء تدخل قيادي فلسطيني "رفيع المستوى" في قضية سليم، تقرر الأجهزة الأمنية إلغاء الاتهامات الموجهة ضده "باستدراج إسرائيلية لممارسة الدعارة"، شرط أن يوقع على ورقة يعترف من خلالها بأنه جنّد إسرائيلية للتجسس لمصلحة الفلسطينيين، الأمر الذي يوافق سليم على فعله للخروج من هذه الأزمة. وهكذا حوّل المخرج "مؤيد عليان" قصة الحب والمغامرة بين البطلين إلى قصة صراع سياسي حاد بين إسرائيل وفلسطين، وصراع اجتماعي تكون فيه الغلبة دائماً بيد الأقوى. فبالرغم من وجود ضحيتين في الفليم: بيسان زوجة سليم و"دافيد" زوج سارة فإن المخرج حاول التأكيد أن هناك فرقاً شاسعاً بين صاحب السلطة (دافيد) ومن "لا حول له ولا قوة" (بيسان) سوى تمزيق الملصقات التي جعلت من الخائن بطلاً.

اتهامات بالتطبيع

رغم الجوائز الكثيرة التي نالها فيلم The reports on Sarah and Saleem والدعم الكبير من الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، وFilmLab Palestine، لم يسلم المخرج الفلسطيني "مؤيد عليان" من الانتقادات التي اعتبرت أن عمله هذا يخرق معايير مناهضة التطبيع. "عليان" الذي أكمل دراسته في الولايات المتحدة الأميركية كان قد عاد قبل سنوات إلى فلسطين حيث أطلق فيلمه الروائي القصير الأول "ليش صابرين"، الذي شارك في عدة مهرجانات دولية ويتحدث عن اصطدام الأحلام الفلسطينية بالواقع المرّ: الاحتلال الإسرائيلي. انتقل المخرج الفلسطيني إلى أول فيلم طويل له "حب وسرقة ومشاكل أخرى"، الذي يتحدث عن المعاناة التي يمر بها شاب فلسطيني واضطراره إلى سرقة سيارة غافلاً أن في داخلها جندياً إسرائيلياً.
حاول "عليان" في أعماله السابقة أن يترجم المعاناة الإنسانية والاجتماعية التي يمر بها الشباب في فلسطين، متنقلاً بين عدة مواضيع شائكة، من بينها الظروف المعيشية الصعبة، والحب والخيانة والاحتلال، غير أن فيلم The reports on Sarah and Saleem وهو مستوحى من قصة حقيقية شاهدها المخرج حين كان يعمل نادلاً في مقهى في القدس الغربية، كان الأكثر إثارة للجدل. دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل جميع دور السينما في العالم العربي إلى مقاطعة الفيلم، مطالبة مخرجه وطاقم العمل بالاعتذار عن هذا العمل واصفة إياه "بالتطبيعي"، لأنه يشرك ممثلين إسرائيليين إلى جانب ممثلين فلسطينيين من القدس والضفة الغربية. وجاء في البيان: "حتى لو اعتبرنا الفيلم، جدلاً، شكلاً من أشكال "النضال المشترك"، فإن إشراك المخرج عليان لممثلين إسرائيليين خدموا في جيش الاحتلال ولم يعلنوا تأييد الحقوق الأساسية لشعبنا، يخالف بوضوح معايير مناهضة التطبيع التي أجمعت عليها الغالبية الساحقة من المجتمع الفلسطيني... وهو أيضاً يضرب بعرض الحائط الجهود المثابرة الهادفة لمناهضة التطبيع التي تقودها الأطر والمنظمات الشعبية والنقابات الأوسع في فلسطين والعالم العربي من المغرب إلى الكويت". وتساءلت الحملة: "كيف يخرق فنانون فلسطينيون معايير المقاطعة التي نطالب الفنانين العرب والعالميين باحترامها؟ كيف يمكن تبرير هذا التطبيع في الوقت الذي يتجه فيه المجتمع الإسرائيلي نحو مزيد من التطرف الاستعماري والعنصرية، بل الفاشية، وخصوصاً ضد شعبنا في القدس المحتلة"؟ وختمت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل بيانها: "نعم لحرية التعبير. لا لـ"حرية التطبيع". في المقابل، ردّت شركة Palcine Productions المنتج الرئيسي لفيلم The reports on Sarah and Saleem على بيان الحملة، معتبرةً أنه "يشوه الإنجاز الثقافي الفلسطيني في المحافل الدولية ويسرق الأنظار عن نجاح العمل السينمائي". وقد أكدت الشركة في صفحتها على فيسبوك أن الفيلم "إنتاج فلسطيني - هولندي - ألماني - مكسيكي مشترك. ولم تشترك أو تساهم فيه بصورة مادية أو معنوية، بشكل مباشر أو غير مباشر أي مؤسسة أو شركة أو منظمة حكومية أو خاصة إسرائيلية"، مشيرةً إلى أن أحد المشاركين في الفيلم ويدعى "روني باراكان" هو عضو فاعل في حركة المقاطعة، "مما يثير التساؤلات حول الجهة أو الأفراد التي تقف وراء البيان المذكور"، على حدّ تعبيرها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard