شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
خمنوا ما الذي يمكن أن تمتلكه الجماعات الإرهابية قريباً؟

خمنوا ما الذي يمكن أن تمتلكه الجماعات الإرهابية قريباً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 5 ديسمبر 201706:42 م
مزيد من الأموال؟ أعضاء جدد؟ ترى ما الذي يمكن أن تمتلكه الجماعات "الإرهابية" قريباً، ويمكن أن يعطيها فائضاً من القوة ويجعلها قادرة على تهديد عالمنا أكثر؟ الإجابة قد تخيفكم. هذا الأسبوع، كان عالمنا على موعد مع تهديد محتمل جديد يتعلق بالإرهاب، حيث أكدت لجنة تابعة لمجلس اللوردات البريطاني أن جماعات إرهابية كثيرة قد يمكنها في المستقبل القريب الحصول على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي القادرة على القتل. يأتي هذا التحذير ليؤكد أن الأخبار حول تراجع إمكانات تنظيمات متطرفة، مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، لا تعني أن خطر التنظيمات المسلحة سينتهي تماماً من عالمنا. بحسب تقرير نشره موقع بي بي سي أخيراً، فإن ألفين ويلبي، وهو مسؤول مهم في شركة "تال" الفرنسية العملاقة في مجال شؤون الدفاع، والتي تزود الجيش البريطاني بطائرات استطلاع موجهة، قال في شهادته أمام لجنة الذكاء الاصطناعي في مجلس اللوردات البريطاني أن مسألة حصول جماعات إرهابية على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مسألة وقت. وأضاف أن هناك احتمالاً متزايداً لشنّ هجمات باستخدام أسراب من الطائرات الصغيرة الموجهة التي يمكنها اختيار أهداف تم تحديدها مسبقاً من طريق قواعد بيانات جهزها عدد قليل من البشر. يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه خصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، ومن هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج عليها هذه البرامج من قبل.

أوقفوا الروبوت القاتل

هل يمكن أن تمتلك جماعات إرهابية روبوتاً قاتلاً في المستقبل القريب تعوض به مثلاً قلة عدد المنضمين إليها من الشباب لأي سبب؟ يقول العلم أن هناك احتمالاً لذلك، حيث قال نويل شاركي، وهو أستاذ مختصّ في مجال الذكاء الاصطناعي وأجهزة الروبوت في جامعة شيفيلد (إحدى جامعات بريطانيا والمصنفة ضمن أفضل 100 جامعة في العالم) أمام لجنة الذكاء الاصطناعي في مجلس اللوردات، أن هناك احتمالاً لامتلاك جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية نماذج من أسلحة الذكاء الاصطناعي الحديثة. تخوف شاركي الأكبر هو من أن هذه الأسلحة قد لا تكون مجهزة بوسائل حديثة تمنعها من القتل العشوائي. وهو الأمر الذي يزيد من خطورتها. "تنظيم الدولة الإسلامية يمتلك بالفعل أسلحة دفاعية منها الطائرات الموجهة التي تعمل من بعد"، يقول شاركي. يؤكد الرجل الذي يتبنى حملة بعنوان "أوقفوا الروبوت القاتل" أن سباق أسلحة الذكاء الاصطناعي القادرة على القتل، سيصبح أمراً واقعياً قريباً. وحملة "أوقفوا الروبوت القاتل" هي تحالف من منظمات عدة غير حكومية يسعى إلى أن يتخذ العالم موقفاً حازماً من تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة أجهزة آلية ذكية تم تطويرها بهدف القتل. وانطلقت فكرة الحملة بعد اجتماع عقد في نيويورك عام 2012، وأطلقت رسمياً في لندن عام 2013. وطالب شاركي بوضع قيود دولية على سباق التسلح الذكي وإلا "سنعيش في عالم يمكن أن تحدث فيه حروب يموت فيها ناس كثر، ولن يستطيع أحد وقف ذلك". كما طالب الأمم المتحدة، بصفته عضواً في اللجنة الدولية للسيطرة على أسلحة الروبوت، بأن تتدخل لوقف هذا الأمر.

الذكاء الاصطناعي من معامل الجيوش إلى القطاع الخاص

في الماضي، كانت الجيوش والحكومات هي التي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي في مجالات الأسلحة العسكرية، لكن أخيراً أصبحت هناك شركات قطاع خاص في الغرب تعمل في المجال نفسه. وهذا ما يجعل وصول هذه الأسلحة إلى جماعات إرهابية، أمراً ممكناً بما أن هذه الشركات تسعى إلى الربح. وهذا الأمر نفسه جعل لجنة مجلس اللوردات البريطاني تجتمع أخيراً لتحقق في تأثير ذلك الأمر في عالمنا، خصوصاً بعد انتشار الإرهاب.

كيف ستمول الجماعات الإرهابية شراء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟

تحصل غالبية الجماعات الإرهابية على تمويلات من من شبكات ومؤسسات وشخصيات نافذة من التجار ورجال الأعمال، بحسب دراسة أعدها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. الدراسة التي حملت عنوان "تتبع أموال الإرهابيين وتجميدها"، أشارت أيضاً إلى أن تجارة المخدرات والأفيون من أهم الوسائل التي توفر تمويلاً للجماعات المتطرفة. وترى الدراسة أن العولمة والتغير التكنولوجي سهّلا للجماعات الإرهابية الحصول على تمويلات، حيث تستخدم الهواتف الجوالة لنقل الأموال إلكترونياً، إضافة إلى إمكان نقل الأموال وتخزينها عبر كيانات إلكترونية مثل كاش يو. تقول الدراسة أن الإنترنت، بصفة عامة، سهّلت للجماعات الإرهابية الحصول على الدعم المالي واللوجيستي. وأظهر تقرير لرصيف22، معتمداً على دراسة حديثة أن عوامل اجتماعية مثل الحرمان والفقر، إضافة إلى التهميش، والجهل من أهم الأسباب التي تجعل أشخاصاً يقررون الانضمام إلى تنظيمات متطرفة في أفريقيا. كما أن الفشل السياسي الذي يتسبب فيه حكام دول عدة في أفريقيا لبلدانهم، فيعدّ من ضمن العوامل التي جعلت هؤلاء الأفراد ينضمون إلى تنظيمات مسلحة. هل يمكن أن نجد روبوتاً ملتحياً يقتل الناس، مردداً الله أكبر مثلما يفعل إرهابيون كثرٌ بحجة الجهاد؟ الكابوس قد يصبح حقيقة، تستعد له دول العالم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص؟ سنرى!

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard