شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مسؤولون أمريكيون يسألون: كيف فازت الدوحة بتنظيم هذه البطولة؟

مسؤولون أمريكيون يسألون: كيف فازت الدوحة بتنظيم هذه البطولة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 2 فبراير 201811:56 ص
في نوفمبر 2014، فازت العاصمة القطرية الدوحة بتنظيم بطولة العالم لألعاب القوى 2019. تسبب هذا الفوز وقتذاك بموجة من الانتقادات للدولة الغنية ذات المساحة الصغيرة، والتي فازت أيضاً بتنظيم كأس العالم 2022. سبب الجدل الذي بدأ عقب الإعلان عن فوز قطر باستضافة البطولة الرياضية المهمة هو أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي اجتمع في موناكو اختار الدوحة، رغم وجود مرشحين أقوياء، كمدينة برشلونة الإسبانية، والتي لها خبرة سابقة في استضافة الألعاب الأولمبية، إلى جانب مدينة يوجين الأمريكية، وهي التي تعد مقر ألعاب القوى في الولايات المتحدة. وفتح فوز الدوحة بهذه البطولة بعد خسارتها استضافة البطولة عام 2017 أمام العاصمة البريطانية لندن، ملف نفوذ أموال النفط القطري الذي يمول طموح الدوحة بهدف أن تصبح قوة كبيرة في عالم الرياضة. يحاول مدّعون أمريكيون حالياً معرفة الأسباب الحقيقية –غير المعروفة حتى الآن- وراء فوز الدوحة بتنظيم البطولة، ضمن تحقيقاتهم في ملف الفساد الرياضي العالمي، وذلك وفقاً لوثائق قانونية حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز، التي أكدت أن الولايات المتحدة أصدرت مذكرات استدعاء فى إطار تحقيق واسع فى قضايا فساد تتعلق بالأحداث الرياضية الدولية الكبرى. وأضافت أن التحقيق يركز على الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذى منح بطولة العالم لألعاب القوى 2019 إلى الدوحة، وبطولة 2021 إلى يوجين. بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن وزارة العدل تسعى للتحقق من احتمال حدوث عمليات غسيل أموال، واحتيال، وعدة أمور أخرى قد تكون غير مشروعة أدت لمنح الاتحاد الدولي لألعاب القوى حق تنظيم البطولة للدوحة تحديداً. وتتضمن التحقيقات أيضاً كواليس بعض المناقصات التي تدخّل فيها رجال أعمال.

المكتب الذي يجري التحقيقات 

يجري التحقيقات مكتب النائب الأمريكي للمنطقة الشرقية بنيويورك، ويضم المكتب المدعين العامين الذين أمضوا سنوات فى التحقيق فى قضايا فساد داخل الفيفا كانت نتيجتها اتهامات بالرشوة والفساد لعدة أسماء مهمة داخل المنظمة. وقام هذا المكتب أيضاً بتحقيقات دولية مهمة أخرى تتعلق بالإرهاب المرتبط بتنظيم القاعدة. وسبق لهذا المكتب فضح عوالم متكاملة أبطالها مسؤولون في رياضة كرة القدم، ورجال أعمال، تبادلوا الملايين من الدولارات مقابل حقوق البث التلفزيوني والتسويق الإعلاني لأحداث رياضية. وقد قُدمت أوامر الاستدعاء المتعلقة بملف الدوحة في شهر يناير، وطالبت بشكل رسمي بالحصول على سجلات وحسابات مصرفية وغيرها من الوثائق التي يرجع تاريخها إلى عام 2013. وتؤكد صحيفة نيويورك تايمز أن جهات التحقيق استدعت بعض الأفراد للحصول على معلومات منهم بشأن حسابات مصرفية تابعة لأشخاص وشركات.
فوز الدوحة بتنظيم بطولة العالم لألعاب القوى 2019 رغم وجود مرشحين أقوياء تسبب بإثارة جدل وفتح تحقيق
هل يثبت مكتب النائب الأمريكي للمنطقة الشرقية في نيويورك أن الفساد وراء فوز الدوحة بتنظيم بطولة العالم لألعاب القوى 2019؟

من وسائل الإعلام إلى التحقيقات القضائية

سبقت تحقيقات مكتب النائب الأمريكى للمنطقة الشرقية بنيويورك هجوم واتهامات لاذعة للدوحة من قبل عدة وسائل إعلام عالمية مهمة، فعلى سبيل المثال قالت صحيفة لوموند الفرنسية في العام 2016 أن الدوحة دفعت حوالى 5 ملايين دولار، للسنغالي بابا ماساتا دياك، نجل لامين دياك، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى، والذي كان يعمل مستشاراً تسويقياً لدى الاتحاد طوال مدة تولي والده لرئاسته من أجل الحصول على تنظيم بطولة عام 2019. أما صحيفة الغارديان البريطانية فقد فضحت رسائل إلكترونية متبادلة بين الطرفين، بالإضافة إلى بيانات صادرة من السلطات الضريبية، تشير إلى تحويلات مالية بين صندوق قطر السيادي للاستثمار، وبين شركة تسويق رياضي، يملكها بابا ماساتا دياك، الذي ألقي القبض عليه لاحقاً في قضايا فساد.

جهود في عالم الرياضة

بحسب مراقبين، فإن الدوحة ترغب بشدة في أن تصبح عاصمة رياضية مهمة، ومن أجل ذلك قامت بمجهود كبير منذ عدة سنوات من أجل الحصول على حق تنظيم بطولات كبيرة، منها التنس 1993، وألعاب القوى 1997، والجولف 1998، والدراجات النارية 2004. كما نجحت الدوحة التي تتهمها بعض الدول العربية بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه قطر، في الفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة في 1995، وكأس العالم لكرة اليد 2015. وفي أكتوبر 2017، أعلن مكتب المدعي العام السويسري فتح تحقيق بحق القطري ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جرمان الفرنسي والرئيس التنفيذي لمجموعة "بي إن"، إلى جانب الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الفرنسي جيروم فالك، على خلفية شبهات فساد في منح حقوق بث مباريات المونديال. وأخيراً، صدر كتاب في بريطانيا يحمل عنوان "اللعبة القبيحة... فساد الفيفا وخطة قطر لشراء كأس العالم"، من إعداد الكاتبين الإنجليزيين بصيحفة صنداى تايمز البريطانية، هايدى بليك وجوناثان كالفيرت، والكتاب تحقيق استقصائي يتحدث عن صفقات يصفها بالمشبوهة بين قطر ومسؤولين في الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" بهدف التصويت لمصلحة الدوحة. ولم تصدر الدوحة إلى الساعة أي رد على ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، كما لم تقم فضائية الجزيرة القطرية بالإشارة من قريب أو بعيد لتلك الاتهامات.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard