شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
صحتك والكأس… هل هناك علاقة بين المشروبات الكحولية والسرطان؟

صحتك والكأس… هل هناك علاقة بين المشروبات الكحولية والسرطان؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 20 نوفمبر 201707:48 م

يعد تناول المشروبات الكحولية طقساً ثابتاً للعديد من الناس، فهي قادرة على تحرير عقولهم والسفر بها إلى عوالم أخرى، تكون أحياناً أجمل من الواقع.

لكن هل تصب الكحول من الناحية الصحية في مصلحتنا دائماً؟

أعلنت الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (كيان طبي وعلمي يجمع العديد من كبار الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية) مؤخراً أن هناك علاقة حقيقية بين الكحول والسرطان.

وبحسب الجمعية، فإن تناول الكحول، حتى لو بجرعة بسيطة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان، من ضمنها سرطان الفم والحلق وسرطان الكبد، وبدرجة أقل، سرطان القولون والمستقيم.

هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها من هذه الجمعية المهمة، تحذير يتعلق بوجود علاقة مباشرة بين الكحول والسرطان، رغم أن جمعيات أخرى سبق وحذرت من ذلك.

يقول الطبيب محمد عماد، اختصاصي في علاج الأورام، إن الكحول هي أحد أسباب الإصابة بأنواع عدة من مرض السرطان.

"يخبرنا العلم أن زيادة تناول الكحول ترفع من احتمال تعرض البشر لعدة أنواع من السرطان في وقت واحد، بينما التوقف عن تلك العادة يمكنه أن يطيل عمر الإنسان"، يقول عماد.

لم تكتفِ الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري بالتحذير بل بدأت ما يمكن أن نعتبره حرباً على شركات الكحول، إذ طالبت بفرض المزيد من الضرائب عليها، إلى جانب منع الإعلانات التي تروج للمشروبات الكحولية، وخصوصاً تلك التي تستهدف المراهقين.

ومن المقرر أن يبدأ حظر على إعلانات الكحول في مترو الأنفاق والحافلات في مدينة نيويورك في شهر يناير القادم.

وتؤكد دراسات عدة أن 5.5 % من جميع أنواع السرطان الجديدة، إلى جانب 5.8% من جميع الوفيات المتسبب بها السرطان، يمكن أن تكون بسبب الكحول.

"الكحول يلعب دوراً رئيسياً في الإصابة بسرطان الحلق والرقبة والكبد والقولون، وكذلك المريء" تؤكد الجمعية بشكل واضح.

وبحسب الجمعية، فإن تناول 13 غراماً من الكحول في اليوم الواحد يزيد نسبة احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة قد تصل إلى 17%، كما أن تناول حوالي مئة غرام يزيد من خطر تليف الكبد مرتين تقريباً، وسرطان المريء حوالي خمس مرات.

لكن هل تصب الكحول من الناحية الصحية في مصلحتنا دائماً؟
من المقرر أن يبدأ حظر على إعلانات الكحول في مترو الأنفاق والحافلات في نيويورك في شهر يناير القادم

أما النساء؟

أما في ما يتعلق بالنساء فإن شرب كوب واحد من المشروبات الكحولية يومياً يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهو الأمر الذي أكده المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان والصندوق العالمي لبحوث السرطان في مايو الماضي.

اعتمد الاحتمال العلمي السابق على تحليل عدد ضخم من الدراسات وصل إلى 119 دراسة، إلى جانب بيانات حوالي 12 مليون امرأة وأكثر من ربع مليون حالة من حالات سرطان الثدي، وخلص إلى وجود أدلة قوية على أن استهلاك الكحول يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وأن شرب كوب صغير من النبيذ أو البيرة كل يوم - حوالي 10 غراماً من الكحول - يزيد من خطر سرطان الثدي بنسبة قد تصل إلى 9%.

"كلما زاد شربك للكحول، زادت المخاطر"

تعتبر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري أن تضامن بعض شركات الكحول مع مرض سرطان الثدي بوضع شريط وردي على منتجاتها أمر لا يخلو من تضليل وهدفه زيادة المبيعات ليس أكثر، بسبب وجود دلائل واضحة تظهر الصلة بين تناول الكحول وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء.

حتى لو كان تناول الكحول بنسبة قليلة وغير منتظمة، فإن الأمر يضاعف خطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان.

أرقام من وحي الكحول

في يناير من العام 2015 قالت منظمة الصحة العالمية إن تعاطي الكحول يتسبب بوقوع 3.3 مليون حالة وفاة كل عام، وهو ما يمثل 5.9% من جميع الوفيات في العالم، كما أنه يعد أحد العوامل المسببة لأكثر من 200 وفاة وحالة إصابة في العالم.

كذلك يتسبب تناول الكحول بالموت والعجز في مرحلة مبكرة نسبياً من العمر، وهو السبب في موت 25% تقريباً مما يتناولونه من إجمالي الوفيات في الفئة العمرية بين 20 و39 عاماً.

هل هذه هي كل أضرار الكحول؟ لا. فهناك المزيد الذي تحذر منه منظمة الصحة العالمية، بعدما وجدت أن هناك علاقة بين تناول المشروبات الكحولية وبين العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية، إلى جانب وجود علاقة بين الكحول وبين حالات الإصابة بالأمراض المعدية من قبيل السل ومرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" والعدوى بفيروسه، بسبب تأثير الكحول على مناعة الإنسان.

وفي العام 2012، توفى حوالي 3.3 مليون شخص أي ما يعادل 5.9% من مجموع الوفيات العالمية، بسبب تناول الكحول.

كما أن  تعاطي الأم الحامل للكحول قد يسبب متلازمة الكحول الجنينية ومضاعفات الولادة المبكرة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard