شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
علاء الدين المعاصر: عربيٌ-كنديٌ حبيبته إنكليزية ورفاقه

علاء الدين المعاصر: عربيٌ-كنديٌ حبيبته إنكليزية ورفاقه "ملوّنون بالبني" وعدوه جغل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 9 يناير 201804:40 م
علاء الدين، ياسمين، جعفر، الجني، القرد آبو... شخصيات كثيرة طبعت ذاكرتنا ورسمت ملامح "طفولتنا"، قصة "علاء الدين" أسرتنا ببساطتها وبحبكتها الذكية خاصة في ظل الرسائل الاجتماعية والأخلاقية التي حاول صنّاع الفيلم تمريرها: الصدق في العلاقات (علاء الدين البسيط استحوذ على قلب ياسمين) والإفلات من القيود الاجتماعية (تمرّدت ياسمين على الهيكلية الاجتماعية). قبل 25 عاماً أنتجت شركة وولت ديزني فيلم "علاء الدين" المقتبس من التراث العربي لقصة ألف ليلة وليلة، واليوم قررت إعادة إنتاج الفيلم مع إعطائه "نكهة عربية" وخلطة "متعددة الأعراق" من خلال فريق عمل متنوع وأحداث قد تحمل نفساً مختلفاً عن الفيلم الأصلي. فما الجديد الذي يحمله "علاء الدين" بنسخته الحديثة؟ ولماذا أحدث الفيلم موجة انتقادات واسعة؟

"عربنة" الأبطال

كما هو الحال مع عدة أفلام شهيرة مثل "الجميلة والوحش" و"اليس في بلاد العجائب" و"كتاب الأدغال"، انضمّ فيلم "علاء الدين" إلى قائمة الأفلام التي قررت شركة "ديزني" تحديثها تماشياً مع العصر من خلال "أنسنة" الشخصيات وتحويل هذه الأفلام الكرتونية إلى أفلام تتضمن شخصيات "حقيقية" لكي تجعل المشاهدين يشعرون بواقعية أكبر. لذلك حطّ فريق عمل "علاء الدين" رحاله في الأردن مصطحباً كل المعدات اللازمة إلى وادي رام، وقد استغرقت عملية تصوير المشاهد وسط المناظر الطبيعية الصحراوية 10 أيام، وسهلت الهيئة الملكية الأردنية مهام الفريق من خلال تقديم خدمات إنتاجية وتسهيلات لوجيستية وتأمين حوالي 150 شخصاً من الطاقم الأردني لدعم الطاقم الأجنبي. منذ انطلاقة الفيلم، إهتمت شركة ديزني بسمات بلاد الشرق وحاولت جعل العالم السحري لعلاء الدين أشبه بصلة الوصل بين العالم العربي والعالم الغربي، وبهدف الإبقاء على الطابع المشرقي للفيلم، حاول القيّمون العثور على أبطال من بلاد الشرق لتجسيد شخصيات الفيلم بنسخته الحديثة، وخاصةً من مصر وأبو ظبي. [caption id="attachment_132662" align="alignnone" width="700"]INSIDE_AladdinRemake_Aladdin مينا مسعود لدور علاء الدين[/caption] بعد مرور 6 أشهر على البحث المكثف عن موهبة مميزة ذات ملامح عربية، وبعد اختبارات أداء متعددة شملت أكثر من 2000 ممثل، وقع اختيار "ديزني" على الممثل الكندي من أصول مصرية "مينا مسعود" لتجسيد دور "علاء الدين"، وبخلاف ما كان متوقعاً لم يقع الاختيار على ممثلة عربية للعب دور "ياسمين" إنما أسند الدور للممثلة الإنجليزية نعومي سكوت. [caption id="attachment_132665" align="alignnone" width="700"]INSIDE_AladdinRemake_Jasmine نعومي سكوت لدور ياسمين[/caption] ما إن نشرت "ديزني" خبر انضمام مسعود وسكوت عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر حتى انهالت ردود الفعل المتباينة. ففي حين أن البعض رحب بالثنائي وبحرص الشركة على إدراج أسماء من أصول عربية في فيلمها الجديد، فيفتح إذ ذاك  المجال أمام المواهب العربية للدخول إلى عالم هوليوود من بابه العريض، فإن البعض الآخر اعتبر أن "ديزني" أخطأت في اختيار الممثلين خاصة لناحية إعطاء دور "ياسمين" لممثلة غير عربية، مما يخالف الطابع الشرقي للقصة.

تعاطف مع الشرير

إلى جانب مينا مسعود، وقع اختيار "ديزني" على الممثل الهولندي من أصول تونسية مروان كنزاري للالتحاق بقائمة الممثلين المشاركين في فيلم "علاء الدين". [caption id="attachment_132664" align="alignnone" width="700"]INSIDE_AladdinRemake_Jafar مروان كنزاري لدور جعفر[/caption] يلعب كنزاري (34 عاماً) دور "جعفر" الشرير الذي يسعى إلى التفريق بين علاء الدين والأميرة ياسمين، وبخلاف النسخة الأصلية الصادرة في العام 1992، فإن "جعفر الجديد" لا يتمتع بوجه قبيح وملامح شريرة بل على العكس يتميز بمظهر جذاب ووسيم.

"علاء الدين" العنصري؟

عندما أنتجت شركة "ديزني" في تسعينات القرن الماضي فيلم "علاء الدين" لم تكن تعلم حجم النجاح الذي سيحققه الفيلم. فبفضل الموسيقى التصويرية الضخمة والأحداث المشوقة والمغامرات التي يمر بها البطل مع صديقه القرد "آبو" في سبيل حبه لياسمين، تحول فيلم "علاء الدين" إلى "أسطورة" في عالم الكرتون.
وبالرغم من محاولة مخرج الفيلم البريطاني غاي ريتشي تلبية طلب الملايين الداعين لاختيار ممثلين وممثلات من العرب في النسخة الجديدة، فإن "ريتشي" لم يسلم من الانتقادات اللاذعة خاصةً بعد أن صرح في السابق بأنه يجد صعوبة في العثور على موهبة عربية شابة تجيد الغناء والتمثيل لتجسيد دور "علاء الدين". وقد علّقت المخرجة الألمانية -الفلسطينية ليكسي الكساندر على تصريحات ريتشي بالقول: "ليس هناك من شخص سليم العقل يصرح بأنه عاجز عن إيجاد ممثل شاب من جنوب آسيا أو من الشرق الأوسط قادر على الرقص والغناء... بوليوود هي صناعة كاملة قائمة على المواهب كما أن للشرق الأوسط القدر نفسه من المواهب". بدورها انتقدت الكاتبة "سيسالي بوين" فيلم "علاء الدين" بنسخته الحديثة على اعتبار أنه عنصري بامتياز. INSIDE_AladdinRemake_Cast   فقد أشارت "بوين" إلى أن فيلم "علاء الدين" الأصلي كان أول عمل لديزني يبتعد عن مفهوم الأميرات التقليديات، لأن الأميرة ياسمين لا تتمتع بببشرة بيضاء ناصعة كالثلج، وهو أمر مقصود لكون الفيلم يستهدف بشكل خاص الجمهور الأسود واللاتيني. وبالرغم من ذلك كان الفيلم عنصرياً على حد قول الكاتبة. صحيح أن العالم السحري ل"علاء الدين" كان بعيداً كل البعد عن الولايات المتحدة الأميركية ويحتضن التراث العربي، إلا أن بوين اعتبرت أن المشاهد التي كان من المفترض أن تتضمن أحاديث عربية كان الحوار فيها غير مفهوم. كما أن التعصب العرقي بدا واضحاً في عملية اختيار الشخصيات: الأشرار يتمتعون بلون بشرة داكنة  في حين أن الشخصيات الطيبة ذات بشرة بيضاء وتتحدث بلكنة أميركية. وقد تحدثت بوين عن النسخة الجديدة من "علاء الدين"، مشيرةً إلى أن موجة الانتقادات طالت شركة "ديزني" بعد أن اعترفت بأنها "تكافح" من أجل العثور على شخص مناسب من الشرق الأوسط أو الهند للعب دور البطولة، كما اعتبر النقاد أن "ديزني" غير قادرة على التمييز بين الشعوب ذوي البشرة الداكنة. عدا أنها تعزف على وتر العنصرية من خلال الإطاحة بالقصة الأصلية واستحداث شخصية بيضاء جديدة: الأمير أندرس. وإعتبر النقاد أن هوليوود تسعى من خلال النسخة الجديدة لفيلم "علاء الدين" إلى تكريس العنصرية واتباع سياسة "تبييض الشخصيات". الموجة الأخيرة من الانتقادات على الخيار الذي وقع على الممثلين، انطلقت قبل أيامٍ قليلة وتمحورت حول "تلوين" بعض الممثلين الثانويين باللون البني، في وقت كان بإمكانهم انتقاء ممثلين من أصول عربية، وهذه الخطوة بحد ذاتها اعتبرت إهانة للصناعة بأكملها. وكأن مهمة الجني الجديدة، الذي يلعب دوره ويل سميث، هي تلوين الممثلين الأجانب ليبدوا عرباً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard