شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
ستذهبون مع الأنفلونزا إلى العمل؟ هذا ما ينصحكم به الطب لمرافقة

ستذهبون مع الأنفلونزا إلى العمل؟ هذا ما ينصحكم به الطب لمرافقة "الجراثيم" إلى المكتب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 27 نوفمبر 201710:42 ص
استيقظ أحمد كامل مريضاً يشعر بصداع شديد وسخونة، اتصل بمدير عمله يطلب إجازة مرضية لكن الأخير رفض بسبب عدم وجود بديل له في هذا اليوم. على الرغم من تعبه الشديد، اضطر كامل لارتداء ملابسه استعداداً للذهاب إلى عمله، علماً أن السرير أو عيادة طبيب هو المكان الذي يجب أن يكون فيه. دنيا قاسية جداً أليس كذلك؟ الموقف الذي حصل للمحاسب الذي يعمل في إحدى شركات السياحة المصرية (مقرها وسط القاهرة) الشهر الماضي يتحصل مع غالبيتنا، فقد نستيقظ في يوم وأعراض الأنفلونزا بادية علينا، لكن ظروف العمل تجبرنا على الذهاب إليه وممارسة مهماتنا بشكل عادي. على الرغم من أن قوانين العمل في غالبية دول العالم، ومن ضمنها العربية تتيح للناس الحصول على إجازات مرضية، إلا أن الأمر ليس بالسهولة التي كتبت بها هذه القوانين على الورق. وتظل مشكلة الأنفلونزا الكبرى أن من يصابون بها بغالبيتهم لا يرتاحون في المنازل، بل يذهبون إلى أعمالهم، ما يجعلهم يتعاملون مع آخرين، بالتالي تنتشر العدوى. يبيّن استطلاع قام به كيان طبي أميركي هو CITYMD، أن 69% من الناس في الولايات المتحدة الأميركية من الذين يعانون من الأنفلونزا أو أعراض البرد، قالوا أنهم يذهبون إلى الصيدلية، للحصول على علاج، و43% قالوا أنهم يذهبون إلى محال البقالة لشراء حاجاتهم، وأكد 39% أنهم يذهبون إلى أعمالهم. ربما لن يختلف الأمر كثيراً في عالمنا العربي، حيث كثيراً ما نشاهد بأعيننا مرضى بالأنفلونزا في كل مكان نذهب إليه، وقد نكون نحن أنفسنا مضطرين مع مرضنا للذهاب لقضاء مصالحنا المختلفة.

ما يجب أن تعرفوه عن الأنفلونزا

يقول الطبيب وليد كمال أن الأنفلونزا ليست بالبساطة التي يظنها البعض، فهي مرض معد، يجعلكم غير قادرين على العمل بتركيز، إلى جانب أنه يؤذي المقربين منكم أيضاً، ويضيف أن غالباً ما تظهر على من يعانون من الأنفلونزا بعض الأعراض الآتية أو كلها: الحمّى، الآلام الشديدة أو البسيطة في العضلات، الصداع، الالتهاب في الحلق، السعال والضعف العام.
قد نستيقظ وأعراض الأنفلونزا بادية علينا، لكن ظروف العمل تجبرنا على الذهاب. كيف نتعامل مع هذا الموقف؟
"تحتاج نزلات البرد بصفة عامة إلى بعض الراحة، ومن المهم حين تصابون بالأنفلونزا أن تبتعدوا من الآخرين قدر الإمكان، فذهابكم وأنتم مرضى بالأنفلونزا إلى العمل لا يعني احتمال نقلكم العدوى إلى زملائكم فقط، بل من الممكن أن تنقلوه إلى الناس في الشارع وفي وسائل المواصلات التي تستخدمونها"، يقول كمال. الخطورة أن هناك احتمال أن تنقلوا هذا المرض إلى الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، وهو ما قد يؤدي إلى مشكلات كثيرة لهم. ولكن، ماذا لو كنتم مضطرين للذهاب إلى أعمالكم وأنتم مصابون بالأنفلونزا؟ ينصحكم كمال في هذه الحال بأن تلغوا الاجتماعات كلها مع زملاء آخرين، خصوصاً في الغرف المغلقة. وأن تمنعوا أي شخص من الجلوس أمام جهاز الحاسوب الخاص بكم حتى لا يصاب بالمرض، كما يجب أن تحذروا زملاءكم من استخدام الأطباق والأكواب والملاعق نفسها التي تستخدمونها. ومن المهم أن يكون معكم مناديل لمسح أي شيء تلمسونه بأيديكم. وتنتقل الأنفلونزا إلى الآخرين بكل سهولة من طريق السعال أو العطس، أو لمسهم أي شيء سبق أن لمستموه قبلاً مثل مقابض الأبواب وأزرار المصاعد أو حتى عربات التسوق في السوبرماركت. وحين تصابون بالأنفلونزا ابتعدوا تماماً من مصافحة زملائكم، أو تقبيلهم، حرصاً على مصلحتهم. ومن المهم أن يكون معكم دائماً مطهر لليدين، وأن تغسلوها بشكل متكرر، خصوصاً بعد السعال أو العطس. ومن الممكن أن تضعوا كمامة أو على الأقل أن تضعوا على أنوفكم منديلاً لمنع نقل العدوى إلى الآخرين من طريق الجهاز التنفسي. توفر دول كثيرة ما يُطلَق عليه مصل الأنفلونزا وهو مصل طبي يقلل من احتمال الإصابة بالمرض، لكن ينصحكم كمال بأن تأخذوا هذا المصل حين لا تكونون مصابين بالمرض أو بأي عارض آخر للبرد، وهو يُحدّث كل عام، ويجب أن تتأكدوا من أن الصيدلي الذي تتعاملون معه يوفر الجديد منه دائماً. وحتى تقل أعراض الأنفلونزا لديكم حاولوا أن تتناولوا الأدوية التي تقلل من أعراض البرد، على أن يكون ذلك تحت إشراف طبي. وعند إصابتكم بالمرض أجّلوا أي عمل يحتاج إلى تركيز شديد، فهناك احتمال كبير للوقوع في الخطإ، لذلك اطلبوا من زملائكم مساعدتكم في العمليات الحسابية مثلاً للتأكد من عدم الخطإ في تنفيذ المهمات المطلوبة منكم. وللحد من أعراض الأنفلونزا، علكيم تناول أطعمة صحية أثناء العمل، خصوصاً تلك الغنية بفيتاميني e وc وتناولوا سوائل كثيرة، خصوصاً عصير البرتقال، وعصير الليمون. وتتيح الصيدليات كلها الفيتامين سي مركزاً، لكن من المهم أن يكون تناوله تحت إشراف طبي، أو اسألوا الصيدلي عمّا إذا كان مناسباً لكم أم لا، وعن الطريقة السليمة لتناوله. "وشرب الماء بكثرة يساعدكم في التخلص من أعراض الأنفلونزا، فهو مفيد جداً لصحتكم"، يقول كمال. ولضمان أن تتخلصوا من الأنفلونزا سريعاً عليكم بالنوم لساعات كافية أثناء الليل، فقلة النوم تساهم في التقليل من نشاط الجهاز المناعي، بينما النوم لساعات كافية ليلاً يساعد أجهزة الدفاع الطبيعية في العمل بالشكل الأفضل.

متى يجب عليكم الذهاب إلى الطبيب؟

في حال تدهور حالتكم الصحية لأكثر من ثلاثة أيام، وعند انخفاض درجة حرارتكم ثم ارتفاعها، اعلموا أن هذا مؤشر إلى أنه عليكم الذهاب فوراً إلى طبيب مختصّ. الأنفلونزا ليست مرضاً بسيطاً، فهي قادرة على إضعاف الجهاز المناعي، ومن الممكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل التهاب القصبات الهوائية، أو التهاب الرئة... من المهم أيضاً أن تدركوا أن استخدام المسكنات والمضادات الحيوية يجب أن يكون تحت إشراف طبيب، وكل علاج له تعليمات يعرفها الطبيب والصيدلي جيداً. وعليكم الحذر من تناول جرعات زائدة من الأدوية أو جرعات أقل من المطلوب، وأخبروا طبيبكم بأي علاج آخر تتناولونه لأن أدوية كثيرة للأنفلونزا تتعارض مركباتها مع بعض الأدوية الأخرى.

هل تريدون ألّا تصابوا بالأنفلونزا مطلقاً؟

الرياضة... الرياضة... ثم الرياضة... ينصحكم الطبيب وليد كمال بها، مؤكداً أنها تقوي الجهاز المناعي وتجعلكم أقوى من أي مرض.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard