شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"ابدأوا بالتعامل معنا كأناس عاديين وليس كلاجئين أو مهاجرين" استحقت جائزة السلام للأطفال

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 5 ديسمبر 201706:40 م
فاز السوري محمد الجندي ( 16 عاماً) بجائزة السلام الدولية للأطفال2017 التي تنظمها مؤسسة حقوق الأولاد Kids Rights Foundation خلال حفل أُقيم في "لاهاي" أمس.

العلم للجميع

"كيف يعقل أن يكون هناك أطفال بين الـ6 والـ14 عاماً من دون مدرسة؟ هذا الوضع يجب أن يتغير وأريد أن أكون هذا التغيير". بهذه الكلمات المفعمة بالعزيمة عرّف محمد الجندي عن نفسه في فيديو انتشر على يوتيوب من إعداد KidsRights.
الطفولة الهادئة التي عاشها الجندي انقلبت رأساً على عقب مع الأزمة السورية، فتلاشت أيام البراءة وتحول محمد من طفل إلى شاب طموح يحلم بمستقبل أفضل. فمع اندلاع الحرب السورية واشتداد المعارك، غادر الشاب السوري مع عائلته وطنه الأم بحثاً عن الأمان في لبنان. وكسائر اللاجئين لم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة، إلا أنه رفض هذا الواقع المأسوي وعوضاً عن الاستسلام سعى إلى تغيير وتحسين أوضاع اللاجئين، وخاصة الأطفال الذين يخسرون أثناء نزوحهم كل شيء: السقف الدافىء، المدرسة، الأصدقاء. وبدعم من أهله، تمكن محمد وهو في الـ12 من عمره من أن يكون مصدر أمل هؤلاء الأطفال من خلال بناء مدرسة للأطفال اللاجئين السوريين في لبنان. وقد قام الجندي "بتجنيد" أقاربه وبعض المتطوعين للمساعدة في بناء مدرسة في منطقة البقاع، وانكبّ شخصياً على تعليم أكبر عدد ممكن من الأطفال اللاجئين مجموعة من الرياضيات واللغة الإنجليزية والتصوير. في غضون 3 سنوات، تحولت "خيمة" التعليم إلى مدرسة مزدهرة تحتضن أكثر من 200 طفل سوري يتلقون التعليم على يد أساتذة مؤهلين، إضافة إلى إعطاء اللاجئين البالغين دروساً عن المساواة بين الجنسين ودورات في محو الأمية. عن هذه المدرسة وأهميتها، قال الجندي لرويترز: "ليست مجرد مدرسة لتعليم القراءة والكتابة، إنما أردنا من خلالها إعطاء اللاجئين مساحة آمنة للتعبير عن أنفسهم"، وأضاف:"من المهم منح هؤلاء الأطفال الحق في التعليم وإلا فسيصبح الجيل كله معرضاً للزوال". يتوجه محمد، الذي يعيش حالياً مع أهله في السويد، إلى الأشخاص الذين يرفضون اللاجئين: "لم نسعَ يوماً لأن نكون لاجئين إنما الحرب هي التي فرضت علينا ذلك". وقد وجه الشاب رسالة إلى المجتمع الرافض لهم قائلاً:"إبدأوا بالتعامل معنا كأناس عاديين وليس كلاجئين أو مهاجرين".

https://youtu.be/mIYa3LQEKYk

مستقبل سوريا في تعليم أبنائها

"من دون الحصول على فرصة الدراسة، فإن جيلاً كاملاً عرضة للخطر"، هذا ما أكدت عليه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. فالتعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، وقد نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 والاتفاقية التي وضعت في العام 1951 والمتعلقة بوضع اللاجئ. وبالرغم من ذلك أكدت المفوضية أن من بين 16 مليون لاجئ، 6 ملايين في سن الدراسة تراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً يعانون من نقص في التعليم. وشددت المفوضية على أهمية التعليم خلال فترة النزوح، كونه يعزّز التماسك الاجتماعي ويلبّي الاحتياجات النفسية والاجتماعية، ويوفر بيئة مستقرة ويساعد الناس على إعادة بناء مجتمعاتهم والسعي لعيش حياة إيجابية. وحذّر"مارك دولايرت"، مؤسس ورئيس مؤسسة حقوق الأطفال KidsRights من ضياع جيل كامل من السوريين، مشدداً على أن التعليم هو الضمان الأساسي لمستقبل الأطفال والشباب في سوريا: "عندما يفقد الناس فرصتهم في الحصول على مستقبل ملائم، يضطرون إلى بناء مستقبلهم في مكان آخر، والتعليم ليس اختيارياً بل حاجة أساسية تعزّز استقرار الأطفال المتأثرين بظروف النزاعات، وتساعدهم في الحصول على حاجاتهم النفسية والإجتماعية". واعتبر "دولايرت" أن محمد الجندي خير مثال على القدرة الكبيرة التي يمتلكها الأطفال لإحداث تغيير إيجابي، إذ قال في الكلمة التي وجهها إلى الحضور في لاهاي:"محمّد هو صانع تغيير حقيقي، فقد واجه ما قد يعتبره الكثيرون منا مستحيلاً، وقرّر تغيير مصيره، ومصير زملائه من الأطفال اللاجئين في المخيم". وأثنت الناشطة الباكستانية "ملالا يوسفزاي" (20 عاماً) التي اختِيرت مبعوثة أممية للسلام لتشجيع الفتيات على الدراسة، على الجهد الكبير الذي بذله "الجندي" في تعليم اللاجئين السوريين، خاصة في ظل أرقام تشير إلى نزوح 2.5 طفل من منازلهم ووجود 500000 منهم في لبنان من دون تعليم. وأثناء تسليمها الجائزة للشاب السوري، قالت ملالا:"مستقبل سوريا يعتمد على أطفالها، ومستقبل هؤلاء يعتمد على التعليم... وأنا فخورة بدعم جهود محمد وتكريمه من خلال جائزة السلام الدولية للأطفال". الجدير بالذكر أن جائزة السلام الدولية للأطفال تمنح سنوياً لكل طفل يدافع بشراسة عن حقوق الأطفال، فيكون المثال للكثير من الأشخاص حول العالم، والدليل القاطع على أن التغيير ممكن أن يحصل بغض النظر عن العمر والجنسية والدين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard