شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
رحلة باص أحمر من لندن إلى

رحلة باص أحمر من لندن إلى "المعتقلات في سوريا"...

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 16 أكتوبر 201712:58 م
قبل شهر من اليوم، اجتمعت نساء سوريات في بيروت، خلال معرض "عشرات الآلاف" الذي أقامته منظمة العفو الدولية، تذكيراً بالمعتقلين السوريين في سجون النظام السوري، وتنديداً بمصائر مئات المختفين قسراً. هناك، شكلت السيدات مجموعة "عائلات من أجل الحرية"، وهي حركة تقودها نساء سوريات قررن محاولة العثور على أحبائهن المفقودين، والمطالبة بالحرية لكل شخص اعتقل قسراً أو اختفى في سوريا. اليوم، أطلقت هذه المجموعة "باص الحرية" في مدينة لندن، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على قضية المعتقلين، التي تكاد تُنسى، في ظل التطورات السياسية الحاصلة في الأشهر الأخيرة. مؤسسات الحملة هن الناشطة السورية في مجال حقوق الإنسان فدوى محمود، نورا غازي الصفدي زوجة باسل خرطبيل، المبرمج والناشط السوري - الفلسطيني الذي أُعدم خلال فترة اعتقاله في سوريا، إضافة إلى أمينة خولاني وغادة أبو مستو وبيان شربجي وأسماء السقا وحلا الغاوي. وقفن أمام باص أحمر، يشبه إلى حد كبير باصات لندن التقليدية العامة، زُيّن بصور عشرات الرجال والشبان والأطفال المفقودين، وسيشق طريقه عبر طرق بريطانية عدة، وسيمر بعدها بمدن عدة حول العالم احتضنت اللاجئين من الحرب والموت، حاملاً مطالب العائلات، وشوق الآباء والأمهات، محاولاً أن يجمع التضامن ويرفع المطالب محلياً ودولياً للإفراج عن المعتقلين وكشف مصائر المختفين، ومتابعة جميع الأخبار والأرقام الواردة من داخل السجون.

لا سلام من دون حرية أحبائنا

تتعدد مطالب الحملة، لكنها تتلخص في نقاط عدة أساسية تكررها المشاركات فيها عند كل فرصة: الكشف الفوري عن أسماء المحتجزين كلّهم عند النظام وأطراف الصراع كافة، إلى جانب معرفة أماكن وجودهم وتبيان مصائرهم. فقد قالت الدكتورة هالة الغاوي التي شاركت في إطلاق الحملة منذ أيام: "أن يصلنا خبر وفاتهم خيرٌ من ألا يصلنا أي خبر عنهم، أستطيع أن أتعايش مع فكرة الموت، لكن الإخفاء القسري صعب جدًّا". ويبقى أبرز هذه المطالب إيقاف التعذيب وإساءة المعاملة فوراً. وفي حال وفاة أحد المعتقلين، تسليم عائلته شهادة وفاة مع تقرير عن أسبابها ومكان الدفن. وتأمل العائلات بممارسة مزيد من الضغط على الحكومة السورية للسماح للمنظمات الإنسانية الدولية بتقديم الأغذية والمساعدات الطبية فوراً، والسماح للمنظمات الحقوقية الدولية بالوصول إلى المعتقلات لمراقبة ظروف معيشة المعتقلين عن كثب ولوقف التعذيب وسوء المعاملة، من أجل ضمان توافر أماكن احتجاز مدنية تؤمّن معايير المعيشة الصحية. خططت القائمات على المشروع للسفر إلى أي مكان تجرى فيه محادثات سلام، لتذكير من يحملون السلاح جميعاً، بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام من دون حرية أحبائهن.

البديل من النظام السوري... خلف القضبان!

في مقال نشر في موقع "Syria Notes" تقول نسيم الشام، وهي واحدة من النساء المشاركات في الحملة باسم مستعار، إن زوجها اعتقل في منطقة الزبداني في السنوات الأولى للحراك الثوري السوري بتهمة "إطعام الارهابيين". "بعد أيام من إطلاق النظام سراح عشرات الإرهابيين من سجونه، بداية انطلاق التظاهرات، وصل عدد منهم إلى الزبداني للاحتماء، تهمة زوجي الذي كان مزارعاً يومذاك كانت إطعام الإرهابيين، على الرغم من أنه لم يتواصل معهم، كان يوم اعتقاله غارقاً في تحويل كميات من الحليب لبناً، بهدف بيعها"، تقول نسيم. وتضيف: "قال لي شبان شاركوه الزنزانة إن لقبه في السجن هو رجُل اللبن". تشدد على أن البديل الحقيقي للنظام السوري هو الـ100,000 معتقل في أقبية النظام. "يسألوننا دائماً عن البدائل، مَن هو البديل من النظام؟ داعش؟ لكنهم يتجاهلون واقعاً مهماً، كان يمكن عشرات الشبان المعتقلين أن يكونوا خير بديل من النظام، إذ أنهم رفعوا أصواتهم بسلمية تامة. هم بمعظمهم، مثقفون، طلاب جامعات، لكن النظام سرق أحلامهم ببناء مستقبل أفضل لسوريا عبر سجنهم وتعذيبهم"، تضيف.  تتابع نسيم التي تستخدم الاسم المستعار على الرغم من معرفة كثر اسمَها الحقيقي اليوم، احتراماً لزوجها المعتقل الذي اختار الاسم لها بنفسه قبل اعتقاله: "السوريون بغالبيتهم استخدموا أسماء مستعارة خلال الأعوام الأولى من التظاهرات كإجراء احترازي لحمايتهم أونلاين، وأنا متمسكة بهذا الاسم، احتراماً لزوجي المعتقل".

أرقام مخيفة

منذ عام 2011، اختفى عشرات الآلاف من الأشخاص في سوريا من دون أي أثرٍ، وباتوا في عداد ضحايا الاختفاء القسري، بحسب منظمة العفو الدولية. وتقدر الإحصاءات أن أكثر من مئة ألف شخص في سوريا، تعرضوا للاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري في جميع أنحاء البلاد. يمكن أن يكون الرقم الحقيقي ضعفين أو ثلاثة أضعاف، ولكن من المستحيل الحصول على رقم دقيق، إذ أن عائلات كثيرة امتنعت عن تسجيل أبنائها مع مجموعات توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، خوفاً على سلامتهم. وبحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان السنوي بعنوان "أين هم؟": تعاني عائلات 85000 مختفٍ قسرياً في سوريا في ظل محاولتها إيجاد إجابات عن ذويها ويصف التقرير ظاهرة المعاناة بـ "سلاح من أسلحة الحرب في سوريا".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard